من "خنجر" أبو النار إلى "شنكل" العربجي.. الدراما السورية مشدودة قسراً إلى الماضي؟

الثلاثاء, 28 آذار 2023 الساعة 00:13 | ثقافة وفن, تلفزيون

من

جهينة- خاص:

إلى متى ستبقى الدراما السورية تستذكرُ بعض صفحات الماضي الملتبس وتظلّ مشدودةً قسراً إليه، ولماذا تعمّم هذه الصورة التي تشوّه في بعض ملامحها تاريخنا الحقيقي؟. سؤالٌ ممضٌ يطالعنا دورياً ومع قدوم كلّ موسم رمضاني!.

فما إن انتهينا من عنتريات باب الحارة و"خنجري" العقيد وغريمه أبو النار وطوينا صفحات البحث عن الزعامة والوجاهة، في أكثر من عمل "شامي"، وتقديم تاريخ دمشق بشكل فانتازيا مكرورة ممجوجة، حتى عادت اليوم المعارك نفسها مع "شنكل" العربجي وخصومه في اشتباكات دامية تكرّس أكثر نزعة العنف والانتقام بين أبناء الحارة الواحدة. بل ويذهب صنّاع العمل إلى استنساخ ما حدث في معركة "الجمل" التي قدّمها وأحياها المخرج الراحل خلدون المالح قبل سنوات استدعاءً لحادثة حقيقية منسية جرت في إحدى بلدات ريف دمشق، لكن هذه المرة عبر الشخصيتين اللتين يؤديهما الفنانان سلوم حداد ونادين خوري، في الانتقام والصراع على الزعامة، بعد أن قدم سلوم حداد نفسه والفنانة سلمى المصري شخصيتين شبيهتين هما "العزيزة" و"العم شمالي" في مسلسل "الجمل" آنف الذكر، وكيف قتلت ابنه الوحيد وانتقم منها بخطف ابنتها وقتل أبنائها؟.

بالتأكيد لن ننكر الصورة الإيجابية التي قدّمها هذا الشكل من الدراما وعنيت بالقيم الوطنية والبطولات الفردية والجماعية للسوريين في مواجهة المحتل التركي أو الفرنسي، فضلاً عن قيم الثبات والالتزام والشرف والرجولة، والتوجّه نحو توثيق بعض المراحل الزمنية وجمالية الحكاية، كما في "أيام شامية" و"الخوالي" و"طالع الفضة".. وسواها، لكن بالمقابل ما الذي يقدمه للمشاهد أو يخدم جمهور المتابعين هذا الحنين المفرط والنوستاليجيا المريضة إلى ماضٍ منسيّ وحوادث ملتبسة يهرب إليها غالباً صنّاع الدراما التاريخية بذرائع وحجج شتى بينها التحايل على مقص الرقيب وعينه الراصدة لتزوير التاريخ وحوادثه ووقائعه، بل لماذا الإصرارُ على هذا العنف والصراع الدموي، وتغذية نزعة الانتقام والقتل لمجرد الاختلاف؟ وهل نبرئ هذه الأعمال من تكريس الابتذال والرداءة الاجتماعية وتعويم صور الجواري والراقصات ومرتادي بيوت الليل والمواخير، كما في "قناديل العشاق" و"جوقة عزيزة" و"شارع شيكاغو" على سبيل المثال لا الحصر؟.

إن تقديم مثل هذه الأعمال التي تُغرق دائماً في التاريخ يحتاج إلى الأمانة الأخلاقية أولاً والعلمية ثانياً، فما كلّ حوادث هذا التاريخ ووقائعه جديرة بإعادة إحيائها وإنتاجها خدمة لأهداف غامضة ملتبسة بمثل التباس تلك الحوادث والوقائع؟.. ثم سنسأل أخيراً: كيف نضمن ألا تنتج مثل هذه الأعمال عقلاً وفكراً رجعياً متخلفاً سيبقى أسير الماضي، مشدوداً إلى حدود تمنعه وتحول دون تفكيره بحاضره أو مستقبله؟.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا