جهينة نيوز_خاص:
قد تبدو الصور التي تداولتها وسائل إعلامية ومواقع تواصل اجتماعي حول الوضع المزري لمركز الحجر الصحي في منطقة الدوير بريف دمشق، والمخصّص احترازياً للوافدين من الخارج، والذين يشتبه أنهم مروا بإحدى البلدان التي شهدت إصابات بوباء "كورونا" المستجد صادمة ومخجلة في بلد مثل سورية، لكن الصادم والمخجل أكثر هو تبريرات المسؤولين في وزارة الصحة وبينهم مدير صحة ريف دمشق الذي خرج على إحدى الإذاعات المحلية ليواري الفضيحة التي تهافت الأعداء والمصطادون بالماء العكر لتفخيمها وتصويرها على أن الواقع الطبي في سورية تختصره فقط الصور المنشورة والمتداولة.
فقد اكتفى السيد مدير صحة ريف دمشق د. ياسين نعنوس في ردّه على حالة الاستياء الشعبي والجماهيري التي عمّت الشارع السوري، بالتذرع أنه دخل مساء أمس الثلاثاء بشكل (مفاجئ!!) عدد كبير من الأشخاص إلى المركز، وكان هناك نقص ببعض الخدمات تمّ استكمالها، كما قدم للمستضافين وجبات غذائية وحليب للأطفال، مغفلاً مسؤولية القائمين في المديرية أو وزارة الصحة عن حقيقة صور غرف الحجر ومرافقها الصحية والوضع الكارثي لأسرّة هذه الغرف، وغياب مظاهر النظافة والتعقيم في الغرف والحمامات.
وعلى هذا سنسأل السيد مدير صحة ريف دمشق: لماذا فوجئت إدارة مركز الحجر، حسب زعمه، بدخول عدد كبير من الأشخاص إلى المركز، والحكومة منذ نحو أسبوع دعت إلى اتخاذ جميع الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة والضرورية لمواجهة احتمال انتشار الوباء المذكور، وخصصت مركز الدوير وبعض أجنحة المشافي العامة للحجر على الحالات المشتبه بها؟؟!!.
إن الصور المخجلة تفضح غياب شروط الحدّ الأدنى من النظافة، والإقامة اللائقة، والطعام، والحمّامات، والتدفئة، والخدمات العامة، وتلخص أكوام القمامة المتراكمة في الحمامات، وواقع مغاسلها وأرضياتها القذرة الصورة الحقيقية في المركز، وتدحض كلام السيد مدير صحة ريف دمشق بأن "الصور التي انتشرت فيها شيء من المبالغة.. ونحن نسعى لسد أي ثغرة حيث كان عدد العاملين في المركز من أجل النظافة حوالي عشرة أشخاص والفريق الطبي موجود لمدة 14 يوماً"!!.
وهل مبرّر ومقبول حديث وادعاء السيد مدير صحة ريف دمشق بأن "أكياس الوجبات التي تم تقديمها للضيوف وجمعت في مكان واحد، تمت إزالتها من قبل العاملين في المركز.. وأنه تم التواصل مع الورشات بشكل مباشر للعمل على إصلاح الحمامات".
إذن ما الذي كان يفعله العاملون وإدارة المركز منذ أيام، أي قبيل إعلان تخصيصه كمركز للحجر على المشتبه بإصابتهم بالـ"كورونا"، ولماذا لم تؤهل الورشات المرافق الصحية للمركز قبل إدخال أي شخص إليه، أو قبل تسريب مثل هذه الصور المزرية؟.
وباعتقادنا أن أي شخص سيرى هذه الصور سيرفض بالتأكيد المكوث في مثل هذا المركز بصورته المخجلة، وسيرفض كلام السيد مدير صحة ريف دمشق وادعاءه على الإذاعة بأن "معظم الأشخاص كانوا غير راغبين بالدخول إلى المركز، نتيجة عدم رغبتهم بالحجر، ولكن من الضروري هذا الإجراء لاعتباره من ضمن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها وزارة الصحة".
والسؤال الأخير الذي نضعه برسم رئاسة الحكومة ووزارة الصحة السورية ومحافظة ريف دمشق: هل بهذه الإجراءات الاحترازية التي يشير إليها السيد مدير صحة ريف دمشق سنواجه انتشار وباء "كورونا"، وهل الوزارة عاجزة بإمكاناتها الفنية والمالية عن تأمين شروط النظافة والإقامة اللائقة لمن ستجرهم الأقدار إلى هذا المركز؟؟.
في تصريحه للصحفيين أمس أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي بعد الاجتماع الذي عقد بالوزارة وضم وزراء الإدارة المحلية والبيئة والسياحة والاتصالات والتقانة ومحافظي دمشق وريفها أن هناك 134 مسافراً سورياً في مركز الحجر الصحي بالدوير في ريف دمشق جاؤوا من دول سجلت إصابات كثيرة بالفيروس سيبقون لمدة 14 يوماً فترة حضانة المرض للتأكد من سلامتهم وخلوهم منه.
تُرى هل كان يعلم السيد وزير الصحة أن مركز الدوير الذي أشار إليه بات جاهزاً لاستقبال الـ 134 مسافراً سورياً، وهل سيحاسب السيد الوزير المسؤولين عن هذه الفضيحة والصور المخجلة والواقع المزري، أم سيتغافل عمن ما زال يستخفّ ويسيء بقصد أو بغير قصد لوطن بحجم سورية؟؟.
02:29