جهينة نيوز- إدريس مراد:
أقام مشروع "نسمة أمل" فعالية بعنوان "عيون سورية" مساء أمس الأحد على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون، احتفاءً بالإنجاز الكبيرفي عودة البصر للطفل خضر الذي فقد بصره جراء استهداف المجموعات الإرهابية لقريته "بله" في ريف اللاذقية.
انجاز تضافرت فيه جهود سورية بامتياز، بدءاً من صاحب مشروع "نسمة أمل" السيد مازن الترزي إلى الفريق الطبي الذي أشرف على علاجه متمثل بالدكتورة "رنا عمران" والكادر الإعلامي للمشروع الذي رافق رحلة العلاج منذ البدء إلى حين إبصار خضر النور من جديد.
حضر الفعالية الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين ووزير السياحة المهندس بشر يازجي ووزير التنمية الإدارية الدكتور حسان النوري وعدد من الرجال الدين المسيحي والإسلامي وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
وقال سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون في كلمة له خلال الفعالية: «...بحثت في النصوص المقدسة عن مهمة الأنبياء، فكانت مهمة الأنبياء واحدة، أن نعلّم الإنسان طريق الحرية والكرامة والعزة ..إذاً الإنسان هو المحور... فلا تقل لي كم صليت، ولا تقل لي كم حججت ولا تقل لي كم صمت...قلي كم إنسان أنقذت وكم جاهل علمت وكم ضائع إلى طريق الصحيح أوصلت.. فرسالة الأنبياء الأنبياء أنا وأنت».
وقال مفتي الجمهورية: «لذلك أخي مازن وأنا أرى ذلك الذي يعيش في قبر ليس في بيت وهو يدافع عن الوطن وأصيب بظهره وانزل بدار لا تسكن بها إنسان ولا يرفق بها حيوان وإذا بأرجله تبدأ بها الغرغرينة ويقال بأن رجلاه سوف تقطعان وتقوم أنت وبمن معك بمن يعشقون الوطن بما وجهكم قائد الوطن إلى أن أعظم رسالة في هذا الوطن هي الإنسان، فانقذتموه، وكم دمعت عيناي يوم رأيته قام واقفاً يمشي ويوم عاد إلى بيته رآه جنة صغيرة تذكرت يومها تلك الآيات الكريمة».
كما أشاد حسون جهود الرجل الأعمال السوري مازن الترزي في خدمته لأبناء وطنه، وكيف يذهب ليحصد من الخارج ويزرع هنا في سورية، بينما غيره يفعل العكس، معتبرا أن ما قدم للطفل خضر من رعاية واهتمام هو مسحة حنان لا تعني طفلاً من أطفال الوطن فحسب بل تعني الوطن كله.
بينما قال صاحب المشروع الترزي في كلمة له: «مجددا نحن السوريين نثبت لأنفسنا وللعالم أننا عشاق حياة ونور لا طلاب موت وظلام ومجددا إرادتنا إرادة الحياة تنتصر على عقيدة القتل وثقافة الموت وأهلنا الشرفاء يتصدون بصمودهم لقطعان الغزاة الإرهابيين المرتزقة».
وأضاف الترزي: «سورية هي ملاذنا الأول والأخير ولن نرضى غيرها وطنا، فيها ولدنا أحرارا وسنموت أحراراً».
وقال أيضاً: «أن الطفل خضر استعاد بصره بجهود أطباء سورية المتميزين ومعربا عن أمله بعودة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية بفضل صمود شعبها وانتصارات جيشها على الإرهاب».
هذا وتضمنت الفعالية عرض فيلم للعملية الجراحية التي أجريت للطفل خضر حيث استعاد نظره الذي فقده أثر تعرضه لقذيفة أطلقها الإرهابيون على قريته، ويصور الفيلم عودة خضر إلى حياته الطبيعية ودراسته.
كما قدم في هذا النشاط مجموعة من الأغاني الطفولية والوطنية من قبل كورال مدارس أبناء الشهداء.
وأعرب الطفل خضر لـ "جهينة" عن حزنه لفقدانه بصره قائلاً: «كنت حزيناً وأنا لا استطيع أن أرى بيوت القرية ولا وجوه أصدقائي، كنت حزيناً وان لا استطيع أن اقرأ علاماتي في الجلاء المدرسي».
وأضاف: «اليوم أرى كل شي حولي، وهذا بفضل مشروع "نسمة أمل" وأنا أدعي للربي أن يمد بعمر كل من ساعدني ورجع لي نور عيني».
واختتمت الفعالية بتعقيب لسماحة المفتي نوه من خلاله عن المبادرات التي أطلقها المغترب السوري مازن الترزي وفي مقدمتها تكفله بالرعاية التامة للعديد من أطفال (مدارس أبناء الشهداء) تشمل كل المراحل الدراسية.