وحدة مركز الأطراف الصناعية "من الضغط وقلة المواد إلى الوفرة وقلة المرضى".. 300 طفل مجهولي النسب مسجلون خلال الأزمة !

الإثنين, 19 آذار 2018 الساعة 15:15 | اخبار الصحف, الصحف المحلية

وحدة مركز الأطراف الصناعية

جهينة نيوز

ركزت صحيفة الثورة في عددها الصادر اليوم الاثنين 19 اذار 2018 ومن خلال تحقيق على ما يقوم به مركز الاطراف الصناعية مشفى حاميش ومعاناة الجرحى مبتوري الاطراف وقالت.. في مشوار البحث عن فلسفة الوجع كانت متاهة الطريق تفرض نوعاً من التفكير ما بين مشهدية الصورة الذهنية وبين حقيقة الواقع أسئلة متراكمة جالت في الخاطر ترسم بعضاً من ملامح أجساد فقدت جزءاً مهماً من مستلزماتها العضوية.. لتسأل حينها كيف لشرايين الدم هنا أن تختصر دورتها في أجساد متحركة قوية لتصبح فيما بعد مزروعة على أعمدة حديدية متنقلة.

أسئلة كثيرة باغتت ذاكرتي لكنها سرعان ما تبددت وهي تتأمل وجوه العشرات التي قصدت المركز لتنال علامة توصيف في تقييم اللجنة الطبية..ثلاث زيارات بمواعيد مختلفة لمركز الأطراف الصناعية مشفى حاميش وفي كل مرة كنت أخجل من قسمات وجهي العابسة بعض الشيء فيما جرحى الوطن مبتوري الأطراف تكسو ملامحهم ابتسامة عز وعنفوان.‏‏‏

وهذا الكلام ليس من باب التجميل لواقع، بل حقيقة من السهل رؤيتها والتعرف عليها ليكتشف أي شخص بنفسه أن أحد أكبر مخزون لأسرار الصمود ذاك الموقف الذي يتجسد في ملامح الشباب الابطال من عسكريين ومدنيين.‏‏‏

ولا نبخس الحقيقة قدرها هنا حين نقول إن هذا المركز يكاد يكون على صلة تواصل وتشبيك دائمين مع غالبية العائلات والأسر السورية التي ضحت بشهيد أو جريح.‏‏‏

فالمركز يعمل كخلية نحل في توظيف الخبرات الوطنية ضمن ورشة عمل طبية كبرى تلامس مستوى جرح الوطن من إدارة وأطباء ومهندسين وفنيين وعاملين في كل أقسامه وغرفه.‏‏‏

لقاءات..‏‏‏

- اسكندر آصف العلي أصيب بلغم في حلب تاريخ ٢/٧/٢٠١٧وهو يؤدي عمله مع رفاق السلاح ما أدى إلى بتر طرفيه السفليين من فوق الركبة إضافة إلى بتر رؤوس أصابع اليد اليسرى. كانت ابتسامة وجهه وحدها من جعل نظرات الشفقة تهرب للتو من عيون ناظريها. عيناه الخضراوان تبعثان الأمل والقدرة والدفء لتحدي الصعاب.‏‏‏

رحلة معاناته بدأت من مشفى الجامعة بحلب حيث مكث يومين بعدها تمكن من الوصول إلى حمص ومن مشفى الزعيم إلى المشفى العسكري استغرق العلاج خمسة أيام, بعدها عاد إلى منزله لتلقي العلاج على حساب الاهل وهم المهجرون الهاربون من سطوة الإرهابيين حين غزو بلدتهم قبيبات العاصي في ريف حماه شرق الرستن. وما يحز بالنفس أن تعويضاته لم تصرف لغاية اللحظة. اخيراً راجع مركز الأطراف الصناعية وكان له ما أراد من علاج وعناية ومتابعة بعد تركيب الأطراف الصناعية.‏‏‏

- لؤي فتحي أبو شاهين عسكري أصيب بقذائف صاروخية تاريخ ١٦/٧/٢٠١٧ أدت لبتر رجله اليسار فيما اليمين تمت معالجتها مدة شهرين ونصف بعدها تم البتر لضرورات العلاج. مقيم في المشفى منذ أكثر من شهرين يتدرب على الجهاز في صالة التدريب.‏‏‏

- صفوان عادل حسن أصيب بداية العام ٢٠١٥ بطلقة مدفع في ريف حلب الغربي قرب مخيم الراشدين ادت الى بتر يده اليمنى وبعد رحلة معاناة نظراً لظروف المعركة استقر به المطاف في مركز الاطراف الصناعية بتركيب طرف الكتروني يعمل على مبدأ العضلات القابضة والباسطة.علاء البارودي مدني أصيب للمرة الثانية في حمص نتيجة عمل ارهابي في المدينة الصالة الأولى أدت لحدوث أذية في اليد وفقدان العين اليسرى، والإصابة الثانية أدت لبتر الطرفين تحت الركبة وأذية بالرأس.مقيم في مشفى حاميش منذ ثلاثة أشهر لإتمام المعالجة الفيزيائية. المعالج الفيزيائي محمد مسعود ذكر أنه نتيجة الإصابة لبتر الطرفين أدى إلى خزل أيسر (تقاصر عضلة الفخذ زائد تحدد مركب الركبة وهذا يستدعي المعالجة الفيزيائية للمريض البارودي).‏‏‏

 

- محمد نزيه عيسى تعرض لبتر طرف رجله اليمين من فوق الكاحل نتيجة تعرضه لانفجار لغم في دير الزور. دخل على إثره مشفى دير الزور لمدة يوم واحد تم فيه تصحيح عملية البتر وبعد نقله إلى مشفى تشرين أجري له عمل جراحي لتسكير الجرح استغرق ساعتين، بقي على هذه الحالة حوالي أكثر من شهر وأخيراً قصد مركز الاطراف الصناعية وتم تركيب طرف صناعي نهاية الشهر العاشر للعام السابق.‏‏‏

- مجدي عيسى شاب مقاتل بترت قدماه نتيجة قذيفة حاقدة في حرستا أسعف لمشفى الشرطة وهو ينازع الموت أخضع لعملية استغرقت خمس ساعات وبعد فترة تم نقله إلى مشفى تشرين العسكري بقي فيها حوالي خمسة أشهر ثم امضى نقاهة شهرين في المنزل ثم عاد إلى مشفى تشرين مكث فيها عشرة أيام أجريت له فيها عمليتا بتر للرجل اليسار من فوق الركبة وللرجل اليمين من تحت الركبة، ثم خرج ليقضي مئة وخمسين يوماً نقاهة واستراحات مرضية في المنزل، إلى أن حط به الرحال في آخر رحلة علاج في مركز الاطراف الصناعية حيث تم تركيب طرف صناعي بتاريخ 31/10 من العام الفائت، ما تقدم هو عينة لوجع كبير بحجم حب الوطن.‏‏‏

فما الآلية التي يعتمد عليها المركز في تأمين ما تحتاجه الأطراف الصناعية من تقنيات يدوية والكترونية، بعدما خلفت لنا الحرب الظالمة آلاف الشهداء الأحياء من جرحى الوطن نتيجة إصابتهم بصواريخ متفجرة وقذائف هاون وعبوات ناسفة وألغام مزروعة في كل مكان، واللافت أن أغلب الإصابات كانت من نصيب الأطراف السفلية من فوق الركبة وتحتها، وهناك حالات لفقدان البصر مع أطراف علوية وسفلية.‏‏‏

في ورشة الأطراف السفلية تبدأ مرحلة العمل بعد تقييم وضع المريض وقابليته لتصنيع الطرف وإعطائه التعليمات الخاصة بتأهيل البتر حتى يصبح الجذمور جاهزاً لأخذ القياس، حسب ما أوضحه السيد فايز معاز فني أطراف سفلية حيث تتم في المرحلة الثانية أخذ القياس وتتم عبر طريقتين الطريقة التقليدية وتكون عن طريق لف الجبس على الجزء المبتور من رجل المريض ومن ثم تشكيل قالب من الجبس يوضع في الفرن حتى يجف وبعد اعتماد كل الاجراءات المتعلقة بالطرف الصناعي تأتي بعدها مرحلة البروفا بتجريب القالب على رجل المريض بعدها ومن ثم مرحلة التدريب بعد إضافة القطع الخاصة بالتدريب.‏‏‏

