جهينة نيوز:
اتركوا لجيش العدو بعد حصاره مخرجا حرا ولا تشددوا الطوق على عدو بائس".. جملة للجنرال والفيلسوف الصيني صن تزو، صاحب كتاب "فن الحرب".
فهل اتبع الجيش السوري وروسيا و"حزب الله" هذه الاستراتيجية خلال اتفاقيات خروج المسلحين وعائلاتهم من المناطق السورية وآخرها حلب؟!
"خلال العام الماضي طرح اكثر من مرة مبدأ خروج المسلحين من حلب استنادا الى هذا المبدأ" يقول الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر، لافتا في اتصال مع موقع "الجديد" الى ان "فكرة المعابر عُرضت على المسلحين في حلب بداية الصيف الماضي إلا انهم لم يقبلوا بها وقرروا المواجهة وبعد التقدم الذي احرزه الجيش السوري وحلفاؤه ميدانيا عادوا ليطرحوا فكرة المعابر عبر الوسيط التركي".
فتح مخرج للعدو في الحرب بعد حصاره من شأنه تخفيف الاضرار والخسائر المادية والجسدية قدر الامكان، يشير جابر، "الهدف من معركة حلب كان تحريرها والمعركة كانت شرسة وكل ما كان يريده الجيش السوري هو اخراج المسلحين من المنطقة".
يلفت جابر الى ان "هناك طريقتان للدخول الى اي ميدان عسكري اما بالقوة او بقوة، الخيار الاول سيخلّف ضحايا ودمار بعد المعركة أما الخيار الثاني يتم من دون معارك وهذا ما يقلل الخسائر". لهذا السبب تشكل جملة صن تزو حلا مناسبا لعدد من الجيوش.
جملة "تزو" كتبت قبل اكثر من ٢٥٠٠ عام، فكيف يمكن لاستراتيجيات عسكرية ان تبقى صالحة للاستعمال لفترة طويلة من الزمن؟!
"في العلوم العسكرية نعود الى كل شيء مدوّن في التاريخ الحربي لانه يخلص بنظريات تبقى صالحة للتطبيق" يقول جابر، هناك مبادئ للحرب وعلى الجيوش اتباعها. أما اذا خرج احد عن المبادئ المدوّنة وحقق انتصارا فتدخل استراتيجيته الجديدة ضمن التعاليم الحربية والعسكرية كملحق في الكتاب العسكري، يختم جابر.
يذكر ان الجيش السوري كان قد فتح في مناطق عديدة ممرات امنة للمسلحين او سمح لهم بالخروج ضمن تسويات او اتفاقيات من بينها: "مدينة التل في ريف دمشق، وبلدة داريا القريبة من العاصمة السورية، معضمية الشام، بلدة خان الشيخ، قدسيا والهامة في ريف دمشق الغربي، حي الوعر غربي حمص، مضايا وبابا عمرو وآخرها حلب".
المصدر موقع الجديد
03:09