دمشق- جهينة نيوز:
بعد صدور قرار وزارة الداخلية بتعليق عمل شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" بسبب ما قيل عن حيازتها العملة الأميركية، وذلك وفقاً للمرسوم الرئاسي رقم "3" لعام 2020 والذي يمنع التعامل بالعملة الصعبة، بانتظار انتهاء التحقيقات، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملة من التضامن مع الشركة ضمن هاشتاغ حمل عنوان (#إنصاف_غولدن_لاين).
ونقلت بعض الصفحات والمواقع الإلكترونية تصريحاً للمنتجة ديالا الأحمر مع إذاعة "المدينة اف ام" أنه تم إقفال الشركة ومصادرة محتوياتها وتوقيف زوجها نايف الأحمر والمخرج فادي سليم بتهمة التعامل بالدولار. وأوضحت الأحمر أنه ومنذ صدور المرسوم لم تقم الشركة بأي عملية تحويل أو دفع ولا وجود لأي إيصال يثبت مخالفة المرسوم، إضافة لتوقف التصوير في الأعمال المنتجة حالياً بسبب الأحوال الجوية، موضحة أن التوقيف حسبما قالوا لها تم بناء على مرسوم سابق يعود للـ2013، مشيرة إلى أنه كان اتخذ قرار في الشركة بالالتزام الكامل عند صدور المرسوم وعدم التعامل نهائياً بالدولار. وقالت الأحمر: "إذا كان هناك إيقاف على أساس مرسوم لم نكن نسمع به فلماذا باعتنا المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وهي مؤسسة حكومية أعمالاً بالدولار؟". وبيّنت الأحمر أن الفنانين العرب الذين يعملون مع الشركة من البديهي أن يتم صرف مستحقاتهم بالدولار كما يحصل مع أي فنان سوري يعمل في مسلسلات مصر ولبنان والإمارات، مطالبةً بإنصاف الشركة التي أنتجت خلال سنوات الحرب ما يزيد عن 26 مسلسلاً نالت النجاح الجماهيري وعمل بها مئات الأشخاص من فنيين وفنانين وغيرهم.
وكان سبق الحملة التضامنية بيان صادر عن الشركة جاء فيه: "علت أصوات السوريين طوال سنين الأزمة للردّ على الهجمات ضد دراما وطنهم وحملات مقاطعتها، إذ اعتبروها جزءاً من إشعاعهم الحضاري وتعبيراً صادقاً عن واقعهم وحياتهم ومتنفساً عن ضيق الصدر الذي أصابهم في ظروف كثيرة. وسط هذا الآتون، قلّة من حاولت القبض على الجمر والاستمرار بدفع عجلة الدراما التلفزيونية كشركة "غولدن لاين للإنتاج الفني"، ونجحت بالرهان محافظة على ارتفاع السويّة الفنية عبر العمل تحت النار والحصار ورغم الأزمة الاقتصادية، فاستطاعت في زمن القحط أن تكون عنصراً فعّالاً في إبقاء سورية والفنان السوري في المنافسة الفنية، بتحقيقها أكثر من 26 مسلسلاً في سنين الأزمة، وعرضها في كل موسم الأعمال السورية على أهم القنوات العربية من بطولة الفنانين والنجوم السوريين بالدرجة الأولى، وعمل أيادي الفنيين والتقنيين السوريين. وأيضاً عبر جذب النجوم العرب إلى الأعمال السورية والتصوير داخلها، في زمن نزوح ولجوء وهجرة أبنائها.
ولكن اليوم هناك من يحاول ضرب هذه الصناعة الفنية عبر بتر أحد أبرز أعضائها الإنتاجية، ضارباً بعرض الحائط ظروف العمل الخاصة بها والتضحيات التي قدمتها، بإغلاق أبوابها بسبب "التعامل بالدولار" بشكل سابق للمرسوم الرئاسي رقم "3" عام 2020، لذا من الضروري الصراخ في وجه الظلم وإلقاء الضوء على النقاط التالية، علماً أن وفداً من الفنانين السوريين في صدد طلب اللقاء مع السيد الرئيس بشار الأسد:
• السواد الأعظم من الفنانين يتعامل بالدولار: معلوم لدى القاصي والداني أن السوق العربية فرضت التعامل بالدولار على الجميع، فشركات الإنتاج العربي تدفع للممثل السوري بالدولار، فأصبح إنصافه والتعاقد معه من قبل الأطراف الأخرى قائماً على الدولار أيضاً بطبيعة الحال.
• إن شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" توسعت في العالم العربي ولديها إنتاجات في عدد من الدول من بينها لبنان، حيث يحرص معظم نجومه على التعامل بالدولار بسبب ظروف العملة التي تشابه الظرف السوري، ما يبرر اقتناءها بعض المبالغ بالدولار.
• إن جميع التعاقدات التي أبرمتها شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" جاءت في أوقات سابقة لإصدار المرسوم الرئاسي الأخير حول العملة الصعبة.
• التعاقدات التي تمت بالدولار كانت خارج سورية عبر فروع الشركة المسجّلّة أصولاً في دول عربية وخليجية.
وختمت الشركة بيانها بالقول: مع معرفة كل ما سبق، يظل التساؤل المؤلم حول هوية من يريد وأد صناعة سورية مشرّفة شكلت يداً وطنية في الحفاظ على البلد سالماً وقوياً وعاملاً من عوامل استقراره، وحول مصلحة الذي يريد مشاركة الإرهاب المدحور في تدمير البنى التحتية للفن في سورية وكسرها ظلماً؟.
بدورها كتبت الفنانة شكران مرتجى على صفحتها: (شركة غولدن لاين من الشركات الوحيدة اللي باقية عم تشتغل وفاتحة بيوت فنانين وفنيين ومخليه الدراما السورية تنتشر وحتى بأيام الحرب ما وقفت.. ولأنه الدراما صناعة ودعامة قوية باقتصادنا لازم نحنا بها الفترة نجلب المنتج العربي لبلدنا لحتى نرجع نوقف بدنا شركة زيادة تفتح مو شركات تسكر.. نحنا كلنا مع القانون ومع حماية اقتصاد بلدنا..).
أما الفنان والمخرج سيف سبيعي فقد كتب مستنكراً: (هلق شركات الإنتاج الدرامي هي يلي صارت عم تساهم بانهيار الاقتصاد السوري!!!!؟؟؟ بالعكس هي الشركات مفروض هيه يلي عم تدخل العملة الصعبة ع البلد منشان تنزل قيمتها وتكون موجودة بالسوق.. كل شغلها مع محطات وشركات إنتاج عربية وعالمية كيف بدكون ياها تتعامل..؟؟!).
وقد انضم إلى حملة التضامن وشارك بيان الشركة عدد من الفنانين نذكر منهم: سحر فوزي، تولاي هارون، عهد ديب، رباب مرهج، إسماعيل مداح، والمخرجان أحمد إبراهيم أحمد، وتامر اسحق، والكاتبان مازن طه، وعلي وجيه... وغيرهم.
يُذكر أن شركة غولدن لاين للإنتاج الفني تأسست عام 2006 لمالكيها السيد نايف الأحمر والسيدة ديالا الأحمر، وأصبحت شركة رائدةً في مسيرة الدراما العربية والسورية، من خلال فريق عمل محترف يضم عدداً من الكوادر الفنية والإدارية ذات الكفاءة والخبرة العالية والمحترفة، وايضاً عبر الاستعانة ببعض الخبرات العربية والعالمية، وتعتبر من أهم وكلاء التوزيع لأهم شركات الإنتاج العربية، وتملك أرشيفاً ضخماً يضم مسلسلات من البيئة الشامية والفانتازيا، والأعمال الاجتماعية المعاصرة والكوميدية.
المصدر: مجلة جهينة