تلقى التهنئة من جبهة النصرة: ماذا بعد اعتلاء أردوغان عرش "الديكتاتور"؟ بقلم: مصطفى السعيد

الأربعاء, 19 نيسان 2017 الساعة 04:17 | مواقف واراء, كتاب جهينة

تلقى التهنئة من جبهة النصرة:  ماذا بعد اعتلاء أردوغان عرش

خاص: القاهرة

ها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حصل على لقب "الديكتاتور"، وإن كانت النسبة الضئيلة التي رجحت كفته في الاستفتاء قد أفسدت عرس التتويج، خصوصا أنها ترافقت مع تشكيك المراقبين الأوروبيين في سلامة إجراءات الاستفتاء، وأشارت إلى خروقات في عمليتي التصويت وفرز الأصوات، ومطالبة المعارضة بإعادة فرز صناديق بعض المناطق، لكن أردوغان لا يمكن أن يأبه بأي إنتقادات داخلية أو خارجية، وسيمضي قدما في الانفراد بالحكم، لكن ماذا يريد أردوغان من وراء هذا الاستفتاء، وماذا سيفعل بانفراده بالحكم؟

أردوغان لديه نزوع شخصي إلى الإنفراد بالسلطة، ولهذا انقلب على أربعة من أهم المقربين إليه، بدءا من نجم الدين أربكان، الذي بدأ العمل السياسي تحت راية حزبه، ثم انشق عنه مع صديقه عبد الله جول، ليؤسسا حزب العدالة والتنمية، ثم انقلابه على أهم داعمي مشروعه السياسي فتح الله كولن، وشن عدة عمليات تطهير لتحجيم نفوذه، والسيطرة على المؤسسات التعليمية والإعلامية التي صعد عليها حزب العدالة والتنمية، وأطاح أردوغان بعد ذلك بعبد الله جول، الذي كان يتقاسم معه الأدوار في قيادة الحزب والحكومة، وأبعد أخيرا أحمد داود أوغلو أهم وأكبر مساعديه، وأعفاه من رئاسة الوزراء، وهو ما ينم عن نزوع أردوغان الدائم ليكون المتفرد والوحيد في قيادة الحزب والدولة، وجاء الاستفتاء ليعزز هذا النزوع، وربما خفف من وطأة الفشل في أن يصبح الخليفة العثماني الجديد، في إطار المشروع الأمريكي لتفكيك المنطقة إلى ولايات وإمارات يتم جمعها تحت راية دولة خلافة بقيادة أردوغان.

لم تكن الصلاحيات المحدودة لمنصب رئيس الجمهورية في تركيا تعيق أردوغان في السيطرة الكاملة على القرار داخل تركيا، فكان البرلمان في يده، وجاءت محاولة الانقلاب الفاشلة لتبرر له حملات قمع واعتقالات وانهاء خدمات عشرات الآلاف، وشملت حركة التطهير مؤسسات الجيش والداخلية والقضاء والإعلام والتعليم وحتى الإدارات المحلية، ولم يبق أردوغان أي شخص يشتبه في عدم ولائه في أي سلطة أو أي مكان، ومع ذلك سعى أردوغان لمزيد من السيطرة.

يبدو أردوغان مثل طفل مصاب بفرط الحركة، فلا يكف عن انقلاباته وصراعاته في الداخل والخارج، فمن حليف للرئيس السوري بشار الأسد إلى أشد أعدائه، ومن علاقات وطيدة بإيران إلى منافس، بل مصارع، وهكذا كان الحال مع الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي أوباما والاتحاد الأوروبي.

أخطر ما سيترتب على تنصيب أردوغان ديكتاتورا لتركيا هو أنه سيصبح أكثر ميلا لافتعال المزيد من المعارك الداخلية والإقليمية، وأما العزلة التي تشتد حوله سيوثق علاقته بالجماعات الإرهابية، ويجعل منها رأس حربة ضد خصومه الكثر، وسيصبح خطابه ونهجه أكقر تطرفا وعصبية، ويمكن ملاحظة ذلك من تلويحه بإعادة عقوبة الإعدام، وتلقيه التهاني من جبهة النصرة وباقي الجماعات الإرهابية، وقد يتحول أردوغان المأزوم والمعزول إلى فيل هائج داخل معرض للخزف، وستكون تقلبات ومغامرات أردوغان أكثر حدة وعنفا، بعد أن تخلص من بعض قيود سلطاته، ويبدو مسرح العمليات المفتوح في كل من سورية والعراق ملائما لانفلاتات أردوغان، فما تزال المعارك دائرة، والمخارج السياسية ضيقة، وهناك دول إقليمية مثل السعودية وقطر مستعدة لتمويل مغامرات أردوغان، ربما تمكنت من إيجاد ثغرة تعيد لها الأمل في تحقيق مكسب ما، بعد أن تعرضت لخسائر متوالية أمام التحالف السوري الروسي الإيراني، كما أن الرئيس الأمريكي ترامب المرتبك والمتخبط قد يترك العنان لأردوغان للقيام بعمل أهوج، لكن لا يمكن التنبؤ بدقة باتجاهات أردوغان وحدود مغامراته، لأنه يتخذ قراراته تحت تأثير اللحظة، لكن المؤكد أن تركيا ستكون الخاسر الأكبر من كل حماقات أردوغان في الداخل أو الخارج.

خاص جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا