جهينة نيوز- بقلم الباحثة التربوية يسرا عباس:
يبدأ الخوف عند الطفل منذ الولادة ويعبر أحيانا بالصراخ وحركات وتغيير باللون واتساع حدقة العين وتسرع ضربات القلب، هذه التغيرات تحدث كردود جسمية للتخلص مما يثيره أو يؤلمه، وأكثر شيء يخيف الطفل الظلام أو الضوضاء العالية أو حيوان غريب وتتأثر مخاوفه بمستوى نضجه ومراحل نموه تزداد المخاوف مع ازدياد المشاحنات العائلية وقد يرتبط الخوف بشيء خارجي مرتبط بمثير داخلي وهذا غير ضار مؤقتا لكن أن تكرر الحدث المخيف له أصبح يخاف مثلا من الوحدة أو من الظلام أو من المجهول، أما الطريقة المثلى لأن يتخلص فيها الطفل من خوفه من الظلام هو تعويده منذ الصغر على النوم في الظلام وأن يألفه وأنه يسبب له أحلاماً سعيدة وتبقى الأم لفترة بجانبه تقص القصص إلى أن ينسى الأثر الأولي الذي سبب له الخوف مع التشجيع وإعطائه الحكمة والفائدة والمتعة والأمثلة عن الشجعان وهكذا تدريجيا وتحتاج العملية بعض الصبر من الأهل والمثابرة بكافة الوسائل، وتدل الأبحاث التربوية على أن أطفال الآباء الهادئين ينشؤون غير هيابين ويعود ذلك إلى رزانة عقولهم. حيث يلعب التقليد دوراً هاماً بالخوف، فالطفل يقلد الوالدين حتى بالخوف والأم التي تخاف الظلام والحيوانات تخلف بولدها صورة نموذج من السلوك لتقليدها لذا ينصح الأمهات والآباء الذين يعانون بعض المخاوف بألا يظهروها أمام أطفالهم أحيانا بعض الأهل لفرض الطاعة وتنفيذ الأوامر تعرض طفلها لنوع من الخوف الهدام لا ينفع بل يشتت نشاطه، ومثل هذه قد تترك ندوبا وآثاراً سلبية يصعب أن يتخلص الطفل منها لاحقا. أي يستخدم الأهل وسيلة التخويف المستمر من أجل ضبط سلوكه. فليتذكر الآباء إذا ما ربطوا عنصر الخوف ببعض المواقف أو الأشخاص بهدف إخافة الطفل أو إرهابه أنهم في ذلك يحطمون ثقته بوالديه يجب الفصل بين الخوف والعقاب في تربية الأطفال فإذا لم يشعر الطفل بالقلق أو الاهتمام بسخط أهله لسوء تصرفه في موقف ما فهو شخص يصعب أن نرسخ بذهنه قيما وعادات توافق المجتمع، وهنا يأتي دور المدرسة والمعلمة الدور الهام والرئيسي في محو آثار سلبية مترسخة بذهن الطفل وهي وراء خوفه وضعف الشخصية، فالمدرسة تعيد بناء الشخصية للطفل متكاملة قوية ويندمج مع أقرانه ليكتسب خبرات جديدة تحجب الكثير من المخاوف اكتسبها من طفولته، وهنا يمكنني النصيحة للأهل بأن ينالوا ثقة أطفالهم ويقدموا لهم التوجيه المستمر مع الصبر والحكمة كونك تتعامل مع طفل صغير أي من 3 إلى 6 وللوقاية من الخوف الزائد لابد من الانتباه لأهم القواعد العامة في تربية الطفل أهمها توفير جميع متطلبات نموه وحاجاته الأساسية وهي محبة وعطف وشعور بالطمأنينة والأمان وعدم إخافته أو الإيحاء إليه بالخوف إلا ببعض الأمور التي يجب تحذيره منها وتنبيهه إليها بعيدا عن الاستهزاء أو التوبيخ وبإقناعه أن الشيء الذي يخافه هو غير مخيف غير مؤذ.