جهينة نيوز:
اهم النقاط التي طرحها السيد الرئيس في المقابله مع القناة الروسية - والتي تلخص الماضي والحاضر والمستقبل لازمه المنطقه - باجوبه بسيطه وشامله - وغير معقده .
ينبغي أن نميز بين الأعراض الداخلية والأعراض الخارجية، فيما يتعلق بالأعراض الداخلية، فنحن لدينا مشاكل كأي مجتمع آخر في منطقتنا، لأننا جزء من هذه المنطقة ونبحث دائماً هذه المشاكل ربما قصرنا في حل بعضها قبل الحرب، وربما لا، فهذا أمر يمكن لكل سوري أن يراه من منظور ذاتي مختلف.
العامل الخارجي، وهو عامل مهم جداً في التسبب بهذه الحرب -لأنه لم تندلع حرب مشابهة في أي بلد آخر في هذه المنطقة- رغم أن مجتمعاتنا متشابهة، وهناك مشاكل أسوأ كما هو الحال في دول الخليج، حيث لا حرية هناك على الإطلاق، الشعار الذي طرح في البداية هو الحرية، فلماذا لم تبدأ الحرب في تلك الدول؟ وبالتالي فإن ما حدث فعلياً لم يكن داخلياً، لأن نفس المشاكل موجودة منذ عقود، بل إن بعضها موجود منذ قرون.
لم يكن واضحاً بالنسبة لنا، العامل الخارجي، لأن هذا المخطط لم يوضع في سورية بل في بعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي، بعض الدول التابعة مثل تركيا والسعودية وقطر كانت تخطط وترسل الأموال منذ البداية، وبعد أن فشلوا في خلق ثورة عفوية بدؤوا بإرسال الأموال و بدأت المشكلة، وكان ذلك واضحاً لنا منذ البداية لكن ربما لم نستطع السيطرة عليها.
الحديث عن أن سورية ممزقة ربما عن الجغرافيا وليس عن المجتمع، فالمجتمع موحد، وبالتالي ليس لدينا مشكلة في هذا الصدد، يمكننا أن ننظر إلى سورية على أنها موحدة طالما ظل الناس موحدين، أما فيما يتعلق بمستقبل سورية، وبالعملية السياسية، فإنها ستكون عملية سياسية سورية صرفة،
نحن لا نأخذ بالاعتبار مصالح أي بلد آخر فيما يتعلق بأمر داخلي، إذا تحدثت عن الحرب، فإنها أصبحت الآن حرباً دولية لأنها بدأت كذلك، وبالتالي فقد كانت سورية أحد ميادين المعارك الرئيسية في إعادة رسم هذه الخريطة، على الأقل في الشرق الأوسط، ولذلك فعندما تتحدثين عن تلك المصالح تجدين أن هذه معركة بين هذه القوى، القوة الأولى هي الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين يدعمون الإرهابيين بهدف بسط الهيمنة.
الغرب لا يقبل بأي موقف مستقل، أمريكا لا تقبل أي موقف أوروبي مستقل ولهذا السبب لديكم في روسيا مشكلة مع الولايات المتحدة، اذا أردتم أن تكونوا مستقلين، ولا يقبلونكم، حتى لو كنتم قوة عظمى و ونحن بلد صغير، فكيف لنا أن نقول لا ونعم؟ والصراع على سوريه لاهميه الموقع الجيوسياسي لسورية والدور التاريخي للمجتمع السوري، فرغم أن سورية بلد صغير جداً فهي تقع على فالق زلزالي اجتماعي بين الطوائف والإثنيات المختلفة، وعندما تسيطر على هذه المنطقة تستطيع السيطرة على باقي أنحاء الشرق الأوسط، لهذا السبب فإن الصراع على سورية وبالتالي والموقع الجيوسياسي لسورية مهم جداً، فالتحكم بسورية كان هدفاً للقوى العظمى إذاً لا يهم إذا كانت سورية صغيرة أم كبيرة، فهي مهمة في كل الأحوال.
وجود روسيا عسكرياً وسياسياً في سورية وفي الشرق الأوسط وفي باقي أنحاء العالم للمحافظة على هذا التوازن، إن المحافظة على هذا التوازن مهم جداً ليس لروسيا وللقوى العظمى وحسب، بل مهم للدول الأصغر مثل سورية، هذا ما نتوقعه من روسيا على كلا المستويين، أي محاربة الإرهاب والمحافظة على التوازن الدولي.
نحن لسنا بحاجة للغرب، الغرب ليس نزيهاً على الإطلاق، هو لا يعطي، بل يأخذ وحسب، أولاً نحن لم نبن سورية عبر تاريخنا بالأموال الأجنبية، بل بنيناها بأموالنا وبمواردنا البشرية، ورغم الحرب، ما يزال لدينا الموارد البشرية لإعادة بناء كل قطاع في بلادنا، لسنا قلقين فيما يتعلق بالأموال، ولم يكن لدينا أي ديون قبل الحرب، وقد يستغرق ذلك وقتاً أطول، لكننا لسنا قلقين على الإطلاق بشأن إعادة إعمار ، والأوروبيين الذين يتحدثون عن القدوم إلى سورية لإعادة الإعمار لا يأتون لمساعدة سورية، بل للحصول على المال.
ليس لدينا حرب أهلية، لأن الحرب الأهلية ينبغي أن تقوم على خطوط طائفية، خطوط إثنية، خطوط دينية، وما إلى ذلك، وهذا غير موجود في سورية، يمكنك أن تذهبي إلى أي مكان، خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة حيث تستطيعين رؤية كامل طيف المجتمعات السورية الغنية موجودة والناس يعيشون مع بعضهم بعضاً، في الواقع -وهذا ليس من قبيل المبالغة، في حين أنك إذا ذهبت إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، فستجدون أنهم لا يعكسون لوناً واحداً من هذا المجتمع، فإنهم يعكسون فقط حاضنتهم ، اوالناس الذين ليس لديهم أي خيار آخر سوى أن يعيشوا في تلك المناطق لذلك ليس لدينا أي مخاوف بشأن الحرب الأهلية.
الارهاب الذي استهدفنا أيديولوجيا ظلامية تم الترويج لها في سائر أنحاء العالم بدعم من الولايات المتحدة والغرب مدعوم سياسياً، فهو الأمران و ليس أمراً عفوياً، وسيعودون، بالطبع، لأنه سيتم استخدامهم مرة بعد مرة من قبل القوى الغربية، لكن ربما تحت تسميات مختلفة، وأطلق ريغان على أفرادها اسم “المجاهدين”، ولم يسمهم إرهابيين، ، ربما بعد عشر سنوات، سيتم استخدامهم في مكان آخر من هذا العالم تحت علامة تجارية مختلفة، إنه نفس المنتج لكنهم يعيدون تسويقه تحت مسمى جديد، إذاً إنها أداة غربية، ولذلك فإن السؤال عن الشعور بالخطر صحيح، إذا نجح الإرهابيون في روسيا، سيأتون إلى سورية وإلى بلدان أخرى، وبالعكس، إذاً أنتم تدافعون تدافعون عن الروس أيضاً، لأن الإرهاب لا حدود سياسية له.
الأمريكيون يسيطرون على كل شيء، إنهم يسيطرون على تركيا، وأمريكا أرسلت تركيا، وأمريكا منعت تركيا قبل خمس سنوات عندما أراد أردوغان غزو سورية، لماذا؟ لأن الإرهابيين حينذاك كانوا يحققون نجاحات، كانوا يتوسعون، وبالتالي ما حاجتهم إلى أردوغان؟ عندما بدأ الإرهابيون بالتراجع، قالوا لأردوغان: الآن يمكنك أن تتدخل ولذلك تدخل اردوغان لإحداث الفوضى مرة أخرى، وهذا ما يحدث، لكن كل هذه المناطق تحت سيطرة الولايات المتحدة ولا أحد سواها ، ولأسباب مختلفة، فإنهم يسيطرون على “داعش” في الشرق ودعموا “داعش” في الشرق ودعموا “جبهة النصرة” في إدلب في الشمال الغربي، ودعموا “داعش” و”النصرة” وفصائل أخرى في الجنوب، الأمريكيون يفعلون ذلك لكنهم يعطون أدواراً مختلفة لدول مختلفة، أحياناً يطلبون ذلك من الأتراك، وأحياناً من السعوديين، وأحياناً من القطريين وهكذا، لكن كل تلك الدول، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا جميعها دمى وتوابع أمريكية.