جهينة نيوز
قال وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة تلفزيونية مساء يوم أمس ردا على سؤال حول احتمال دخول إيران في الحرب (مع الكيان الصهيوني) ان جميع الاحتمالات يمكن تصورها ولا يمكن لأي طرف ان يقف موقف المتفرج فقط على استمرار المجازر.
وأضاف امير عبداللهيان: هناك جهود مكثفة في المنطقة للحيلولة دون اتساع دائرة الحرب، لكن فيما يخص المقاومة، وعندما نتحدث عن المقاومة اليوم لا نعني حزب الله في لبنان فقط، فان الاطراف المقابلة يعلمون جيدا بأن حركات المقاومة قد نظمت صفوفها بصورة ذاتية وفي كافة ارجاء المنطقة، من اجل صيانة استقلال دول (المنطقة) والتصدي للاعتداءات الصهيونية المكررة.
واضاف امير عبداللهيان ان اتساع رقعة الحرب في محور المقاومة سيؤدي لوحده الى رسم معالم جديدة تغير الخارطة الجغرافية للكيان الصهيوني المحتل، وان قادة (محور) المقاومة لن يسمحوا بأن يفعل الكيان الصهيوني ما يحلو له في غزة ويتجه بعد الانتهاء من غزة، ليتفرغ لباقي محاور المقاومة في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الايراني ان " جميع الخطوات الاستباقية واردة خلال الساعات القادمة ".
وفيما يتعلق باحتمال دخول إيران الحرب قال امير عبداللهيان "كل الاحتمالات يمكن تصورها أوكد مرة أخرى انه لا يمكن لأي طرف ان يقف موقف المتفرج فقط على استمرار هذه الجريمة وهذه الاوضاع" وتابع " بعد شهور من التداول بأن السعودية تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني نشاهد الآن وفي هذه المرحلة موقفا منطقيا ومقبولا من السعودية ".
وشدد وزير الخارجية الايراني "ان الصهاينة قد اختاروا أسوأ واضعف طريقة للتعامل، وهي الابادة الجماعية وارتكاب المجازر ضد النساء والاطفال ، ان ايران لم ترحب ابدا باتساع رقعة الحرب وان جهودنا ترتكز على احقاق حقوق الفلسطينيين وعدم اتساع الحرب" واضاف " لقد قلنا بصراحة للاميركيين، وأود ان اعلن ايضا بأنه لا يمكن للأميركيين ان يقفوا موقف الداعين الى ضبط النفس ، وان يرسلوا الرسائل باستمرار بأنهم لا يريدون اتساع رقعة الحرب لكنهم يقفوا بكامل قامتهم الى جانب المحتلين الصهاينة ومجرمي الحرب الاسرائيليين، ولا يقوموا بأي تحرك لوقف جرائم الحرب المنظمة التي ترتكبها اسرائيل والتشديد الكامل للحصار الانساني المطبق على غزة بصورة 360 درجة، فيما يتعلق بالاحتياجات الاساسية كالماء والغذاء والدواء .
واضاف " أود ان أوجه تحذيرا للأميركيين بأن يوقفوا قبل فوات الأوان، المجازر ضد النساء والاطفال والمدنيين، بدلا من ارسال الرسائل المنافقة ".
وأشار الى استخدام الكيان الصهيوني للقنابل الفسفورية في غزة قائلا " إذا لم ندافع اليوم عن غزة فسوف نضطر للدفاع أمام هذه القنابل وهي تسقط على مستشفيات الاطفال في جميع مدننا، لقد كان لسماحة السيد نصرالله تعبير دقيق حينما قال بأنه يمكن ان يقول البعض في لبنان بأننا يجب ان لا ندخل الحرب، لكن اذا لم نقم كحزب الله بخطوة استباقية، ان كانت ضرورية، فإننا يجب ان نحارب غدا في بيروت، الصهاينة والعملاء والعسكريين الصهاينة".
كما نوه وزير الخارجية الايراني الى محادثات جرت بينه وبين عدد من نظرائه الاجانب ومنهم وزير الخارجية الإيرلندي الذي نقل رسالة غربية الى إيران وقال " قلت له بصراحة، ابلغوا الاطراف الاميركية والغربية بأن يحكموا بإنصاف، نحن لا نصدر الاوامر لقوى المقاومة في المنطقة، انهم يتخذون القرارات بأنفسهم وينفذونها بأنفسهم".
وفيما أكد امير عبد اللهيان بأن الوقت يداهم بسرعة قال محذرا " إذا استمرت جرائم الحرب ضد المدنيين الابرياء في غزة ولم يشاهد العالم وقفا فوريا لهذه الجريمة، فان جبهات جديدة ستفتح ولا يمكن تجنب ذلك"
واعتبر بأن العالم اليوم هو مجموعة مترابطة بالكامل، فلماذا تؤثر الحرب الاوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته؟ لأن انعدام الامن في جزء من العالم سيترك تأثيرا على العالم الذي اصبح مترابطا ، وفيما يتعلق بفلسطين المحتلة فان القوانين الدولية الخاصة بالأراضي المحتلة تطبق هناك ، والقانون الدلي يعتبر الاحتلال حالة مؤقتة وهذا يعني حتى اذا استمر ذلك الاحتلال 70 أو 80 سنة فان تلك البلاد يجب ان تتخلص من الاحتلال في نهاية المطاف، لكن الطموحات الصهيونية تستهدف المنطقة برمتها ، فعندما يحصل الصهاينة على فرصة نجدهم يغتالون علمائنا النوويين ونخبنا في قلب شوارع طهران ، فلذلك لا يمكننا ان لا نكترث بوجود مثل هذه الغدة السرطانية، عندما يهدد نتنياهو بسلوكه غير المتزن وبصراحة بأنه سيفعل كذا وكذا في ايران ، فلا يمكنكم ان تكونوا غير مكترثين بذلك.
وتابع أمير عبداللهيان "ان البعض كان يقول بأن السعودية كانت على مقربة من التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن عندما تحدثت مع ولي العهد السعودي والمسؤولين السعوديين سمعت منهم كلاما آخر ايضا، انهم عندما ينظرون بأن هذه الاوضاع تؤثر على الأمن والاقتصاد في السعودية، فأين هي جذور ذلك؟ ان الجميع في المنطقة متفقين على ان جذور انعدام الامن والاستقرار في المنطقة وتعرضها للاضرار، تعود الى هذه الغدة السرطانية التي تسمى الكيان الصهيوني، وهو كيان غير مشروع ويتصرف هكذا " وتساءل " في أي مكان في العالم يهاجمون النساء والاطفال بأفظع الطرق وحشية، في مقابل عملية للمقاومة ضد الاحتلال؟"
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مقابلة مع الميادين بأننا "نشهد حرباً غير متكافئة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وأن هذا الإجراء فيه كثير من الإجرام ويناقض كل القوانين الدولية".
وأضاف كنعاني أن ما نشهده هو إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة للتغطية على الهزيمة الكبيرة والاستراتيجية التي تعرض لها كيان الاحتلال في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ولفت إلى أن "كل المتابعين للشأن الاسرائيلي يقولون إن الكيان الصهيوني بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر ليس كما كان قبله".
وأشار كنعاني إلى أن "الكيان الصهيوني لديه مشكلة مع الهوية الفلسطينية، وليس مع حماس"، مضيفاً أن "المقاومة في المنطقة لديها هوية موحدة".
وأكد أن "الأميركيين نيابة عن الصهاينة يسعون إلى عدم اتساع رقعة الحرب، ومنع أي طرف داعم لهم (للمقاومة الفلسطينية) من التحرك".
وشدد كنعاني على أن أيدي المقاومة مبسوطة، ولن تقف مكتوفة وسوف تكون هناك ردة فعل وقائية، موضحاً أن "محور المقاومة ليس محدداً بجبهة خاصة، وعلى الصهاينة ألا يستبعدوا أية سيناريوهات".
وشدد على أنّ "المقاومة ستقوم بردة فعل جدية في حال تخطى الاحتلال الخطوط الحمر".
وحمّل كنعاني الأميركيين مسؤولية الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها الصهاينة، مضيفاً أنه "لا يحق للأميركيين أن يلزموا الآخرين بالصمت فيما هم يدعمون طرفاً ضد آخر".
ولفت إلى أن "تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أمر مرفوض ومخالف للقوانين الدولية".
كذلك، أكد كنعاني أن "المقاومة متأهبة للرد في حال تخطى العدو الخطوط الحمراء"، وقال إنّه أبلغ دول المنطقة بضرورة اتخاذ قرار جماعي، موضحاً أن "لدى المقاومة قدرة كبيرة على مواصلة عملياتها لفترات طويلة".
ولفت إلى أن "المقاومة أكدت أنها ستطلق سراح الأسرى غير العسكريين، انطلاقاً من نظرتها الإنسانية، إلا أن العدوان المتواصل يمنع إمكانية القيام بهذه الخطوة".
ونفى كنعاني وجود أي "تواصل مباشر أو غير مباشر مع الأميركيين بخصوص الوضع الحالي".
وأشار إلى أن "هناك رسائل من الأميركيين تشدد على ضرورة عدم توسيع الحرب في المنطقة"، لافتاً إلى أن "هذا يتطلب أن يترجم على أرض الواقع".
وختم كنعاني قائلاً: "لا ندعم اتساع رقعة الحرب، وعلى الصهاينة أن يدركوا خطورة الوضع وأنهم هم المعنيون بتوقف الحرب أو اتساعها"، محملاً الأميركيين مسؤولية إفهام هذه الرسائل للاحتلال الإسرائيلي.