جهينة نيوز:
كلنا يعلم ويقدر حجم المأساة التي عانى وما يزال يعاني منها بلدنا الغالي ولأكثر من سبع سنوات وكأنها الجحيم بعينه ، وكلنا يعرف الأسباب التي أ دت الى ذلك وخاصة مواقف سورية القومية وخاصة تجاه فلسطين الأمر الذي تعتبره اسرائيل اهم ما يجب ا لتخلص منه كي تنعم بالأمن والأمان الذي حلمت وماتزال تحلم به منذ تأسيسها . سورية هي هاجسها الأهم وقضيتها الأساس وما دام ثمة فكر قومي وطني صادق يتنفس في سورية فهي غير مطمئنة حتى على وجودها . حاربتنا مرات عدة واحتلت بعضا من ارضنا ودمرت وقتلت ولكن لم تحقق حلمها الأكبر وهو القضاء على هذا ا لبلد فابتكرت سياسة أخرى على مبدأ من دهنو سقيلو لعلمها المسبق بوطاوة غالبية بني يعرب وخاصة في مراكز الثقل المالي والديني واستثمرت عشقهم لاشباع ما بين ارجلهم وكروشهم وهاجسهم وا صطهاجهم في الاستمرار على كرسي الحكم فسيرتهم كما تريد ومن خلال اعادة برمجة الفكر الديني لما يخدم مصالح اسرائيل ودول الغرب بشكل عام . سورية وخاصة زمن القائد الخالد حافظ الأسد ومن بعده القائد الغالي على قلوبنا جميعا بشار الأسد ، حصنت ذاتها وبنت مؤسسات وجيشا عقائديا وزرعت فكرا وطنيا صحيحا في عروق شعبها ولكن هل وصل ذلك الى كل مواطن ؟ هل استطاع ذلك أن يلغي دور المشايخ الجهلة في تشويه الدين في أذهان الناس لدرجة ان يجعلهم يخونون بلدهم وشعبهم وأقرب الناس اليهم كي يفوزوا بثواب جهاد مزعوم ؟ كثيرون منهم في مفاصل هامة في الدولة وعندما أخذتهم ا لحمية الجهادية والحقد الطائفي المجتمعي خانوا بعد ان استفادوا وصاروا مثل ثقوب صغيرة تنتشر كيفيا في قاع سفينة الوطن ، ولكن ثمة كثيرون ايضا ممن صدقوا الايمان ومحبة الوطن حموا سورية من الســـقوط وجابهوا بقدر ما لديهم ولم يدعوها تسقط .. كم عدد الشهداء بمئات الآلاف ؟ كم عدد الجرحى؟ كم عدد الذين تشردوا وظلوا متمسكين بتراب وطنهم ولم يغادروا ، بالملايين ؟ وبالمقابل كم عدد الذين طعنوا وطنهم في ظهره تحت مبررات ما انزل الله بها من سلطان ؟ هل نتحمل نحن كدولة وكحكومة المسؤولية في ذلك ؟ نعم وبكل تأكيد . من من المسؤولين على اختلاف مستوياتهم تم تكليفه فقط لكفاءته مثلا ؟ نعم هناك كثيرون ولكن ثمة كثيرين ايضا لا يستحقون ما اتمنوا عليه ، ولكن ، فقط لأن هذ ا رفيق ، وذاك أخ فلان، وآخر يقرب غصن البان ...هذا قريب مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء وآخر له واسطة لا ترد ولا تقاوم .. وحتى اليوم ثمة مسؤولين ابناؤهم يعيثون فسادا ويتبخترون بسيارات الشبح مع سيارات المرافقة وكأنهم حماة سورية فعلا ..محافظون ، وزراء ، مدراء عامون يعاقبون بعضا من اصحاب المهام لأخطائهم ، فتأتيهم التوجيهات من فوق ويمسح كل شيء ويكلفونهم بمناصب أهم وأعلى ...موظفون لا واسطة لهم لكنهكم مخلصون في عملهم فيعتبرهم البعض عائقا امامه يحول دون تحقيق الفائدة فيخضع المسؤول لطلب اصحاب المصالح ويعاقب الشريف وعلى عينك يا تاجرويحقق الانتهازي الوصولي ما يريد ! ثمة موظفون ا تت عدة كتب من الرقابة والتفتيش بطلب كف يدهم فتتدخل وسائطهم وتعلى مراتبهم ! وبعد كل ذلك هل يجوز ان نسأل لم حصل عندنا ما حصل ؟ والله لولا البسطاء الشرفاء ووطنية ونزاهة واخلاص القيادة في بلدنا لما صمدنا ، وسسننتصر . ولكن الا يجب ان ننتبه الى وضعنا ونعالجه ، حتى لو تأخرنا ؟ المواطن عندنا مغلوب على امره ومع ذلك هو راض لأنه صادق في عشقه لوطنه وامله في فرج قريب .
ثمة مستفيدون دائما من أي وضع .. وغالبا تجار ومدعومون ، حتى لو كانت الاستفادة بسبب مادة تتعلق بحياة الناس فثمة مستغلون انتهازيون ، حتى الكثير ممن يمثل ا لحكومة ، لهم جانب من كل ذلك ؟!
يؤكد مسؤول ما ، ان شيئا ما لن يمس مصلحة المواطن بسوء ، ويا ليته لم يفعل ، فالبشائر السيئة تأتي بعد حين ! ومجرد أن يقال ولو مزاحا أن زيادة في الراتب قد تتحقق ، تشتعل الأسعار أضعافا وتغيب الضمائر مثلها ، ولا من يردع !!
يصرح مسؤول ما ، ذ ا ت يوم ،أن الكهرباء مثلا خط أحمر .. لكن سعرها سيرتفع أضعافا ولو بعد حين ! ولا تروح الا على النظامي الملتزم ، أما السارق وبمساعدة بعض أولي الأمر في بعض الأحيان ، فحلال على الشاطر !
حكومة بهيبتها وصولجانها ، عاجزة عن معالجة التعدي على الأموال العامة ، ولذلك تضيق الخناق على المواطن الملتزم ، تعويضا لخسائرها !!
بربكم قولوا لنا : هل ثمة أسرة لا تدفع على الأقل ثلاثة آلاف ليرة كهرباء شهريا ؟ هل ثمة أسرة لا تدفع ثمن الهاتف والماء والخليوي وكل ما أصبح ضرورة حياتية و بما لا يقل عن خمسة عشر الى عشرين ألف ليرة شهريا ؟ عدا عن مصاريف الأكل واللباس والطبابة والمدارس والمواصلات ... فهل تكفيه مائة أ لف كحد أدنى بل وربما أكثر؟ واذا كان راتب الموظف أدنى بكثير من الحد الأدنى لعيشة فيها بعض الكرامة وما يزا ل على قيد الحياة ويصرف المبالغ والكلف المشار اليها ، فمن أن يأتي بالفرق ؟ هل تنزل المصا ري من السماء أم أ نه يدبرها بوسائله الخاصة ، والله أمر بالسترة !! وهنا ، ألا تدفع الحكومة المواطن دفعا الى مواطن الخلل ؟ وعلى مبدأ : حلال على الشاطر ، ولكن يا ويل الذي يعلق !! ألم تتأكد الحكومة بعد ، ان متوسط دخل الفرد أصبح اليوم أقل من أن يلبي حاجات المواطن الضرورية فقط ؟ ألم تتحسوس الحكومة وتستشعر الخطورة القادمة من خلف ذلك ؟ ومن الذي سيحل المشكلة ؟ أليست هي ، أم القدر ؟! يا حكومتنا الرشيدة : نرجوكم ، لا تخططوا ، لا تبرمجوا ، لا تنظروا ! كونوا وا قعيين ، ولا نريد أكثر من ذلك ، فلا الخطط الخمسية نفعت ، ولا العشرية ، ولا المئوية ولا حتى الألفية ! ولم ينفعنا وعود وتنظيرات جهابذة الاقتصاد والاجتماع ! نريد فقط أن توقفوا أولئك الذين لا يشبعون ،عند حدودهم ... نريد أن يحاسب من استمرأ الاجتراء على المصلحة العامة ولا من يرده ! اننا لا نطلب المستحيل ، لكن الوضع أصبح غير مقبول ! ان دراسة معمقة واقعية ووطنية لعيش المواطن ، تحتم علينا اعادة النظر واتخاذ الاجراءات الفعلية والمجدية ، ولا يوجد مستحيل صدقوني .. لكننا من أجل كل ذلك ننادي وبصوت المحب : أدركونــــا !!!! فهل من مجيب ، أم أن الوقت لم يحن بعد ، وربما لن يحين ؟!
14:48