أخبار سوريا - جهينة نيوز - سورية : 23 مليار ليرة الأضرار النهائية للكهرباء من الزلزال: الوزير: ساعات التغذية محكومة بتوريدات الفيول والغاز

23 مليار ليرة الأضرار النهائية للكهرباء من الزلزال: الوزير: ساعات التغذية محكومة بتوريدات الفيول والغاز

قال وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل إن الحصيلة النهائية لأضرار القطاع الكهربائي من الزلزال وصلت الى ما يزيد على 23 مليار ليرة سورية بقليل، لافتا إلى أن حجم الأضرار الكبيرة تم تقديرها بداية بشكل أولي بنحو 10 مليارات ليرة سورية مبيناً أن هذا المبلغ كان حجم الأضرار الظاهرة، ولكن وتبعاً لما تكشّف والإصلاحات التي عملت الوزارة عليها فقد زاد الرقم إلى ما هو عليه حالياً.

الزامل وفي حديث للثورة حول كميات التوليد المؤكدة وإسقاطها على احتياجات المحافظات بيّن أن توليد الكهرباء في الفترة الحالية يتبع لأمرين اثنين هما كميات الغاز وكميات الفيول الواردة إلى وزارة الكهرباء، مشددا على أن الكهرباء لديها محطات توليد جاهزة لتوليد كميات بحدود 5000 ميغا واط ما يعني أنها قادرة على إنارة سورية بنسبة 80%، ولكن تبرز هنا مشكلة حوامل الطاقة من غاز وفيول، مفصّلاً بأن وزارة الكهرباء تحتاج حالياً 20 مليون متر مكعب من الغاز بشكل يومي وبعد تأهيل محطة حلب باتت الحاجة إلى الفيول تتراوح ما بين 10إلى 12 ألف طن من الفيول في حين أن ما يصل الوزارة من الغاز راهنا يبلغ 6,3 مليون متر مكعب من أصل 20 مليون م3 من الغاز، كاشفاً عن أن كميات الغاز الواردة تشهد تراجعاً، ما أدى إلى تراجع كميات التوليد، وبالتالي تراجعت ساعات التغذية ما يعني تقنيناً أقسى، لافتا إلى الكميات التي كانت تصل الوزارة من الغاز لأغراض التوليد في عام 2018 والتي كانت تبلغ وقتها 14 مليون مكتر مكعب، أما اليوم فقد تراجعت الكميات إلى 6 ملايين متر مكعب، مؤكداً وجود وعود من وزارة النفط بمحاولة زيادة كميات الغاز المورّدة لوزارة الكهرباء.

أما من ناحية الفيول (يمضي الزامل في حديثه) فالاحتياج اليومي يبلغ 12 ألف طن حالياً، مشيراً إلى نقطة هامة تتمحور حول أزمتان مرت بهما البلاد من حيث المشتقات النفطية الأولى منهما حين حصل انقطاع في توريدات المشتقات لمدة بلغت 75 الى 80 يوماً ما أدى إلى استنزاف مخزون وزارة الكهرباء من الفيول، مبيناً أن الوزارة كانت تتمتع بمخزون يصل إلى نحو 200 ألف طن من الفيول ولكنها استنزفت بالكامل يومها، والثانية حصلت في الفترة الأخيرة بعد الزلزال وتعطل مصفاة بانياس فكانت نتيجة ذلك الاضطرار إلى توقيف بعض المحطات التي تعمل على الفيول، ولكن ومنذ مدة قريبة انتظمت التوريدات وبات يصل من توريدات الفيول وسطياً في اليوم 5 آلاف طن، فعادت الوزارة تحاول الإقلاع ببعض محطات التوليد التي كانت متوقفة نتيجة النقص، بالتوازي مع محاولة تأمين الفيول لمحطات التوليد ذات المردود الأعلى والتي هي الزارة وتشرين وحلب.

