
تظاهر علويون في مدينة اللاذقية في سوريا، بعد يومين على تفجير في مسجد يرتاده أبناء الطائفة العلوية في حمص، وأسفر استشهاد ثمانية أشخاص.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد، بأن قوات الأمن السورية "قتلت" شخصين أثناء تفريق تظاهرات للعلويين في منطقة الساحل ووسط البلاد فيما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس بنقل جثتين إلى مستشفى محلي.
وكان المرصد قد أعلن في وقت سابق عن وقوع، وُصفت حالة أحدهم بـ "الحرجة"، إثر هجوم بالسواطير والسكاكين على متظاهرين عند تقاطع متحلق دوار العمارة بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية بالساحل السوري. وتأتي المظاهرات استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال بالخروج اليوم لـ "المطالبة بالفيدرالية وحق تقرير المصير"، وفقاً للمصدر ذاته.
من جهتها، لم تؤكد السلطات السورية بكونها أطلقت النار، لكنها أعلنت "احتواء الموقف"، متهمة من أسمتهم "فلول" نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بمهاجمة قوات الأمن.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، في بيان نشرته وزارة الداخلية: "أقدم مسلحون خلال الاحتجاجات التي دعا إليها غزال غزال في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية على إطلاق النار في الهواء، فيما قامت عناصر الأمن الداخلي باحتواء الموقف".
إلى ذلك، أعلنت الداخلية السورية إصابة بعض عناصرها جراء اعتداء نسبته بدورها إلى "بعض العناصر الإرهابية التابعة لفلول النظام البائد"، وتابعت "رصدنا خلال الاحتجاجات على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية ودوار المشفى الوطني في مدينة جبلة، تواجد عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى "سرايا درع الساحل" و"سرايا الجواد" الإرهابيتين، المسؤولتين عن عمليات تصفية ميدانية وتفجير عبوات ناسفة على أوتوستراد M1".
في المقابل، يقول المرصد إن القوات السورية قامت "بقطع" الطرقات في أحياء ومدن الساحل السوري وحمص ذات الغالبية العلوية بالحواجز الأمنية، ومنع المتظاهرين من الوصول على مواقع المظاهرات.
كما اتهم المرصد الأمن العام بـ "إطلاق الرصاص" لتفريق المتظاهرين على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، كما تحدث عن "محاولات دهس للمتظاهرين".
وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار التوترات الأمنية واحتجاجات تشهدها مناطق عدة في الساحل السوري، وسط مطالبات بضمان سلامة المتظاهرين ومنع الاعتداءات عليهم.
وتظاهر الآلاف من أبناء الطائفة العلوية في منطقة الساحل الأحد، بعد يومين على تفجير في مسجد يرتاده أبناء هذه الأقلية، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
ومنذ سقوط الأسد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محافظة حمص بوقوع عمليات خطف وقتل استهدفت الأقلية العلوية.
وشهدت منطقة الساحل في آذار / مارس الماضي، واحدة من أبشع الاعتداءات بحق المدنيين منذ سقوط النظام.
إذ قالت لجنة تحقيق وطنية إن ما لا يقل عن 1426 علويا قتلوا في أعمال العنف، بينما قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من 1700.