لماذا لا يثور المصريون؟

الثلاثاء, 23 شباط 2010 الساعة 14:02 | , أدب

لماذا لا يثور المصريون؟
كل هذه الجرائم البشعة ترتكب بحق المصريين في الداخل والخارج؟ سؤال لا فكاك من طرحه عقب قراءة مقالات الكاتب الروائي علاء الأسواني التي ضمها كتابه الصادر عن دار الشروق أخيرا "لماذا لا يثور المصريون؟". الجرائم تبدأ من الشارع المصري مع ضابط الشرطة الذي يستشيط غضبا ويهوي على وجه السائق بلطمة عنيفة، ويصدر السائق صوتا ويمد يده معترضا ليمنع الضابط من ضربه، فيجن جنون الضابط ومن حوله من الضباط وينهالون على السائق بضربات متلاحقة تجعله ينزف دما من فمه وأنفه، ويتم جرجرته في الشارع وهو يضرب، وعندما يتجمهر الناس يصرخ الضابط "حد فيكم يعمل راجل ويشهد ضدي في المحضر؟!". وفي الشارع أيضا ترى ضباط الشرطة يستوقفون بعض البسطاء من راكبي الميكروباص في ساعة متأخرة من الليل فيصفعون الناس على وجوههم قبل أن يفحصوا بطاقاتهم الشخصية، يصفعونهم بلا أدنى سبب "مجرد إجراء روتيني!". وما يحدث في الشارع، وهو أمر اعتاده المصريون المفعول بهم أو المتفرجون، ربما يبدو هينا قياسا لاحتراق ألف مواطن على الأقل في قطار الصعيد عام 2002 وهم محشورون كالبهائم في عربات مغلقة عليهم بأسياخ الحديد، وخروج قطار كفر الدوار ليدهس عشرات المارة في الشارع، وانهيار عمارات عديدة في محافظات مختلفة على رؤوس سكانها وتسمم مئات التلاميذ في المنصورة، وكارثة العبارة إكسبريس سالم، كوارث رهيبة تقتل المواطنين كل عام "حتى صار عدد شهداء الكوارث في الأعوام القليلة الماضية لا يقل عن عدد شهدائنا في أي حرب خضناها". إن القضايا التي يعالجها الأسواني في هذا الكتاب المؤلم والقاسي في صراحة وجرأة ما يطرحه، تتجاوز مجرد رصد وتحليل ما تعرض له المصريون من كوارث مأساوية، إلى أن يكون فعلا رؤية للأمة المصرية في لحظتها الراهنة نظاما وشعبا. يرى الأسواني الرئيس مبارك يحكم مصر لأكثر من ربع قرن بغير أن يخوض انتخابات واحدة صحيحة أو استفتاء واحدا غير مزور، وبالتالي فإن حكمه يفتقر إلى الشرعية لأنه ليس رئيسا منتخبا من المصريين "اللافت للنظر أن الوحيدين الذين دافعوا أمامي عن نظام مبارك كانوا صهاينة، مرة اشتبكت في نقاش مع سيدة فرنسية دافعت عن نظام مبارك بحرارة وتبين أنها صهيونية ونصف عائلتها تعيش في إسرائيل". هذا حتما يؤدي إلى إهانة وقتل المصري داخل وخارج بلاده كما يهان ويقتل العبيد "اسرائيل تقتل جنديين مصريين على أن مقتلهما فيما يبدو لم يقلق الرئيس مبارك فلم يلبث أن استقبل بمنتهى الحفاوة رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت وتبادل الاثنان كلمات المحبة الدافئة وتعانقا كصديقين عزيزين، وعندما سئل مبارك عن موضوع الشهيدين قال ببساطة إن أولمرت قد اعتذر لمقتلهما". الإهانة قتل أيضا في هذين المشهدين اللذين يرصدهما الأسواني ثم يحللهما "مشهد العمال المصريين المقبوض عليهم في أحداث الكويت الأخيرة ـ 1999 ـ وقد أجبرتهم الشرطة الكويتية في الجلوس على الأرض وأيديهم معقودة على رءوسهم ووجهت إليهم فوهات البنادق، وكأنهم أسرى حرب، والمسئول الكويتي جاسم الصقر يشير إليهم في لقاء تليفزيوني قائلا هؤلاء جهلة ومجرمون". والمشهد الثاني (وصفته جريدة الأهالي) "عندما ألقى ضابط شرطة كويتي بأحد العمال المصريين على الأرض، وأخذ يدهس رأسه بحذائه أمام زملائه المصريين". هنا وهناك يقتل المصريون قتلا معنويا وماديا دون أن يحرك ذلك ساكن الحكومة المصرية، هذا الحكومة التي يستشري فيها الفساد والاستبداد والنهب المنظم للمال العام. ويتساءل الأسواني "لماذا فقدنا الإحساس" ويقول "عندما كنت أقرأ عن جرائم الاغتصاب السيدات كنت أندهش من أن السيدة المغتصبة تظل مستسلمة أياما عديدة لمن يغتصبها حتى أنها أحيانا تعد له الطعام أو ترقص أمامه وهي تنزف دما، كنت أتساءل لماذا لا تستجمع المرأة المغتصبة قوتها وتجهز على من يغتصبها أو تقاومه؟! ثم وجدت الإجابة في بحث نشرته مجلة علم النفس فهمت منه أن المغتصب يبدأ دائما بقمع الضحية بالضرب المتواصل العنيف حتى تنكسر إرادتها تماما فتذعن له، إن الاغتصاب لا يتحقق إلا بتحطيم إرادة الضحية، وهو يبدأ دائما في الذهن وبعد ذلك يجري تنفيذه في الجسد، عندما تقتنع الضحية بعجزها الكامل عن المقاومة يستطيع المغتصب أن يفعل بها ما يحلو له، وما أشبه الشعوب المقهورة بالمرأة المغتصبة". موقع "MEOL"


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا