دخول قوات برية روسية الى معركة الغوطة الشرقية

السبت, 3 آذار 2018 الساعة 01:07 | مواقف واراء, زوايا

دخول قوات برية روسية الى معركة الغوطة الشرقية

جهينة نيوز – تيري ميسان

قررت واشنطن تنحية مشروع تدمير الدول والمجتمعات في الشرق الأوسط الموسع إلى المستوى الثاني من اهتماماتها، وتركيز قواها على مناهضة مشروع طريق الحرير الصيني. هذا ما أسفر عن اجتماع كل من الرئيس دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول (كممثل للبريطانيين)، في 24 شباط في البيت الأبيض.

إنه ليس بهذه البساطة، مجرد صراع تقليدي بين الإمبراطورية البحرية الأنغلوسكسونية، من جهة، والمشروع التجاري الأرضي الصيني، من جهة أخرى فحسب. بل أيضا الخطر الذي تلحقه الصناعة الصينية بالعالم المتقدم بأكمله.

وبقدر ما كان الأوروبيون في العصور القديمة متعطشون للحرير القادم من الصين، صار جميع الغربيين اليوم يتوجسون من منافسة السيارات الصينية لصناعاتهم.

ولأن بكين قد تخلت مؤخرا عن تمرير طريق الحرير ضمن مسارها التاريخي عبر الموصل وتدمر، فلم تعد الولايات المتحدة مهتمة بتاتا بدعم الجهاديين في إنشاء دولة خلافة، تتمدد على أراض بين العراق وسورية.

لهذا كله، تقدمت روسيا والولايات المتحدة في 24 شباط الجاري بمشروع القرار 2401 إلى مجلس الأمن.

كان نص القرار جاهزا بالكامل قبل يوم من ذلك التاريخ، ولم يجر تعديل كلمة واحدة منه، في حين كان الطرفان، الروسي والأمريكي يتظاهران أمام العالم بمواصلة المساومات حوله.

ظاهريا، يوحي هذا القرار بأنه صدر استجابة للحملة الإعلامية التي قادتها فرنسا لإنقاذ المدنيين في الغوطة، بينما يعالج في الواقع مسألة إيجاد حل لكل سورية تقريبا، مع ترك مسألة انسحاب القوات التركية والأمريكية معلقة حاليا.

في الواقع، إذا قررت الصين تمرير طريق الحرير عبر تركيا، فإن واشنطن سوف تنفخ على الجمر، وتهرع لإنشاء "كردستان" في الأراضي الكردية (إذا اعترفنا بأن جنوب شرق الأناضول لم يعد أراضي أرمنية منذ الإبادة الجماعية) لقطع الطريق على بكين.

أرسلت موسكو مؤخرا طائرات جديدة إلى قاعدة حميميم، منها طائرتا شبح سو-57، جوهرة التكنولوجيا الحديثة، التي لم يكن يتصور البنتاغون قدرة روسيا على وضعها في الخدمة قبل عام 2025.

موسكو، التي كانت حتى هذا التاريخ تقتصر مشاركتها في سوريا على قواتها الجوية، وبعض القوات الخاصة، نقلت في غفلة من الجميع قوات برية إلى سورية. وانضم الجيش الروسي، منذ فجر 25 شباط الجاري إلى حليفه، الجيش العربي السوري في القتال في الغوطة الشرقية.

وصار من المستحيل اعتبارا من الآن فصاعدا على أي جهة كانت مهاجمة دمشق، أو محاولة الإطاحة بالجمهورية العربية السورية دون رد عسكري مباشر من القوات الروسية.

وبناء على ذلك، لم يعد بوسع المملكة العربية السعودية، وفرنسا، والأردن، إضافة إلى بريطانيا، الذين شكلوا سرا "مجموعة صغيرة" يوم 11 كانون ثاني الفائت، لنسف مخرجات مؤتمر السلام في سوتشي، القيام بأي فعل حاسم ضد سورية، بعد الآن.

وإذا اقتضى الأمر أن ندعي جميعا عدم معرفتنا بوجود تشكيلين مسلحين في الغوطة الشرقية (واحد موالي للسعودية وآخر لقطر) ويتبع كلاهما لتنظيم القاعدة، فإننا سنفعل. لأنه سيتم قريبا سحبهما بتكتم شديد من الميدان، بالتزامن مع ترحيل ضباط المخابرات البريطانية (إم.آي 6) وكذلك ضباط المخابرات الخارجية الفرنسية، الذين كانوا يقودون المعارك تحت مظلة ( منظمة أطباء بلا حدود) ، غير الحكومية .

لم تنته الحرب على كامل الأراضي السورية بعد، لكنها انتهت فعليا في دمشق.

المصدر: voltaire net


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    3/3/2018
    03:46
    بالمختصر المفيد ..
    التصعيد الروسي في سوريه مرتبط .. بقتاعتهم التامه انسحاب امريكا من هذا الملف .. ولازالت اتذكر عند ازمه الكيمياوي عندما هددت امريكا في عهد اوباما بضرب سوريه قرر الروس الانسحاب من الساحل السوري ... وكم مره هددوا بسحب القوات وسحبوا عدد من الطائرات .. ولماذا نجحت داعش باعده احتلا ل تدمر مره ثانيه .. .. من يعتقد ان الروس يختلفون عن الامريكا يكون جاهل بالسياسه .. الروس اوسخ من الامريكان .. واذا كانت اهداف الامريكان في سوريه النفط والغاز ... اهداف الروس في سوريه . بضم سوريه لروسيا الاتحاديه ..وهذا كان احد احلام القياصره .. وليس بجديد .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا