جهينة نيوز:
تنشط خلال العيد كثير من المهن والقطاعات التي لا تجد مرتادين كثرا في المواسم الأخرى كما أن بعضها يتحرك في العيد فقط ثم لا يلبث أن يدخل في سبات عميق إلى العيد التالي ليعود إلى الحياة من جديد حاملا معه دخلا جديدا لأصحاب المهن والسعادة للمعيدين ولاسيما الأطفال.
ويشهد كل عيد عن سابقه بروز مهن وألعاب وظواهر اقتصادية جديدة تسهم إلى حد كبير بتأمين مصدر جيد للدخل لممتهنيها ومخرج عريض ينفق فيه الأطفال عيدياتهم والكبار ملاءتهم المالية التي رصدوها لتنفق في العيد على التسلية والواجبات الاجتماعية وغيرها كما يأفل نجم مهن أخرى يعمد أصحابها إلى التعويض عنها بأخرى أكثر مردودية.
ويقبل المواطنون خلال العيد بشكل كبير على الذهاب إلى المتنزهات والمطاعم والمقاصف والاستراحات التي تقدم الأطعمة داخلها ما يجعل هذه الأماكن تشهد ازدحاما كبيرا إلى درجة يقوم معها الراغبون بحجز أماكنهم فيها قبل العيد بأيام وينفق الشخص الواحد في هذه الرحلة مبلغا لا يقل في المتوسط عن 700 ليرة سورية حسب فخامة المكان ووسيلة النقل والطلبات ما يعتبر محركا كبيرا لهذا الجانب من الاقتصاد وما يرتبط به.
وأوضح محمد رحمون صاحب مجمع ترفيهي في ريف دمشق أن مطعمه شهد حالة من الاستنفار القصوى في اليوم الأول من العيد تطلبت العمل بكامل طاقة المطعم العمالية مع استدعاء عمال آخرين لأجزاء العمل التي لا تتطلب خبرة تلبية للعدد الكبير من الزبائن الذي ارتاد المطعم مؤكدا أن هذا الأمر لم يرافقه أية زيادة في أسعار الوجبات ولا انخفاض في مستوى الجودة أو أوزان وكميات الوجبات.
وبين رحمون أن حجم الطلب على الأطعمة الجاهزة التي يتم توصيلها إلى المنازل أو يتم تناولها وقوفا على أبواب المطاعم يزداد بشكل لافت خلال عيد الفطر أكثر منه في الأضحى كون الأول يلي شهرا من الصيام الذي يضعف الاقبال على الوجبات الغربية والفلافل والشاورما والفروج بسبب انتفاء وجبة الغداء وبالتالي ضيع فرصة الاستفادة من وقت الذروة في الظهيرة وبالتالي فالاقبال على هذه المأكولات في أيام العيد الثلاثة يزداد لدرجة تعوض خسارة شهر كامل.
وأشار إلى أن هذا الاقبال يسهم في تنشيط مطاعم الوجبات السريعة وتشغيل العديد من العمال الذين يعملون داخل المطعم وفي التوصيل كما أن المطاعم التي تبيع السندويش للمارة تنشط لدرجة لا تتحقق خارج العيد ولاسيما التي تبيع الفلافل والشاورما ما يدفع أصحابها إلى تأمين متطلبات هذا الاقبال قبل العيد كلحم الدجاج والخبز وغيرها وبالتالي يسهم في تنشيط القطاعات المرتبطة بشكل كبير قبيل العيد.
وبين مدير تجمع لألعاب الأطفال في أحد ساحات دمشق ممتاز الخالد أن من ابرز المظاهر التي تنتشر خلال العيد عما سواه ظاهرة ركوب الحنتور والخيول والجمال في الشوارع والتي تؤمن مردودا كبيرا لأصحابها هذه الحيوانات يصل إلى درجة يمكن أن يعادل ثمن الحيوان نفسه فضلا عن لعب الأطفال على الأراجيح وغيرها من الألعاب التي تنصب على أطراف الشوارع وفي الساحات وتشكل ما يشبه السيرك المصغر والذي يشهد إقبالا كبيرا.
كما تنشط أيضا مدن الملاهي القائمة على مدار العام والتي تكاد تكون متوقفة خارج الموسم ويأتي العيد ليعوض بشكل كبير خسائر هذه المدن خلال توقفها إذ تشكل الباب الرئيس للإنفاق خلال العيد كذلك هناك حدائق الحيوانات التي يقدر مرتادوها خلال العيد بالآلاف إلى جانب ما يرتبط بها من أبواب للانفاق في التنقل وتناول الأطعمة وصيانة الآلات وغيرها من المجالات.
وقال جمال الحاجي شوفير تكسي إن العيد يحرك قطاع النقل وخصوصا سيارات التاكسي التي يستخدمها المواطنون لتنقلاتهم إلى منازل الأقارب والأصحاب لتهنئتهم بالعيد وإلى المطاعم والملاهي والمتنزهات وغيرها من أماكن الترفيه التي يتم ارتيادها في العيد موضحا أن السبب يعود لانخفاض نسبة انتشار السيارات الخاصة لا تزال محدودة وخاصة إذا أتى العيد في الشتاء وصادف أمطارا وثلوجا.
ويزداد الاقبال في العيد على دور السينما وأماكن الترفيه التي تقيم حفلات الطرب والزجل كما تشهد مراكز الألعاب التقليدية والالكترونية إقبالا كبيرا من الشباب والأطفال.
وأوضح سعيد هزي صاحب محل ضيافات في مدينة يبرود بريف دمشق أنه خلال العيد وقبيله مباشرة تتحرك بشكل كبير صناعة ومبيعات الحلويات والشوكولا والكنافة وكعك العيد والمكسرات والبزورات وغيرها من الضيافات التي تقدم للضيوف والمهنئين في العيد ما يجعل مبيع الحلويات والسكاكر والشوكولا من المهن التي تزدهر في موسم العيد وتمتد بعده لأيام لمن لم يتسنى له المعايدة خلاله لظروف عمله أو غيرها من الاسباب.
كما تنشط مهن فردية وبسيطة يقبل عليه الأطفال بكثرة كبيع الفول النابت على العربات وغزل البنات والمعروك والكعك بأنواعه وأسماك الزينة والتي يشكل العيد مناسبة مهمة جدا لزيادة مبيعاتها.
كما يقبل الأطفال في العيد حصريا على شراء ألعاب تعتبر ضرورية إذ لا يمكن أن ترى طفلا دونها وتعد الأسلحة البلاستيكية بمختلف قياساتها بالنسبة للصبيان والدمى بالنسبة للبنات هي الأكثر شيوعا كما يقبلون على شراء الغذائيات والبلاستيكيات التي تحتوي هدايا مخبأة داخلها.
كما تشهد صالونات التجميل إقبالا منقطع النظير خلال العيد وتختلف غايات مرتاديها بين القص والتمييش وصبغ الشعر والتزيين كما تنشط مبيعات مستلزمات الأناقة والتجميل والزينة والاكسسوارات.
تزدهر "مهن الأيام" مؤقتا بمناسبة حلول العيد الذي يخلق ويحيي وينشط مهن معينة تشكل مصدر دخل لأفراد وعائلات يحرص آلاف الشباب والأطفال حتى على مزاولتها لكسب المال عبر نشاط اقتصادي تشكل "عيدية" الأطفال حجر أساس فيه.
سعيد النحال