جهينة نيوز
اهتمت صحيفة الثورة في عددها الصادر اليوم الاثنين 20 اب 2018 بمراكز تخزين الحبوب في سوريا بعد ان تم تحرير مناطق شاسعة من أراضي البلاد من الارهاب وقال مدير عام مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب يوسف قاسم أن المعطيات تشير إلى عودة الأغلبية العظمى من مراكز تخزين الحبوب وبالتالي عودة أغلبية المناطق التي توجد فيها المراكز إلى سيطرة الدولة بفضل بطولات الجيش.
وبحسب قاسم فقد كان لدى المؤسسة 144 مركزاً منتشراً في كل البلاد وتتوزع فيها المخازين بشكل كامل، أما حالياً فلديها نحو 35 مركزاً، ومقارنة مع السنة الماضية سجلت المؤسسة زيادة بمقدار 11 مركزاً بالنظر إلى أن العدد لم يكن يتجاوز 24 مركزاً أما خلال السنة القادمة 2019 فالتوقعات بأن يرتفع العدد بشكل كبير حتى يصل إلى نحو 80-90 مركزاً إن لم تكن عودة كل المراكز، منوهاً بتضحيات الجيش العربي السوري التي أمّنت الى جانب التحرير استمرار تدفق الخبز في كل منطقة في سورية إلى جانب سياسة المؤسسة في توزيع مخزونها على كل المناطق في القطر.
وعن وسطي الاستهلاك في سورية بشكل يومي ومصادره قال: ان معدل الاستهلاك الوسطي متغير غير ثابت ولكنه يبقى مناوراً ضمن هامش 4 إلى 5 آلاف طن من القمح يومياً في الفترة الحالية بالنظر إلى أن العادة الغذائية في سورية تقوم على استهلاك الخبز، في حين أنها تختلف في بلاد أخرى التي قد تعتمد على المعكرونة أو البطاطا أو حتى الرز، ولكون المؤسسة مسؤولة عن تأمين القمح لإنتاج الدقيق التمويني الخاص برغيف الخبز التمويني فإن المصادر التي تعتمدها بشكل أساسي هي القمح المحلي ولكن في حال عدم توافره فإنها تلجأ للاستيراد، مبيناً بخصوص المصادر التي تستورد سورية منها القمح أنها روسية المنشأ بنسبة 90 إلى 95% وتأتي إلى سورية عبر البحر الأسود، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنشأ الروسي فهذه النسبة العالية تعود إلى عوامل عدة متكاملة فروسيا الدولة الصديقة الأولى للدولة السورية والشعب السوري إضافة إلى قرب الطريق الذي يسلكه القمح عبر البحر الأسود، ما يعني انخفاض تكاليف النقل ناهيك عن ملائمة القمح الروسي وبشكل مثالي لإنتاج الخبز.
وعن واقع مخازين القمح في ظل حديث عن كفايتها المديدة لنحو 7 أشهر ونصف الشهر بيّن المدير العام لمؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب أن المسألة ليست محددة بمدة لكون المخزون الاستراتيجي من القمح في سورية مسألة سيادية لا يمكن المساس بها، وهو أمر ليس بجديد بل هو محل اهتمام القيادة العليا منذ عقود، فرغيف الخبز بقي مؤمناً لكل المواطنين دون انقطاع خلال سنوات سبع من عمر الحرب التي تتعرض لها البلاد، على الرغم من بعض الاختناقات التي حصلت في مخابز بعض المناطق نتيجة التأخير في تامين الدقيق التمويني، وهذا حصل كنتيجة حتمية لخروج بعض الطاقات الطحنية من الخدمة في عام 2013، وبالأخص في محافظة حلب كونها المحافظة الأكثر إنتاجاً للطحين التمويني بالنظر إلى أن أكبر الطاقات الطحنية العامة والخاصة في سورية موجودة فيها، وعندما خرجت المحافظة من الخدمة تأثرت الطاقة الطحنية ولكن البديل تم إيجاده فوراً، وعليه لم ينقطع رغيف الخبز مطلقاً ولو في منطقة واحدة من سورية وبعبارة أخرى فإن القمح كان موجوداً في أحلك الظروف ولم يتأثر الرغيف التمويني فما بالك بالفترة الحالية مع تحرير البلاد وتحسّن الظروف العامة.
وعمّا دخل الإنتاج من مساحات جديدة بعد أن اتسعت رقعة الأراضي المحررة في مختلف أنحاء ومحافظات سورية أشار قاسم إلى أن العملية الإنتاجية لم تتوقف رغم الظروف التي تعرّضت لها وبالرغم من أن بعض المناطق الزراعية خرجت عن الخدمة ولكن الحسكة لم تخرج أساساً، بل خرجت الرقة وحلب وإدلب ودير الزور وجزء من ريف حماة نتيجة الإرهاب وما عاثه فساداً في تلك المناطق، مبيناً أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ على الإطلاق بسبب الظروف المناخية التي مرّت على القطر في شهري آذار وأول نيسان، وعليه فإن ارتفاع درجات الحرارة واحتباس الأمطار لعب دوراً في خروج أغلب المناطق الزراعية البعلية من الإنتاج، ناهيك عن أن هطل الأمطار في نهاية الشهر الخامس وبداية السادس أدى إلى رداءة نوعية الأقماح وتعرّضها للأمراض الفطرية كما كان حال باقي المنتجات الزراعية.
وعن الثقل النوعي لمناطق الإنتاج ومساحاتها أكد المدير العام أن الثقل الأول في إنتاج القمح في سورية هو الحسكة يليها الرقة وحلب ومن ثم إدلب وبعدها دير الزور لتأتي درعا خامساً، أما باقي المحافظات فمساهمتها محدودة، لافتاً إلى أن الفلاح أو المنتج قد يجد إنتاجه كبيراً ولكنه قياساً إلى الإنتاج العام ضئيل جداً، وعلى سبيل المثال لا يتجاوز إنتاج اللاذقية في أفضل أحواله 5 آلاف طن وذلك لا يشكّل رقماً يُعتدّ به، أما طرطوس فقد يصل إنتاجها إلى 6 آلاف طن، ولكن تكمن أهمية هذا الإنتاج في أن المحافظات الساحلية تنتج استهلاكها المحلي بالكامل لجهة تأمين مخزون البرغل، حيث يسوّق فلاحوها كميات بسيطة ويحولون أغلبية إنتاجهم إلى مادة البرغل التي تدخل في صلب السلة الغذائية لسكان الساحل السوري.