وحول آلية توزيع الفيول والغاز بين المحطات وما يفرزه ذلك من مردودية تنعكس على ساعات التغذية قال الزامل أن ما بين 70 الى 72% من التوليد قائم على الغاز، وما تبقى عامل على الفيول، مشيراً إلى تقييم أداء المحطات بشكل دوري للوقوف على المحطات ذات المردود الأعلى منها، منوها بما كان يتم من تشغيل كافة المحطات سواء كانت عالية المردود أو منخفضة، ولكن في الفترة الحالية ونتيجة انخفاض كميات الفيول واستنزاف المخزون لدى وزارة الكهرباء فالوزارة باتت مضطرة لتشغيل المحطات ذات الانتاجية الأعلى والتي يمكن تصنيفها بحسب إنتاجيتها حلب أولا والزارة ثانيا وتشرين ثالثا، ومن ثم تأتي محطة بانياس لافتا الى انخفاض مردوديتها وحاجتها الى إعادة تأهيل وكذلك حال محطة محردة التي تحتاج أيضا الى إعادة تأهيل حيث لا يتم فيها تشغيل اكثر من مجموعة واحدة عموما، مبيناً أن ما تبقى من المحطات يعمل على الغاز وبكميات كبيرة بادئاً بالنسبة لترتيبها من دير علي الى الناصرية ومن ثم جندر، وفي محطة تشرين بعض المجموعات الغازية أما في بانياس فالمجموعات مشتركة فبعضها غازية والأخرى (فيولية)، مضيفاً إليها محطات التيّم والسويدية والتي تقع خارج نطاق السيطرة ولكن الوزارة هي من تشغلها.

كما كشف وزير الكهرباء أن برنامج التقنين الكهربائي يومي ويعتمد في توزيعه على كميات الفيول الواردة الى الوزارة حتى يمكن معرفة كمية التوليد المتاحة في كل يوم، وعليه كلما زادت كميات التوليد كلما كانت عدالة التوزيع في ساعات التغذية ظاهرة أكثر، وكلما قلّت كميات حوامل الطاقة الواردة كلما كان التقنين أقسى وساعات التغذية أقل.

خط الربط العربي

وعن المشاريع التي عملت عليها وزارة الكهرباء كخط الربط العربي وأين نحن منها الآن وما هي نتائجها وهل دخلت حيز التنفيذ، قال وزير الكهرباء: “إن سورية عملت على تجهيز خط الربط العربي في المقطع الواقع ضمن أراضيها، رغم الفائدة القليلة التي كان يمكن أن نجنيها وذلك مساعدة من سورية للأشقاء في لبنان، فكان أن تم تقييم الخط والذي يضم 80 برجاً منهاراً وكمية كبيرة من الامراس المسروقة نتيجة مرور الخط في مناطق كان يسيطر عليها الإرهابيون، ما يعني أن 90% من الخط

