مياه شرب "مجهولة المصدر" وأسعار مزاجية لبيعها.. المحافظة لا تمنح رخصة واغلاق 40 محلاً يبيع المياه!

السبت, 23 حزيران 2018 الساعة 14:37 | اخبار الصحف, الصحف المحلية

مياه شرب

جهينة نيوز

ركزت صحيفة تشرين في عددها الصادر اليوم السبت 23 حزيران 2018 اهتمامها بمياه الشرب والتي بات الحصول عليها في بعض مناطق دمشق وريفها أمراً صعباً إذ يضطر المواطنون في هذه المناطق إلى الوقوف ساعات طويلة ليستطيعوا الحصول على (كالون) من مياه الشرب.

حسام يقطن في جديدة عرطوز في ريف دمشق يقول: إن المياه التي يستخدمونها في منازلهم (مياه آبار) لا تصلح إلا لأعمال الغسيل والاستحمام والجلي، أما عن مياه الشرب فأوضح أنه يشتريها من السيارات الجوالة حيث يعبئ كل يوم 20ليتر ماء بـ250ليرة، ويلفت إلى أن «أصحاب هذه السيارات يتحكمون بحاجتنا اليومية لمياه الشرب فيرفعون السعر بحجة أن الكمية قليلة حتى أنني أضطر لشراء كل 10ليترات من الماء بـ 125 ليرة».

أما رشا فتقطن في منطقة شعبية وعندما تأتيهم المياه يكون الضغط ضعيفاً فلا يمتلئ الخزان وتقول أنا مضطرة لشراء المياه وخاصة الصالحة للشرب لأن التي تأتينا في غالب الأحيان غير نظيفة فهي مياه آبار ونلجأ أحياناً إلى وسائل بدائية لتأمين مياه الشرب نظراً لتكلفتها العالية وخاصة عندما تصبح بشكل يومي فنذهب كل صباح إلى المدارس أو بعض المناطق القريبة التي تتوافر فيها المياه النظيفة ونقوم بتعبئة عبوات بلاستيكية كبيرة وصغيرة لعلها تسد حاجتنا.

وأوضح أحد بائعي المياه أن ارتفاع أسعار المياه المنقولة مرتبط بازدياد التكاليف وصعوبة التنقل في بعض المناطق، واعتماد معظم السيارات في النقل على أماكن قريبة موضحاً: إن الوصول إلى منطقة مثل صحنايا أمر في غاية الصعوبة، حيث يزداد الطلب على مياه الشرب خاصة في مناطق الريف التي تصلها المياه عن طريق الآبار لذلك فإن بعض الأسر مضطرة لشراء المياه الصالحة للشرب وبشكل شبه يومي، ما يزيد عليها الأعباء المادية، مع العلم، بحسب بائع المياه، أن كل بائع مياه يبيع كما يحلو له فسعر بيدون المياه (20 ليتراً) يتراوح بين 150- 200 ليرة وبعضنا يبيعه بـ 250-275 بحجة توصيله إلى الطوابق العليا.

م. خلدون شهاب الدين- رئيس مجلس مدينة قطنا في ريف دمشق أوضح أن هناك بعض المناطق لا تصل إليها المياه فتضطر لتعبئة الخزانات المنزلية عن طريق الصهاريج الجوالة.

أما من يشتري المياه بطريقة البيدونات، فأوضح رئيس البلدية، أن كل بائع مياه له زبائنه الخاصة فيبيع البيدون سعة 20ليتراً بـ 200ليرة ويكون المواطن على ثقة بمصدر المياه، وأوضح شهاب الدين أن قطنا منطقة مياهها بئرية تأتيها المياه من قرية رخلة، وقد تأتي غير نقية في بعض الأحيان لذلك فإن الناس يشترون المياه إما عن طريق الصهاريج الجوالة (هذا طبعاً إذا كانت نظيفة) أو يشترونها جاهزة معقمة مثل صحة– السن– فيجة وغيرها.

فالمياه مازالت تنقطع عن بعض المناطق في ريف دمشق وحين تأتي تكون بضغط منخفض ولساعات محدودة فلا يمكن تعبئة الخزانات الفارغة وهو ما يدفع سكان المنطقة إلى شراء المياه من الصهاريج التي تتجول في المنطقة وترفع أسعارها وتبيع مياهاً يصفها بعض المواطنين بأنها بعيدة عن المراقبة.

بينما يذكر أنور، وهو مالك لصهريج مياه، أن الصهاريج تبيع بأسعار مرتفعة وخاصة بعد ازدياد الطلب عليها فسعر الخزان 10براميل يبلغ نحو 1000ليرة بعد أن كان لا يتجاوز 350-400ليرة، اليوم بعض أصحاب الصهاريج يبيعون الـ10براميل بـ1500ليرة.

ويدعي أصحاب الصهاريج أن المياه معبأة من نبع الفيجة بينما يتخوف بعض المواطنين من أن يكون مصدر المياه التي تباع لهم هو الآبار ما يعني أنها غير معقمة وربما تكون غير صالحة للشرب.

فيصل سرور- عضو مكتب تنفيذي لقطاع التخطيط في محافظة دمشق أوضح أن مهنة بيع المياه عبر الخزانات والصهاريج الجوالة غير مرخصة، فمجلس المدينة هو الذي يمنح الموافقات لأصحاب هذه المهن،على سبيل المثال: مجلس مدينة جرمانا يمنح موافقة لمزاولة المهنة ضمن منطقة جرمانا وتحت شروط محددة.

وأشار سرور إلى أنه يحق لمجالس المدن الاستعانة والتعاقد، وتعطي الأذن استناداً للخطة التي تضعها هي، فمجلس المدينة أو البلدة أو الوحدة الإدارية هو من يقرر، وكل مجلس له شروط حسب حاجة المنطقة للمياه حتى انهم يضعون سعراً محدداً. ونوه سرور بأن المحافظة، سواء كانت ريفاً أو مدينة، لا تمنح رخصة لأنها لا تندرج ضمن المهن إنما الغاية منها تلبية حاجة، فعندما حصلت أزمة المياه حاولنا ترخيصهم، وعرض الموضوع علينا لكننا لم نرخص.

وفي نفس السياق قالت الصحيفة ان معظم المواطنين في بعض المناطق في مدينة دمشق وريفها يضطرون للحصول على مياه الشرب من الصهاريج الجوالة، ومن الممكن أن يحصلوا عليها عن طريق بيدونات مياه معبأة موجودة في المحال الموجودة في الأحياء التي تفتقر لمياه الشرب والتي تحتوي على عشرين ليتراً من المياه، لكن لا أحد يعلم ما هو مصدر هذه المياه وهل هي صالحة فعلاً للشرب، إذ وصفها الكثيرون بأنها بعيدة كل البعد عن المراقبة، ولكن الجميع مضطر للحصول عليها لانقطاع المياه عن منازلهم.

أحمد من سكان ضاحية 8 آذار في صحنايا يقول: إن المياه التي تصل إلى منازلنا هي مياه آبار ولا تصلح للشرب أبداً، تصلح فقط للغسيل والاستحمام، أما للشرب فهي لا تصلح أبداً ومن الممكن أن تسبب أمراضاً، لذلك نحصل عليها من السيارات الجوالة التي تقوم بتعبئة المياه في بيدونات وتبيعها لسكان الحي بأسعار خيالية من دون أي رقيب عليها كما أننا لا نعلم مصدر هذه المياه وهل هي مياه صالحة للشرب، لكننا بحاجة لها لذلك نتمنى من محافظة دمشق مراقبة هذه الصهاريج.

أحد بائعي المياه في المنطقة وعند لقائنا به قال: نقوم بتعبئة المياه بالبيدونات من إحدى المناطق القريبة من الحي التي تأتي إليها المياه من نبع الفيجة كمنطقة الدحاديل مثلاً، ونقوم ببيعها للأسر التي تحتاج مياهاً للشرب وبشكل شبه يومي.. وعن ارتفاع أسعارها أوضح البائع أنه مرتبط بازدياد التكاليف وصعوبة التنقل بين المناطق من صحنايا وجديدة عرطوز ولاسيما المناطق التي تحصل على المياه عن طريق الآبار حتى إن بعض المواطنين يشترونها جاهزة ومعقمة من المحال لعدم ثقتهم بالمياه التي تعبأ بالبيدونات مثل مياه صحة والفيجة.

الدكتور ماهر ريا- مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق أكد أن بيع المياه بالبيدونات في مدينة دمشق ممنوع ولا يسمح ببيعها بأي محال في دمشق إذا لم تكن مختومة ومعقمة كمياه بقين مثلاً ويشترط أن توضع في البراد أيضاً لأن وضع المياه في البيدونات لأكثر من أربع ساعات متواصلة تحت أشعة الشمس يجعلها تصبح سامة بسبب تفاعلها مع أشعة الشمس، فخلال الشهر الماضي تم إغلاق أكثر من 40 محلاً ومخالفتها بسبب عرضها بيدونات المياه خارج المحل وتحت أشعة الشمس، حتى الأكشاك ممنوعة من بيع المياه المعبأة بالبيدونات ولا يسمح بوضعها في الكشك وعند وجودها في الكشك يخالف مرة واثنتين وثلاثاً وفي المرة الرابعة يسحب الترخيص منه.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا