عصمت: عاصم الباشا نحات متميز عاش نبض الحياة السورية الثقافية والشعبية

الخميس, 16 كانون الأول 2010 الساعة 19:46 | , فن وتشكيل

عصمت: عاصم الباشا نحات متميز عاش نبض الحياة السورية الثقافية والشعبية
جهينة نيوز: افتتح مساء أمس في صالة تجليات للفن التشكيلي معرض النحات السوري المغترب عاصم الباشا ويضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الخامات المتعددة والتي تشكل تلخيصاً لتجربة فنية تزيد على 40 عاماً. وقال وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت إن هذا المعرض يقدم تجربة نحات متميز ولاسيما أنه كان صديقاً لمسرحيين متميزين كسعد الله ونوس وفواز الساجر فعاش نبض الحياة السورية الثقافية والشعبية وتأثر ببيئته الريفية من خلال تعبيره عن موضوع الخصوبة سواء في تصويره للأرض أو للمرأة. وقال إن تجربة الفنان الباشا تظهر من خلال هذا المعرض متنوعة الأدوات والخامات إلى جانب مزجه الفريد بين الأصالة والحداثة مضيفاً ان الفنان الباشا يتمتع بجرأة فنية تظهر من خلال تقديمه أقنعة حيادية أو شخصيات كشخصية أبي العلاء المعري لكنه يقدم في كل عمل انطباعاً وتعبيراً من ذاته ولاسيما أن أعماله ليست واقعية تماماً بل تتراوح بينها وبين التجريد المطلق ولاسيما في أعماله الحديثة. بدوره قال النحات عاصم الباشا إن المعرض يشكل محاولة لاستعادة أغلب مراحل تجربتي الفنية ولكن بشكل مصغر جداً إذ إنني انتقيت نماذج قليلة من كل مرحلة لأكشف للجمهور بعد 14 عاماً من الغربة خارج سورية عن همي التشكيلي الحالي. وأضاف الباشا الذي قدم في معرضه تجربة جديدة تعتمد على المعدن المباشر مع الحفاظ على خطه التعبيري إن مبدأ استحالة كمال العمل الفني يجعل الفنان دائم البحث والتجربة مشيراً إلى أن التنويع الذي يضمه المعرض شيء حتمي على الإنسان المتعايش مع محيطه وما يجري حوله وبهذا فإن الحياة قادرة على إمداده بالكثير من الأفكار وحالات التطوير التي يبحث عنها معتبراً أن الحركة الدائمة على مستوى الوعي والعمل من شروط هذا التطور. ورغم غربته وإقامته في إسبانيا إلا أن الفنان الباشا ظل محافظاً على سمة الإنجاز الإبداعي الغزير من خلال مشاركاته المتعددة في أعمال نصبية وملتقيات ومعارض فردية ومشتركة حول العالم بدءاً من كوريا الجنوبية وحتى كوبا كما أنه ظل وفياً لبيئته ومحليته السورية يستلهم منها ويجد فيها المنهل الذي لا ينضب ويضيف أن كل أعمالي التي اشتغلتها تؤءكد أنني ابن سورية وأن التراث السوري القديم يشكل أساس عملي وتربيتي الفنية كما حاولت خلال أعمالي الخارجية أن أترك فيها شيئاً وملمحاً من ملامح حضارة الشرق ولاسيما السورية من خلال اعتماد هذه الأعمال على الحركة الداخلية للكتلة. ورغم الغنى الفني الذي يكنزه المعرض المستمر حتى نهاية الشهر الجاري ولاسيما أنه يتنوع بين الرسم على الورق أو الخزف أو الاشتغالات النحتية بخامات متعددة من صلصال وبرونز ومعدن مباشر إلا أن هذا التنويع المقصود ليس محاولة لإثبات الذات بل تأكيد على التزام بخط فني لم يتغير مثبت منذ بدايات التجربة ومؤكد في الدراسات والكروكيات المشغولة كمادة أولية للنحت ظهرت فيها قوة الخط والتلخيص الشديد للظل والنور والتقشف اللوني. ويبدو بشكل واضح الاتجاه التعبيري في الأعمال التشكيلية عند