كان يقع في مناطق كانت خارج السيطرة قبل التحرير، وبمباشرة العمل وعدنا خلال اجتماعاتنا مع بقية الأطراف بأن هذا المشروع يحتاج 6 أشهر، واستنفرنا بالفعل كل ورشاتنا، وفي أحد الاجتماعات في الأردن وبعد أن أحطت بكامل التفاصيل صرحت بأننا وقبل نهاية عام 2021 سنكون قد فرغنا من الترميم، وبالفعل في الوقت المحدد كنا قد انتهينا تماما من الخط وأبلغنا الأطراف المقابلة في الأردن ولبنان بأن الخط في حالة جهوزية لتفعيله، وبأننا جهزنا الخط من سورية باتجاه لبنان، وبعدها اجتمعنا في لبنان ووقعنا محضراًَ بحضور وزيري الطاقة اللبناني والأردني ولكن الفترة اللاحقة شهدت معوقات نجمت عن ضغوطات من الجانب الأميركي على أحد الطرفين فحصل التأخير”.
وعن إصرار الوزارة على جاهزية الخط قبل الموعد المحدد، أوضح الوزير أن الأمر كان تحدياً في ضوء إشاعات بأن سورية لن تساعد لبنان بسبب التكلفة المالية لتجهيز الخط بعد طرح البعض أن التكلفة على عاتق الحكومة السورية وأنهم لن يتدخلوا بدولار واحد، وذلك لرسم صورة سلبية لبلادنا وإظهارها بمظهر المعرقل، فكان رهانهم أن سورية كقرار سياسي لن تسير في هذا المشروع، الى جانب رهانهم على عدم وجود الإمكانيات الفنية لدى سورية لإنجاز الخط، ولكن سورية أنجزته في الوقت المحدد وأُبلغ الجانبان بذلك، ولكن والى اليوم لم يُفعّل الخط بسبب المماطلة الاميركية وصندوق النقد الدولي وجهات أخرى، ولكن ما يهمنا أننا في سورية أنجزنا ما علينا بل حتى إننا وصلنا الخط بالكهرباء لفترة معينة لتأكيد الجاهزية، وبعد المماطلة فصلنا الكهرباء عنه نتيجة مسائل فنية تتعلق بالشبكة السورية، مشيرا الى أن هذا الخط وحتى اليوم لم يتم تفعيله من الجانب الآخر نتيجة عوامل وضغوطات معروفة للجميع.
وعن إجراءات الوزارة في يوم وقوع الزلزال قال الوزير أن الزلزال ومنذ لحظته الاولى أفرز بعض الفصولات في خطوط التوتر العالي فاستنفرت الورشات واعادت وصل ما انقطع، ولكن المهم كان ازالة كل عوامل الخطر عن الارض خلال عمليات الانقاذ لجهة ان بعض الخطوط قد قطعت واخرى تدلت الى الارض فكان الخوف من اتصال التيار بالأرض وما قد يفرزه ذلك من خطر على البشر ناهيك عن خطر كل جزء تمسه الكهرباء، ولذلك كانت الساعة الاولى مشوبة بالحذر في التعامل مع الكهرباء، وتاليا لذلك تمت ازالة الاضرار والخطر عن الشبكة الكهربائية في الاماكن التي دمرها الزلزال، ولعل من نافلة القول ان محطات التوليد ذات التكلفة العالية لم تتضرر والامر لا يعدو فصل بعض المحطات نتيجة الهزة في محطات حلب ومحردة والزارة وجندر ناهيك عن انخفاض في كميات التوليد نتيجة الفصل الحاصل، ولكن اعاد مركز التنسيق في دمشق الوضع الى ما كان عليه بحلول الساعة الثامنة ونصف صباحا، أي في هذا الوقت كانت المنظومة الكهربائية قد أُعيدت الى أفضل مما كانت عليه فنيا.
الوزير أكد أن الوزارة وفي نفس الساعة وجهت كافة الشركات لتسيير كل امكانياتها من اليات وروافع ثقيلة والتوجه الى المناطق المنكوبة لمؤازرة الدفاع المدني بعمليات الانقاذ، مع تشكيل فريقي عمل لتقدير الاضرار وكانت هذه الاولوية واعادة ما يمكن اعادته الى ما كان عليه في اليوم نفسه، وهو ما تم في الكثير من خطوط التوتر أما الاحتياجات الاولية السريعة فتم تأمينها من المحافظات الاخرى وتم تسيير قوافل ايضا من مؤسسة النقل والتوزيع تحمل معدات وكابلات وامراس واعمدة وابراج ومحولات لتفادي الضرر الحاصل واعادة التغذية الكهربائية، ايضا تم التوجيه الى مؤسسة النقل والتوزيع بزيادة كمية الكهرباء الموصولة الى المناطق المنكوبة وعلى حساب المحافظات الاخرى تبعا لمحدودية كمية التوليد كما تم التوجيه بإنارة مراكز الايواء ليلا بأكبر كمية ممكنة من ساعات التغذية حسب الاستطاعة المتاحة وعلى حساب وزارة الكهرباء.
اما اليوم -يتابع الوزير- فقد وصلت نسبة الاصلاح والترميم الى اكثر من 90% في ثلاث محافظات ففي حماة 100% وفي اللاذقية 100% اما حلب فالإصلاح بلغ 95% بالنظر لوجود مناطق كثيرة متضررة، سيما وان الكهرباء لديها مراكز تحويل في مناطق متصدعة الأبنية، فتم ازالة المراكز مع كل محتوياتها في كل المناطق خوفا عليها من الدمار بعد التنسيق مع المحافظة، بإبلاغ الوزارة بالهدم قبل وقت لإزالة شبكاتنا ومراكز التحويل لتخفيف الاضرار علي القطاع الكهربائي، مع التأكيد على ان الاضرار الاكبر كانت في حلب على مستوى شبكات التوتر المتوسط والمنخفض، اما على مستوى محطات التحويل فظهر لدينا في اللاذقية بعض الاعطال كمحطة المرفأ وتحويل الرستين وجاري العمل لإنجاز هذه الاعمال واصلاح الاعطال ولكنها لا تؤثر بالمحصلة على كمية الكهرباء.

أخبار ذات صلة