جهينة نيوز- بقلم الباحثة التربوية يسرا عباس:
الأسرة السورية حافظت على تماسكها وثبات قيمها الأصيلة رغم كل ما يحيط ببلدنا من مؤامرة كونية وغزو التكنولوجيا المتسارع، ومازالوا يتمتعون بنفس صفات الآباء والأجداد ولم تؤثر تلك الأزمة على العلاقات الأسرية والأقارب والعادات الحميدة مازلنا نتوارثها وهي المحبة وأهمية الصدق والأمانة والتسامح وإعطاء النصح والاجتماع معا وقت الشدة، فالتكنولوجيا قد تبعد قليلا البعض عن الالتصاق أكثر بالعائلة وحتى الآباء انخرطوا بهذه لأن العصر الحالي يتطلب منا أن نتماشى معه لا اللحاق به ونأخذ منه ما تحتاجه بيئتنا.
التساؤل المطروح الآن: هل اختلفت محبة الأهل لأبنائهم؟! بالتأكيد لا لأن الحب هو أهم ما يستطيع الوالدان أن يمنحانه، هذا الحب غير مشروط مقترن بالتضحية والإحساس بالأمان والاستقرار يخلق داخل الأسرة العادات التربوية المحببة والمرغوبة، نجح الوالدان بخلق هذا الجو المفعم بالابتسامة والإشراقة والألفاظ المحببة والإيماءات للوجه والقبلات المتكررة واحتضانه لهم كل فترة، لكن هل ابتدع الآباء وسائل للتعبير عن حبهم ومشاعرهم لولدهم من خلال شراء أحدث الموبايلات لئلا يشعر بالغيرة من زملائه هذا طبعا لا يطال الفئة الفقيرة ماديا لكن هذه هل تؤثر على القيم والمواقف البشرية، بل هل أثرت على بيولوجية الجسم وخاصة إصبع الطفل الذي مازال بمرحلة نمو؟.
الإجابة الشافية لن تكون بسهولة كون هذا المحيط الثقافي يتدفق بسرعة هائلة وغزا الأسرة التي هي البيئة الأولية اللصيقة للفرد والتي يستقي منها الطفل قيمه وتقاليده سواء بطريقة معلنة أو غير مباشرة وأصبحت الألعاب أكثر التصاقا بشبابنا وبالفيس والانترنت والواطس اب وغيرها كلها للتسلية قتل للإبداع والنشاط العضلي قد تنشط القدرات الذكائية لكن ليس هي المطلوبة له بمثل عمره وكان الجمال الصناعي أخذ مأخذه من شبابنا ونسوا الجمال الطبيعي الفطري.
أولاً الوقت لابد للآباء من تخصيص الوقت الكافي للتحدث مع أبنائهم وليكن مثلا وقت العشاء كوقت مقدس اجتماع الأسرة للتداول مع بعض كلٍ عن اهتماماتها وطرح أي أفكار أو مشكلات، لابد من الاستمتاع ببعض الوقت والإنصات لهم وإعطاء الطفل حقه بالتحدث بدلا من تأجيل المحادثة فهذه الجلسة قد تكشف الكثير من شخصيته وهمومه ومشاعره، إذاً هنا الأب والأم يكسبان ثقة أبنائهم منذ الصغر وفي سن مبكرة مما يجعل التواصل سهلا بالمستقبل ويجعله محصنا ضد العنف الدخيل بالألعاب ولينقل الآباء قيمهم من الصدق والأمانة والاحترام والتقوى ووووووالتقاليد الجميلة الحكمة في صياغتها وأسلوبها ووقت إسدائها ليتهيأ لهذا الجيل الناشئ النجاح والتكيف الايجابي وتحديد مسؤولياتهم والأخلاق الحميدة والتشجيع على العمل. وعلى الآباء التزام الوسطية أي لا للعقاب الصارم الشديد ولا لليونة الزائدة لئلا يتلاعب الطفل بأبويه كما تقول إحدى الأمهات أنها تكسب أكثر المعارك عندما تستعمل العسل بدلاً من الخل فالمكافأة لها آثار ايجابية أكثر من العقاب، أيضا للأب أن يكون مرحا خفيف الظل مع أبنائه ليكسبهم ومنم المفضل الإقلال من اللاءات والانتقادات السلبية التي لا تحقق إلا الإحباط والفشل بتربية الفرد والإنصات لهم بجدية وحنان، أحيانا الآراء الشخصية للآباء يحتج عليها الأبناء لكن الأب يقر أنه اخطأ وقد يعيد نفس الخطأ.
هذه الجهود المبذولة هي لإسعادكم ولابد للأهل اعتماد أساليب حديثة لجذب انتباه وطموح واهتمام الأبناء أكثر طبعا لن يكون ذلك إلا بالحب والحنان والدفء الأسري والحميمية الأسرية والتقارب الشديد وصدق المشاعر والإكثار من الصفات النبيلة لديهم والانتباه بحذر للتطورات المتلاحقة بحياتهم لكن تظل الوراثة هي التي تتغلب بالمورثات الطيبة والحميدة عن الجدود تظل نفسها وتتكرر بالأبناء مع عصرنتها لتلائم متطلباتهم.