الفنان الباشا الذي استطاع أن يدجنه بنسب متباينة أما موضوعات هذه الأعمال فبناؤها وفقاً لتاريخه وثقافته السورية مستفيداً من ترحاله ومشاهداته في تعزيز إمكانياته الفنية والبناء على جذره الأساسي فضلاً عن تعريف العالم بنموذج من مبدعي الفن التشكيلي السوري. من جانبه قال النحات زكي سلام إن معرض الفنان الباشا يشكل استمرارية وتأكيداً على تجربته السابقة إذ إنه بقي أميناً للفكرة الأساسية التي بدأ منها وهي التعبيرية التي اشتغل عليها سواء من خلال الطين المشوي الذي استخدم فيه بعض الأكاسيد ليؤكد هذه التعبيرية من خلال اللون أو الريزينات المصبوبة التي تظهر إحساس معدن البرونز. وأضاف سلام إن الجديد في تجربة الفنان الباشا التي يمكن أن تكون خطوة يبنى عليها مرة ثانية هي المعدن المباشر ولهذه الخطوة علاقة مرتبطة بخطه التعبيري لكن بتكنيك حداثي وأسرع. وأشار النحات سلام إلى أن الفنان الباشا يملك بصمة شخصية وتعبيرية خاصة بعيدة عن التعبيرية الألمانية أو التعبيريات الأخرى وقال إنه فنان جريء يملك تجربة مهمة في التشكيل ويتقن حرفة النحت وتقنيات مختلفة كالطينيات المشوية والبرونز والمعدن المباشر بمعنى أنه فنان مهم وحرفي ذو مستوى عال. فيما أكد الدكتور علي سليمان الأستاذ في كلية الفنون الجميلة بدمشق أن الفنان عاصم الباشا من المبدعين السوريين في مجال النحت واصفاً إياه بالمخبر الفني المتنقل من خلال استثماره لموهبته في مشاركاته المحلية والعالمية وقال إن المعرض يضم مجموعة من التقنيات المختلفة كالرسم المباشر الدال على إمكانية عالية في الرسم إضافة إلى الخامات المختلفة في منحوتاته من حديد وبرونز وصلصال وغيرها. وفيما يتعلق بتجربة الفنان الباشا أوضح الدكتور سليمان أن لا فن من دون قلق يستمده الفنان من تغيير المناخ الفني واستشراف ثقافات جديدة لبناء تجربة متطورة نلحظها في تجربة النحات عاصم الباشا. من جهته قال الناقد الفني عمار حسن إن المرحلة الأخيرة من تجربة الفنان الباشا ركز على تذويب الكتلة الصلبة لتكون أكثر رشاقة وحيوية في الفراغ فحاول عبر تجريدات نحتية الخلاص من جاذبية الأرض وتخليص العمل من ثقالته وكثافته. ورأى حسن أن منحوتات الباشا تتعدى كونها كتلاً جامدة لترقى إلى مستوى حالات فكرية ورؤى فلسفية ولاسيما أن معرضه يضم تجربة فيها مستويات عدة للفهم النحتي لجهة التقنيات والتكنيك وتطور النحت الإنساني من الرافدي والفينيقي والفرعوني إلى هنري مور وجاكوميتي وكذلك لجهة التطور الفكري والإنساني في فن النحت. يشار إلى أن الفنان الباشا تعود أصوله لمدينة يبرود التابعة لمنطقة القلمون في محافظة ريف دمشق وهو من مواليد بوينس أيرس في الأرجنتين عام 1948 تخرج عام 1977 في معهد سوريكوف العالي للفنون التشكيلية بموسكو ثم انتقل للإقامة والعمل في غرناطة بإسبانيا. وخلال مسيرته الفنية الطويلة عرض الباشا عدداً كبيراً من المعارض الفردية داخل سورية وخارجها ونال عدة جوائز مهمة. وعدا عن إبداعه الفني فإن للفنان الباشا مجموعة من الأعمال الأدبية بينها رواية وبعض من أيام أخر ومجموعة قصص بعنوان رسالة في الأسى ويوميات الشامي الأخير في غرناطة التي نال عنها مؤخراً جائزة ابن بطوطة الأدبية لأدب الرحلة.

أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا