مَنْ "خانَ" شيخون "خان" سورية بقلم: محمد طلعت الجندي

السبت, 8 نيسان 2017 الساعة 01:34 | مواقف واراء, كتاب جهينة

مَنْ

خاص: مصر

برزت على مسرح الحدث فور الهجمة الخائبة الأمريكية على مطارالشعيرات العديد من التحليلات التي تؤكد نوايا الخبث السياسي للقائلين بها وإرباك المشهد السوري وزعزعة عقيدته في وطنه دولة وجيشا، وتسريب أن القيادة السورية والروسية على علم مسبق بالضربة الرخيصة الأمريكية.

وهذا هراء وكذب بأي حال، فما ذنب الشهداء والمصابين جراء هذه الضربة.. وإن كانت القيادة العليا للجيش العربي السوري على علم مسبق فكيف تضحي بأبنائها وهم رصيدها العسكري والحيوي.. وأي منصف يمكنه تبيان الحقيقة حين يطالع بيان القيادة العامة للجيش العربي السوري الصادر بشأن هذه الضربة:"أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية عند الساعة 3.42 فجر اليوم على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعد الجيش العربي السوري الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار ماديّة كبيرة". وعن الشهداء والجرحى لم يتحدث أحد، ولم يُخرج لهم فيلما يُدار على الصفحات والمواقع للتنديد بهمجية الثور الأمريكي وإرهابه على سورية.. المفارقة رخيصة للأسف، والتوصيف قاسٍ فلا أجد غير: حقا، لا شرف للأنذال المرتزقة وسادتهم من براميل النفط والعقال والكروش وأغوات العثمانلية..!

المريب في الأمر، إن الضمير الأمريكي استقر في عقله الهمجي إنه استراح وانتصر للعدالة والإنسانية بضربته تلك، قصاصا لضحايا خان شيخون، فأي نصر للعدالة يأتي بالدم، وماذا عن شهداء الشعيرات بصواريخ توماهوك ؟ ألم يخبر عرابو الثور الأمريكي في الشأن السوري أن الدم كله سوري؟!

وبعيدا عن أي رومانسية قومية عروبية أو حماسة ثورية غاضبة متخوفة على مصير سورية من جراء الضربة الأمريكية التافهة، أقول، لا داعي للخوف أو القلق هي فقط مناوشة سمجة مدفوعة الأجر من قبل ممالك الشر في شبه الجزيرة العربية، وقام بها ترامب لتوجيه رسالة طمأنة لهم بأنه يستطيع ضرب سورية في الوقت الذي يحدده، فلا قصة العدالة الإنسانية ولا ضميرها المتورم في الحسبان، ولا دموع ولا نواح على أطفال خان شيخون هو السبب، فقط هي مفتعلة لاختلاق هذه الضربة لعدة أسباب ومكاسب دولية وعربية.

وتأتي المملكة السعودية الضالة أول الأنذال المؤيدين للثور الأبيض ودمويته. وتبعتها صديقتها الحميمة إسرائيل وفي ذيلهم قطر مباركين لهذه الحماقة الأمريكية التي لن تطول، الثور حقق هدفه وجنى الربح من هذا التحريك الخائب واكتفى، لأنه يعلم تمام العلم أن أي فعل أكثر من ذلك سيجلب عليه خسائر هو في غنى عنها، وأن الوضع في سورية يختلف تماما عنه في العراق ووضع الرئيس بشار الأسد مغاير لوضع صدام حسين. كما أن في نهاية الأمر الشعب السوري وجيشه مازال متماسكا وعلى ثبات في أرضه مع دعم حلفاء وأصدقاء سورية، وغير ذلك كله حالة الوعي العربي بحقيقة ما يحدث في سورية، فالاستحالة كلها في إمكانية جمع جيش عربي واحد خلف أمريكا ووضعه في المقدمة أمام الجيش العربي السوري كما حدث في العراق. الشعوب العربية نفسها سترفض. وهذا يقيني وأتمنى أن لا يخذلني.!

تفسير الهجمة الأمريكية باختصار نتج عن الدعم الكامل من قبل رئيسة أركان الانحطاط العربي (المملكة السعودية) وخصيانها في المنطقة وكبيرتهم إسرائيل، وهو أمر كاشف وواضح لمخطط تدمير الجيش السوري، خاصة هذا المطار تحديدا الأقوى في دفاعاته الجوية الذي صفع مؤخرات طيران الكيان الصهيوني، فكان القرار بتدميره، وحين عجزت كلابهم في الصد أمام أسود الجيش السوري، فاكْتَرُوا ثورا هائجا وراعي بقر سابقا رعى التدمير والإرهاب والفوضى الخلاقة لتدميره...

والآن وليس غدا، يجب على الأنظمة العربية الحذر، وأولها مصر، في التعامل مع إدارة ترامب فى الشرق الأوسط، لأن إستراتيجيته باتت واضحة الآن وموقف إدارته الغشومة في ملف المنطقة العربية والشرق والأوسط يمكن أن نستشفه من خلال هذه الهجمة السريعة على سورية. ويتلخص في حماية إسرائيل وتمهيد الأجواء العربية والإسلامية في المنطقة لإغلاق وشطب مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي وتحويله إلى صراع سني شيعي/ عربي إيراني، وتقديم إسرائيل بكونها صديقة وشقيقة. وبالتالي اعتبار أي تهديد مسلح لمصالح إسرائيل يعد في الوقت ذاته تهديدا مباشرا لأمريكا وهو نوع تكتيكي للاستئصال المبكر لأي نية عربية تفكر في التلفظ فيما يسوء الكيان الإسرائيلي. وبالقطع يبقى الهدف الأساس إخضاع كيانات النفط العربي تحت سيطرتها كعبيد - وليس كشركاء أو أصدقاء- في سداد أي فواتير حماية يقوم بها الثور الأمريكي.

كل هذا وأكثر يعلمه بالتأكيد مفكرو الغبرة لممالك النفط، ولكن كما قلنا من قبل ضميرهم الأعمى جعلهم لا يشعرون بالنيران في عقالهم.. وعلى نظام مهلكة آل سعود وأعوانه - عفوا، فأنا غير مؤمن بمسمى وطن باسم عائلة احتكرته، لذا سأعود للحق وإنصاف التاريخ، ولن أقول غير"مملكة شبه الجزيرة العربية" مؤقتا إلى أن يستقيم التاريخ في توصيفه (!)- عليه أن يحترس من أن عموم الناس بدأت تلتفت إليكم ويمتلئ صدرها غضبا ضدكم رافضة ممارساتكم الخسيسة مع دول الجوار واستخدام العصا والجزرة مع وكلائكم في المنطقة المنكوبة عربيا ووهابيا.. وإن فلت العيار فلا تؤمنن سهمه، الأسرة كلها على المحك.!

وأخيرا، القصة أيها الأعمى، ليست في "خان" شيخون بل في مَن "خان" سورية، والخائن لا أمان له ولا عهد له ولا سلام معه، ما دام ارتضى أن يكون إمعة منقادا وراء الضمير الأمريكي الأعمى وشركائه.

إنها سورية أحب بلاد الله إلى عقولنا وقلوبنا ورَحِمِنا..سورية لن تركع، وهكذا وصفتها برديات تل العمارنة منذ عهد الفراعنة..!

والله لنَمْحُوَنَ أعداءك يا سوريّة...

خاص جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا