عبد الباري عطوان: لهذا يعود العرب الى سوريا

السبت, 29 كانون الأول 2018 الساعة 23:35 | مواقف واراء, زوايا

عبد الباري عطوان: لهذا يعود العرب الى سوريا

جهينة نيوز:

تحتَل سورية “مكانَة الأسد” في السَّيطرةِ على العَناوين الرئيسيّة للصُّحُف ونَشَراتِ التَّلفَزَة الإخباريّة هَذهِ الأيّام، ليسَ لأنّها الدَّولة العربيّة الوَحيدة المُستَهدفة إسرائيليًّا، في وَقتٍ تُطَبِّع فيه دول خليجيّة العُلاقات مع تَل أبيب، وإنّما أيضًا لأنّ الحَجيج العربيّ والخليجيّ بَدَأ إلى عاصِمَتها دمشق، ومِن المُتوقَّع أنْ يتضاعَف طُول الطَّابور الواقِف على أبوابِها طلبًا لإعادَة العُلاقات إلى وَضعِها الطبيعيّ لمَرحلة ما قبل “الثَّورة” السوريّة، إنْ لم يَكُن أقْوَى.

اليوم أعلنَت دولة الإمارات العربيّة المتحدة إعادَة فتح سفارَتها في العاصمة السوريّة، واليوم أيضًا هبطَت طائرة تابِعة للخُطوط الجويّة السوريّة في مَطار المنستير التونسي حامِلةً على ظَهرِها 150 سائِحًا لقضاء عطلة نهاية العام في مُنتَجعاتها، وهِي قطْعًا “سياحَة سياسيّة”، إلى بلدٍ “صَدَّر” أكثَر مِن خمسة آلاف سَلَفي تونسي للقِتال ضِمن جماعات مُتَطرِّفة مُسَلَّحة بدَعمٍ أمريكيٍّ خليجيٍّ لإطاحَة النِّظام.

***

هذا الحَجيج السياسيّ والدبلوماسيّ إلى دِمشق مِن المُتوَقَّع أن يتكثَّف مع بِدء العام المِيلاديّ الجَديد، وسنَرى طائِرات رئاسيّة عربيّة تَحُط في مَطار دِمَشق حامِلةً زُعَماء عرب يَطلُبون الوِد مِن القِيادة السوريّة، ونَجزِم بأنّ الرئيس السودانيّ عمر البشير الذي كانَ أوَّل زعيم عربي يُعانِق الرئيس بشار الأسد بحَرارةٍ على أرضِ المَطار لن يظَل وَحيدًا في هذا المِضْمار.

مُعظَم الزُّعَماء العَرب سلَّموا ببَقاء الرئيس الأسد في السلطة، وأنّ المُعارضة المُسلَّحة التي عَمِلت على مدى سبع سنوات للإطاحةِ بِه بدَعمٍ أمريكيٍّ أوروبيٍّ تركيٍّ خليجيّ في حُكم المُنتَهِية، وجاءَ إعلان الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب قبل أيّام سَحب جميع قُوّاته مِن سورية ليُؤكِّد هَذهِ الحَقيقة، ويفتح الباب على مِصراعَيه أمام عودَة العَرب إليهَا.

لا نَعرِف في هَذهِ الصَّحيفة إذا كانَ التَّطبيع العربيّ مع سورية وقِيادَتها سيَأتِي على حِساب التَّطبيع مع دولة الاحتِلال الإسرائيليّ أمْ تَبْريرًا له، فاللَّافِت أنّ بعض مَن يُعيدون فتح سفاراتهم في دِمشق يُمَثِّلون دُوَلًا تَغَوَّلت في التَّطبيع، واستِقبال وزراء وفرق رياضيّة إسرائيليّة، وسورية هِي مِن الدول العربيّة النادرة التي عارَضت، وما زالَت، كُل أشكال التَّطبيع مع دولة الاحتِلال، ولم تَستقبِل إسرائيليًّا واحِدًا على أرضِهَا.

نَعترِف بأنّ هُناك دُوَلًا خليجيّةً مِثْل سلطنة عُمان لم تُغلِق سفارتها في سورية، وقامَ السيد يوسف بن علوي، وزير خارجيّتها، بزيارة دِمشق قبل سِتَّة أشهُر، كما عَلِمنا مِن مصادِر موثوقة أنّ دولة البحرين تَعتزِم فتْح سفارتها في دِمشق الأُسبوع المُقبِل، وقامَ الشيخ خالد بن خليفة، وزير خارجيّة خارجيّتها بمُعانَقة نظيره السوري وليد المعلم بحَرارةٍ أثناء لقائه في أيلول (سبتمبر) الماضي، أيّ أنّ التقارب الخليجيّ مع سورية بَدَأ مُبْكِرًا، ولكن فتْح سفارة دولة الإمارات مُجَدَّدًا ينْطَوي على أهميّةٍ كَبيرةٍ بحُكم العُلاقة التحالفيّة الوَثيقة بين أبو ظبي والرياض، ولا نَستبعِد أن تتحوَّل الإمارات إلى قناةِ تَواصُل غير مباشر بين العاصِمتين وحُكومتيهما في المُستَقبل المَنظور، ولا نَعتقِد أنّ إقالة عادل الجبير، وزير الخارجيّة السعوديّ مِن مَنصِبِه، وهو الذي كانَ يُكَرِّر دائمًا عبارَته المَشهورة بأنّ الرئيس الأسد يَجِب أن يرحل سِلمًا أو حَربًا، وتَزامُنِه مَع فتح السِّفارة الإماراتيّة جاءَ مِن قبيل الصُّدفَة.

***

باخْتِصارٍ شَديدٍ نقول أن العرب يَعودون إلى سورية نادِمين، لأنّ جيشَها العَربيّ انتَصر على المُؤامَرة، وقِيادَتها صمَدَت ولم تتراجَع رُغم ضَخامَة المُخَطَّط الذي كان يُريد الإطاحةَ بِها.

سورية تَنْتَمِي الآن إلى مِحوَرٍ قويٍّ اسمُه “محور المُقاومة”، يَمْلُك أذْرُعًا ضارِبةً قويّةً، ومَخزون مِن الأسلحة المُتَقدِّمة حَقَّق قُدرَة الرَّدع ولأوّل مرَّة في مُواجَهة الاحتِلال الإسرائيليّ، ويحْظَى بدعم دولة عُظمَى اسمها روسيا خَسِرَت المال والرِّجال لهَزيمةِ الغَطرَسةِ الأمريكيّة، وهذا المِحوَر باتَ يَمْلُك اليَد العُليا في المِنطَقة بعد انسِحاب الدَّور الأمريكيّ مَهزومًا، وتَخَلِّيه عَن حُلفائِه بطَريقةٍ مُهينَةٍ، عَرَبًا كانُوا أمْ أكرادًا.

رأي اليوم


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    30/12/2018
    05:01
    ازمه اعلام او ازمه اعلاميين مالجديد يا عبد الباري بما تقوله
    كل ما قاله عبد الباري عطوان يعرفه الجميع والسؤال الا يوجد غير هذه المدرسه الاعلاميه وحتى غيو هذه اللغه والمفدردات ؟ ولهذا اسال هل هذه ازمه اعلام ام ازمه اعلاميين ومن كل الازمه السوريه هذا ما تعلمته يا عبد الياري الا يوجد اشياء اخرى في الازمه تستحق الكتابه والاهتمام وتسليط الضوء عليها ؟ ويا عبد الباري خلص نحط رجلنا بمي بارده وهذه الموضيع الانشاء اسهل شي في الكتابه وكنا نتمنى لو حلل لنا الاعلامي الشهير سبب ازمه العربان التي يعيشونها ، ولماذا تامروا علي سوريه واليوم لماذا يخطبون الود ؟ وهل يجب ان نثق بهم ونعطيهم ورقه حسن سلوك ؟ وعبد الباري واحد من هؤلاء ومواقفه من الازمه معروفه والاعلامي هو ان ترى اشياء لايراها الاخرين ومهمه الاعلامي ايصال الفكره وليس ساعي / او يكتب صف كلام.؟!
  2. 2 د. حسن اسماعيل
    1/1/2019
    23:44
    المغرور عدنان احسان ترتقي الى مراتب السخرية والنسيان
    لايكاد يطرح موضوع على صفحات جهينة نيوز الا ويبدأ هذا المغرور بالصياح والشتم والزم وما حوته القواميس الريديئة من الالفاظ البذيئة الا ويبدأ يخيط بمسلته الرديئة حولها الحكايات والروايات. ويهاجم بالسباب مختلف المقامات باسوأ العبارات. وللأسف الشديد تنشر له جهينة نيوز مايريد وتظهر غروره ورأيه البليد كانه قصيد أو نشيد. مرت علينا هذه النماذج سابقا فقمعناها قمعا وردعناها ردعا لنظهر واجب احترام الاخرين ونمنع التعدي على الملكية الفكرية لكل من يريد المشاركه في البناء القويم لكامل الرعية بعدل وشفافية . هذا المغرور الذي اندس منذ زمن على هذه الصفحات بدون انذار أو اشارات وبدأ بالتهجم والقول الرديء كما ورد على مقالة الكاتب والاعلامي الكبير عبد الباري عطوان . اين حرية الصحافة وقوانينها التي تمنع الاثام.
  3. 3 عدنان احسان- امريكا
    2/1/2019
    13:26
    رد لحسن
    مادام مثالك عبد الباري عطلان - اذا كان الله بعونك .
  4. 4 محمود
    3/1/2019
    21:01
    أمدح
    أمدح أنا أجيبك يا دكتور بعد التحية, ولو كنت تتابع الكاتب منذ فترة لما تساءلت, لأن أميركا تُدار بالجكارة على طريقة ضرائر باب الحارة, فتى الكنغرس يُتحفنا بخطر مشاكل اميركا علينا, لكونه يعتقد أن "اميركا الرب المعبود". كثيرون اليوم بعد قراءة الخربشة المسماة مقال سينامون بلا عشاء وبعضهم سيصلي نافلتين كي لا يصيب اميركا أي سوء هضم أو سوء فهم بين قادتها ..أرى الدسّ هنا غيّر الإتجاه ناحية الدولة العميقة في أمريكا ولعلّها مهمة جديدة لفتى الكنغرس هذا ...هنا أجدني وقعت بمعضلة أأمدح؟ أم أقدح؟ لو عرفت أن الاميركان يقرأون جهينة بالعربية (كي لايضيع معنى الخربشة العميقة هي الأخرى) لعرفت ماذا أفعل ,, فإذا قرأوا بالعربية فقد أصيبوا بسهام الدسً ..فأمدح

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا