جهينة نيوز
كشفت وكالة "ناسا" الفضائية عن فقدانها الاتصال بمسبار "فوياجر 2" على مسافة مليارات الأميال بعيداً عن سطح الأرض وذلك بعد قطع الاتصال به عن طريق الخطأ.
وتلقت المركبة الفضائية التي تعمل على استكشاف الفضاء منذ 1977 أمراً خاطئاً خلال الشهر الماضي لتوجيه الهوائي الخاص بها درجتين بعيداً عن الأرض ونتيجة لذلك توقف المسبار عن تلقي التوجيهات أو إرسال البيانات.
وأعربت وكالة ناسا عن أملها باستعادة الاتصال عندما يحين موعد إعادة ضبط المسبار المفترض في تشرين الأول.
ويبتعد مسبار "فوياجر 2" عن كوكب الأرض بمسافة تفوق 12.3 مليار ميل (19.9 مليار كلم) حيث يندفع عبر الفضاء بين النجوم بسرعة تقدر بنحو 55.346 كلم في الساعة.
ولم يعد بإمكان المسبار الرائد في بحوث الفضاء تلقي الأوامر أو إرسال المعلومات إلى شبكة "ناسا" الفضائية العميقة وهي مجموعة من هوائيات الراديو العملاقة في جميع أنحاء العالم كما توقفت المركبة الفضائية عن تلقي أوامر من أجهزة التحكم الأرضية.
ورغم ذلك ما زال هناك أمل لاستعادة المسبار الذي اقترب من إتمام 46 عاماً في مهمته.
وقالت وكالة الفضاء يوم الإثنين إن صحنها اللاقط الموجود في العاصمة الأسترالية حاول العثور على أي إشارة شاردة من المسبار ويستغرق وصول الإشارة من بعيد إلى سطح الأرض أكثر من 18 ساعة.
وصدر عن المختبر التابع لناسا المسؤول عن إدارة مهمات "فوياجر 2" إن الهوائي سيقصف منطقة المسبار بالأوامر الصحيحة على أمل الاتصال بالمركبة الفضائية.
وجرت برمجة "فوياجر 2" لإعادة ضبط اتجاهه عدة مرات كل عام في سبيل الحفاظ على توجيه الهوائي نحو الأرض ومن المقرر أن تجري عملية إعادة الضبط التالية في 15 تشرين الأول وتقول وكالة ناسا إن هذا التدبير يجب أن يتيح استئناف الاتصال.
وفي غضون ذلك توقعت ناسا أن تحافظ المركبة الفضائية المحملة بأدوات علمية في مسارها المخطط عبر الكون.
"فوياجر 2" وتوأمه "فواياجر 1" هما المركبتان الفضائيتان الوحيدتان اللتان تعملان خارج الغلاف الشمسي وهي الفقاعة الواقية للجسيمات والمجالات المغناطيسية التي تولدها الشمس ووصل المسباران إلى الفضاء بين النجوم في 2018 و 2012 على التوالي.
وصُمّم المسباران للاستفادة من الاصطفاف النادر للكواكب الخارجية والذي يحدث كل 176 عاماً تقريباً لاستكشاف كوكبي المشتري وزحل.
"فوياجر 2" هي المركبة الفضائية الوحيدة التي حلقت نحو نبتون وأورانوس بينما تحلق مركبة "فوياجر 1" الآن على بعد نحو 15 مليار ميل عن سطح الأرض مما يجعلها المركبة الفضائية الأكثر بعداً.
وتحمل كل مركبة فضائية سجلا ذهبيا بأصوات الأرض وصورها ورسائلها التي تهدف إلى التواصل حول قصة عالمنا مع كائنات فضائية.