وما ذكر من إجراءات في ورشة الأطراف السفلية ينطبق في عمل ورشة الأطراف العلوية مع اختلاف حالات بعض البتور التي تكون صعبه وقاسية حين يكون الجذمور قصياً كما يقول الفني محمد خالد ملحم مبيناً أن الطرف الإلكتروني هو الأحدث حالياً فهو يعتمد على حركة العضلات القابضة والباسطة ووجود بطارية شحن. ويتم تركيب ما يقارب ٤٥٠ طرفاً بالعام من فريق مشكل من أربعة فنيين.‏‏‏

ولطالما العمل متكامل فإن لورشة عمل الجلديات حضوراً مواكباً لبقية الاقسام.وتصنيع الأحذية حسب حالات البتر لمشط القدم أو لم يبق غير الكعب.وبشكل عام يتم العمل في الورشة كمرحلة نهائية حسب رأي الفني خليل العباس حيث يتم تلبيس الجبائر مادة الاسفنج والجلد ويوضع لها قشاطات وحمالات فليبس كما يتم تصنيع أجهزة شلل معدنية مع مفاصل.حيث يتم تصنيع ما يقارب من ١٥-٢٠ جهاز جبيرة يومياً.‏‏‏

الجهاز المعجزة..‏‏‏

ورشات العمل التقليدية ودعت آلية العمل التقليدي إلى حد كبير لتستعين بجهاز الـ cad cam الذي أدى للانتقال من العمل اليدوي الحرفي الى العمل المحوسب، فالحرفي اليدوي لا يحتاج إلى مهندس بل لخبرة تراكمية من خلال مجموعة برونترات فمتى استطاع الفني أو القائم على العمل حيازتها يصبح قادراً على انجازها وإتمامها هذا ما أشار إليه المهندس علي خنسة مبيناً أن الطريقة الأولية بالنسبة للعمل الحالي كانت تتطلب زمناً ومجهوداً اكبر ومواد أولية أكثر أوحتى الاقتراب من دائرة الخطر نظراً لطبيعة المواد وخبرة اليد العاملة وحالة المريض.‏‏‏

 

هذه الصعوبات برأي المهندس خنسة تم التغلب عليها بشكل كبير من خلال العمل المحوسب الذي يقوم على أخذ صورة ثلاثية الأبعاد لجذمور المريض المتبقي مختصراً بذلك جميع المراحل السابقة.‏‏‏

ويؤكد خنسة أنه بتنا نصمم القالب (الطاسة بالعامية) والمصطلح العلمي (كاست) هذا الكاست وبمجرد تصنيعها يصبح ملائماً لجسم المريض بأخذ نقاط الاستناد والتماس والتحميل بدقة.‏‏‏

وأكد بأن مرحلة التصنيع ستترافق تلقائياً مع مرحلة العلاج الفيزيائي والتي يتم فيها إعادة تنشيط العضلات التي تعرضت للرض وان مرحلة التدريب تتضمن في الوقت نفسه مرحلة التوافق العقلي والجسدي للمريض مع الطرف الصناعي وبهذه الحالة نكون قد عملنا كمركز ٩٠% من مرحلة صناعة الطرف للمريض والزمن المستغرق ربما لا يتجاوز الاسبوع او ما بين شهر وثلاثة أشهر حسب كل حالة فردية.‏‏‏

وأضاف خنسة أن برنامج العلاج يتضمن متابعة تامة لحالة المريض وبعد ثلاثة أشهر يكون المريض في مرحلة التدريب ومن ثم تصبح المتابعة بشكل دوري. وفي حال حدوث أي طارئ يراجع المريض المركز لتقديم كافة الخدمات مجاناً (من متابعة حالته، إجراء أي تعديل على الطرف، عمل جراحي) فهناك متابعة حثيثة لتطور حالة المريض حتى يتم استقرار حالته صحياً ونفسياً.‏‏‏

وفي غرفة الإدارة التي يراجعها كل من يقصد المركز ثمة أسارير وجوه مريحة وسعة صبر رحبة وهي تستقبل مرضى وجرحى الجيش من كل جغرافيا الوطن. ايمن عباس وزملاؤه بينوا أن الجميع يتعامل في المركز كأسرة واحدة مؤتمنة ومسؤولة عن تقديم الأفضل والتخفيف ما أمكن من أوجاع وألام المرضى كل حسب عمله وطاقته وإحساسه بأهمية الخدمة المقدمة فهم جميعاً على تماس مباشر معهم وهم يسجلون أسماء المراجعين من مرضى لأبناء المؤسسة العسكرية. مؤكدين أن ما يقدم من عناية وخدمات وإشراف ومتابعة لهؤلاء يخفف كثيراً من آلامهم النفسية والجسدية، وإن كانت الاصابة فقدان أحد أعضاء الجسد.‏‏‏

جميع المواد متوافرة..‏‏‏

في محطتنا الختامية التقينا مدير مركز الاطراف الصناعية الدكتور العميد يوسف سراج الذي قدم لنا كل التسهيلات ورفض إعطاءنا اي حديث قبل أن نتأكد بأنفسنا ونتعرف على المهام التي يضطلع بها المركز وإجراء ما نريده من لقاءات مع من يعنيهم الأمر (مرضى وفنيين ومهندسين وإداريين).‏‏‏

وفي حوارنا بعدما اطلعنا على جانب من خصوصية عمل المركز بين أن معمل الأطراف الصناعية أنشئ بعد العام ١٩٧٣ بمنطقة صغيرة المساحة تعتمد على المواد الأولية البسيطة وقد بدأ يتطور عاماً بعد آخر بحسب الضرورة والحاجة حتى العام ٢٠٠٠ حيث أخذ العمل يتطور بشكل قياسي بدعم مباشر من السيد الرئيس بشار الأسد ويتقدم خطوة بخطوة على صعيد المواد والتجهيزات التي اصبحت حديثة بشكل كبير، مع تحديث الاجهزة القديمة من حيث العتاد. أما من حيث المواد فإن كل المواد الموجودة في دول العالم أصبحت موجودة لدينا من البسيطة الى الهيدروليك والالكترونيات أي كل أنواع العدة والعتاد موجودة.‏‏‏

لذلك نؤكد أن الطرف الذي يصنع في وحدة الأطراف الصناعية بمشفى حاميش يماثل الذي يصنع في أي دولة أوروبية أخرى لا يختلف عنه بشيء ناهيك عن الخبرة الموجودة عند الفنيين لدينا. وأوضح الدكتور سراج أن المعمل يتألف من اثني عشر جزءاً. أما الأجزاء الأساسية الأربعة في المعمل يأتي في المقدمة من حيث الأهمية اللجنة الطبية التي تضم مجموعة اختصاصات من الجراحة العظمية إلى الطب العصبي والنفسي إضافة لأخصائيي المعالجة الفيزيائية والمهندسين الاختصاصيين بمجال الأطراف الصناعية. هذه اللجنة تتحاور مع المريض وتناقشه وربما تحل نصف مشاكله قبل تركيب الطرف فمن يحتاج لعلاج نفسي يرسل إلى المشافي المختصة ومن يحتاج تركيب طرف مباشرة ينفذ الطلب.‏‏‏

والجزء الثاني المهم هو جهاز (cad cam) الذي وفر جهداً في المادة والوقت وتأتي أهميته من كونه ينجز خلال من ١٢- ١٣ دقيقة طرف كامل (طرف جاهز) وهذا الجهاز لا يوجد ما يماثله على مستوى المنطقة إلا في سورية و لبنان.‏‏‏

 

والجزء الثالث هو الورشة التي يتم فيها تركيب الأطراف سواء تحت الركبة أم فوق الركبة. والجزء هو المعالجة الفيزيائية.‏‏‏

 

ولدينا ما نسميه نحن صالة البتر من أجل تأهيل المريض ليصبح بحالة جيدة كي يستخدم طرفه ويتأقلم مع مجتمعه وأهله ومحيطه.‏‏‏

أما بقية الأقسام فهي ثانوية تعتمد على الاستقبال، الأرشفة، الأتمتة، الجبصين، غرف القياس، الجلديات، الأحذية.‏‏‏

وبين مدير المركز أن تكلفة تركيب الطرف فوق الركبة حوالي ٥ ملايين ليرة سورية وتحت الركبة أقل إلى النصف حسب حالة البتر والإكسسوارات بشكل عام. أما في حال أجراء الاكسسوارات الكاملة وحسب ما تتطلبه حالة المريض فقد تصل التكلفة الى١٠ ملايين ليرة سورية.‏‏‏

وأوضح الدكتور سراج أنه على سبيل المثال لدينا شخصان اثنين اصابهما بتر فوق الركبة لكن أحدهما قصير وآخر اطول.. مريض آخر يحتاج إلى جرابة سيلكون سعرها ١٠٠٠ دولار وربما آخر لا يحتاجها. مؤكداً أن كل ما يستلزمه المريض يركب له مجاناً ولا يوجد أي تكلفة على المريض من (منامة، طعام، شراب، دواء) وما نريده فقط أن يصل إلينا هذا المريض وهذا الجريح ويلتزم بخطة العلاج.‏‏‏

جاهز خلال ساعتين‏‏‏

وحول نسبة وجود المصابين أشار مدير المركز إلى انه قبل الحرب على سورية كان المعمل يشتغل لصالح المدنيين بشكل عام، فيما اليوم نقوم بشراكة بين مركز الاطراف ووزارة الصحة كي يرسلوا مرضاهم إلينا نظراً لعدم وجود لائحة انتظار لمدة اسبوع أو شهر، فمريض المركز يصبح جاهزاً خلال ساعتين ويمشي على الطرف. وحول سؤالنا عن مدة تخريج المريض من المشفى كان الجواب إن ذلك يتوقف على مدى استعداد المريض النفسي وتأقلمه مع المرض،ف بعض الأشخاص يستغرقون يومين للتدريب، وآخرون شهرين، وهناك أناس بقيت ستة أشهر حتى تأقلموا مع وضعهم.‏‏‏

وقال الدكتور سراج إن كل إصابة لها سبب فحين يكون البتر لطرفي المريض فوق الركبة فذلك يحتاج وقتاً اطول كي يتدرب ويتأقلم. أما في حالة الإصابة تحت الركبة فخلال أسبوع إلى ١٥ يوماً يمشي المريض.‏‏‏

وإن كان هناك من رقم إحصائي ذكر الدكتور سراج ان المعمل ينجز سنوياً بحدود ألف طرف صناعي معظمها (أطراف حديثة هيدروليك والكترونيات).مبيناً انه في الماضي كانت المعاناة تكمن بكثرة الجرحى وقلة المواد خلال العام ٢٠١٤ الذي تميز بالضغط الحقيقي على المركز ما خلق شيئاً من الارتباك بسبب قلة المواد نتيجة الحصار الاقتصادي الظالم، ومن كان يستطيع أن يؤمن لنا ما نحتاجه كان يستغرق وقتاً من ستة أشهر إلى عام حتى تصل المواد.‏‏‏

هذا الوقت الضائع تم التغلب عليه من خلال دعم الأمانة السورية للتنمية والتواصل مع بعض الجمعيات الخارجية للجاليات السورية في المغترب. والمفارقة اليوم أنه أصبح لدينا كثرة مواد وقلة جرحى ولم يعد من لائحة انتظار في المركز ما حدا بالأخير إلى التعاقد مع وزارة الصحة لإرسال مرضاها المدنيين إلى المركز لاختصار زمن قائمة انتظار هم البالغة من ستة أشهر إلى عام أحياناً؛ لذلك بدأت الوزارة ترسل حوالي أربعة أشخاص في الأسبوع إلى مركز صناعة الأطراف، كما يتم التشبيك أيضاً مع وزارات أخرى كالشؤون الاجتماعية والعمل لإحالة مرضاهم إلى المركز، ونفى الدكتور سراج في الوقت ذاته اي تعامل مع اي جمعية.‏‏‏

 

لكن بالمقابل يتم استقبال اي شخص عسكري ومن أي جهة إحالته إلى المركز إذ غالبا ما تأتي الجمعيات بالمصابين من عناصر الجيش العربي السوري.‏‏‏

جودة ممتازة..‏‏‏

وعن موضوع جودة العمل الذي لحظناه عن قرب أكد الدكتور سراج أن المعمل يتمتع بمواصفات جودة عالية جداً من ناحية المواد الأولية المستوردة،أما تصنيع الطرف وتركيب الأجزاء وصقلها وتدريب المريض جميعها تتم بخبرات فنية من المعمل، بينما المواد الأولية، الركبة، المحور ؛ القدم، المرفق، الزند جميعها تستورد. مشدداً على أن الطرف الصناعي المصنع بأيد خبيرة سورية هو نفسه المصنوع في ألمانيا أو أي دولة أوروبية.‏‏‏

والأفضلية هنا أن تدريب المريض لدينا هو أفضل من أي مكان آخر في أي دولة، حيث يأخذ المريض وقته وحقه في التدريب للاستفادة من الطرف، لأن رضا المريض عن الطرف يهمنا كإدارة جداً.‏‏‏

وإذا كان المريض غير راض عن الطرف لايجوز إخراجه من المركز إلا وهو راض ومرتاح نفسياً وجسدياً في الطرف كما يقول الدكتور سراج. وقال نحن كبلد ما زلنا الأقل تكلفة حتى من لبنان.‏‏‏

وفي رده عمن يحق له تركيب الطرف قال: نحن لانميز بين ضابط أو صف ضابط أو اي عسكري وأي شخص تأذى بالحرب فالجميع يأخذون حقهم بالعلاج. وإن كان هناك من عمر محدد للطرف الصناعي أوضح مدير المركز أن لكل طرف عمر محدد وهذا يعتمد على نوعية المريض وعمله وأقصى حد لصلاحية الطرف هو خمس سنوات.‏‏‏

معامل جديدة قيد الإنجاز‏‏‏

وعن إمكانية إقامة معامل للأطراف الصناعية في المحافظات كان الحرص باد على إنجاز تلك المشاريع بأسرع وقت ممكن فبعد معمل طرطوس أفصح الدكتور سراج عن انشاء معمل آخر في اللاذقية من المتوقع أن يدخل الخدمة في هذا الشهر. وهناك معمل آخر يحضّر له في حلب، كما يجري الإعداد لإنجاز معمل في السويداء. والأهم في إنجاز هذه المعامل برأي الدكتور سراج أن الخبرات الوطنية متوافرة من فنية وطبية قادرة على رفد أي معمل ينجز وفي اي ظرف، إذ لا يوجد نقص في العنصر البشري.. الخبرات الفنية المدربة والمهيأة جاهزة للعمل في طرطوس واللاذقية وحماة وحلب والسويداء وغيرها.‏‏‏

لافتاً إلى أن الإدارة تحاول إرسال صحيات لجلب المرضى للعلاج أو تشكيل لجان طبية للذهاب إلى منازل المرضى. فهناك على سبيل المثال لجنة كاملة على خط الساحل تقوم بشكل دوري لعيادة المرضى في العديد من القرى وبالأسماء بالإضافة إلى الباكجات التي يحتاجها المريض.‏‏‏

أخيراً‏‏‏

يمكن القول.. لقد أصبح مركز الأطراف الصناعية بكل أساساته وأركانه المادية والمعنوية والبشرية بمثابة البيت الثابت والمتنقل في آن معاً لاحتضانه قلوباً شجاعة تخفق في أجساد لم ينل البارود والإجرام من صلابتها وقوتها. وبالمقابل لم يقصر المركز بكل أقسامه وصالاته بتقديم كل الامكانيات المطلوبة من إقامة وتدريب وكل ما يتعلق بمستلزمات العلاج داخل المركز وخارجه وبدعم مباشر من الحكومة والدولة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد.‏‏‏

هذا المركز لم يكن نعيره ربما في السابق كمجتمع أو كأفراد تلك الأهمية في نظرتنا للحياة كما هو اليوم وإن كان من الصروح الطبية الخدمية الحضارية العريقة على مستوى القطر. فتجربة السنوات السبع من عمر الحرب العدوانية على بلدنا اختصرت نعيم العمر بشقاء طارئ هو أكبر من أي احتمال للوجع والألم الذي دوت صرخاته جدار الضمير حيث يوجد ضمير..‏

بدورها صحيفة الوطن اهتمت بمجهولي النسب خلال الازمة حيث أعلن مصدر قضائي أن عدد مجهولي النسب خلال الأزمة المسجلين بلغ نحو 300 طفل، كاشفاً أن عدلية دمشق تستقبل حالة كل شهرين.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد المصدر أن عدد مجهولي النسبة قليل مقارنة بالأزمة التي مرت بها البلاد، لافتا إلى أن المجتمع السوري مازال بخير رغم زيادة العديد من الحالات الاجتماعية مثل الطلاق والزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.

وأوضح المصدر أنه في حال تم العثور على طفل مجهول النسب يتم تنظيم الضبط من مخفر الشرطة وبدوره يحيله إلى النيابة العامة التي تحيل الطفل اللقيط إلى المركز المخصص في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وأضاف المصدر: يتم فحص الطفل طبياً والتأكد من حالته الصحية ومن ثم يتم تسجيله في السجل المدني الذي يختار له الاسم ووالوالدين والنسب، مؤكداً أنه يتمتع بكامل حقوقه المدنية وأنه لا يجوز أن يطلع أحد أنه مجهول النسب سوى السجل المدني.

ولفت المصدر إلى أنه يبقى مجهول النسب طول حياته ما لم يعرف له والدان ولكن يكون سرا ولا يجوز أن يكشف إلا أمام القضاء في طلب ذلك.

وأكد المصدر أنه يحق للذي وجد الطفل أن يقوم بطلب إلحاق إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتربيته، موضحاً أن الوزارة تعقد معه عقد إلحاق ضمن شروط معينة في حال توافرت يتم تسليم الطفل له على أن يتجدد العقد سنوياً ما دامت الشروط متوافرة.

وأشار المصدر إلى أن القواعد العامة تحث على الإلحاق ورعاية مجهول النسب والتي تتم عبر مؤسسات أو أفراد، معتبراً أن الرعاية الأسرية أفضل بكثير من المؤسساتية باعتبار أن الأسرة تهتم بالطفل بشكل كبير وتقدم له الخدمات والمتطلبات التي يحتاجها.

وحضرت «الوطن» إحدى حالات مجهولي النسب في القضاء والذي أكد الشخص الذي وجد الطفلة أنه وجدها في شارع الثورة مرمية على الرصيف، مضيفاً: كانت موضوعة في حقيبة وجسدها تحول إلى اللون الأزرق من البرد والجوع.

وأكد المواطن أنه قرر هو وزوجته أن ترضع الطفلة ومن ثم إعادتها إلى الحقيبة، مضيفاً: إلا أنه بعد إرضاعها شعرنا بعاطفة غريبة تجاه الطفلة إضافة إلى الشفقة عليها بتركها في الشارع وحدها تصارع الموت وخصوصاً أن عمرها لا يتجاوز أشهراً.

وأشار المواطن إلى أنه قرر مع زوجته أخذ الطفلة إلى بيتهما لرعايتها بعد تسجيل الضبط بالواقعة، مشيراً إلى أن المخفر كان سيحولها إلى القضاء ومن ثم إلى المركز المخصص لمجهولي النسب في الوزارة.

وأضاف المواطن: إلا أنني أصررت على إبقاء الطفلة معي وتربيتها وهذا ما تم بالفعل بعد الحصول على الوصاية من القاضي الشرعي التي بموجبها تحق رعاية الطفلة وتربيتها، مؤكداً أنها تعتبر مثل أولاده.

حالات عديدة ترد إلى القضاء لمجهولي النسب ولاسيما لأطفال صغار ما زالوا رضّعاً إلا أنه يمكن القول إن الذي يرمي طفله في الشارع مهما كانت الأسباب فقد تجرد من قيمه الإنسانية وليس ذلك فقط بل خرج عن الفطرة وأصبح مريضا يجب معالجته وخصوصاً أننا نشاهد الحيوانات التي لا تمتلك العقل الذي خلقه اللـه في الإنسان تدافع عن صغارها من أي خطر يهددها ومن ثم فإنها تمارس الفطرة وكذلك الإنسان الذي امتاز عن تلك الحيوانات بالكثير من الأمور.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا