جهينة نيوز:
يبدو أن أطول صفوف انتظار الوجبات السريعة المجانية، يقبع في قرية ريو للرياضيين المشاركين في الأولمبياد.
يبدأ الصف من الباب إلى قرية الرياضيين للأولمبياد، ريو دي جانيرو، حيث الكثير ممن يرتدون البدل الرياضية وملابس الإحماء؛ بدايةً من زي الجزائر الأخضر، إلى الأزرق لبنغلاديش، والأبيض للإمارات العربية المتحدة، حسب تقرير لصحيفة تايم الأميركية .
اجتمع بعض من أكثر الأجسام رشاقة وتناسقاً مساء الجمعة؛ ليتحملوا 30 دقيقة من الانتظار، مقابل تناولهم طعامٍ، قد يُفسد -نظرياً على الأقل- حلمهم الأوليمبي للأبد.
يتعلق الأمر بالتأكيد بالأسعار، فماكدونالدز، راعي الألومبياد لوقتٍ طويل، يقوم بتوفير وجبات مجانية في نهاية الأمر. لكن اصطفاف الأولمبيين في صبر لاستلام البطاطا المقلية وأكواب الماك فلوري مؤخراً طرح مجموعة من الأسباب الأخرى وراء شعبية مطعم الوجبات السريعة الأكثر نجاحاً. (تقول الشركة إن ليس لديها أي بيانات عن حجم الطلبات في هذه المنطقة).
يقول كيفن كوردس، وهو سباح أميركي فاز بالذهبية في سباق التتابع المتنوع 4x100m، أنه تناول شطيرة برغر قبل سباقه الأول في ريو، ووصف الطعام “إنه يكسر الرتابة، يجعلك تشعر بالراحة والسعادة وأنت تتناوله، فيتسنى لك الفرصة أن تسترخي وتهدأ قليلاً”.
يرى آخرون أن تناول وجبة سريعة بمثابة احتفال صغير بفوزٍ كان يعد صعب المنال. شعر أليكساندر رادوفيتش، أحد أفراد فريق مونتينيغرو لكرة الماء، أنه يستحق مكافأة بعد فوز فريقه أمام الولايات المتحدة في وقتٍ سابق من هذا اليوم؛ لينتزع مقعداً في الدور ربع النهائي.
ويعترف رادوفيتش إن “ماكدونالدز ضار بالصحة، لكن الوجبات العادية في القرية مملة للغاية، أحياناً ما يرغب الواحد منا في بعض التغيير. بالإضافة إلى أن فوزنا هو بمثابة نصر كبير، لذا سنحتفل بتناول شطيرة بيج ماك واحدة، وكوب كوكا كولا لا أكثر. وفي حال عدم توفر البيج ماك، سنحتفل بدجاج الماك ناجتس”.
يعلم رادوفيتش إذن أن ماكدونالدز ضار لصحته، فيقول “سأكون بحاجة للاعتذار لمدربي فلاديمير جوكوفيتش. لكن حال تأهلنا لنصف النهائي، سنحتفل بتناول الميج ماك إلى أن ننهزم”. (فاز فريق مونتينيغرو أمام هنغاريا الفائزة بتسع ميداليات ذهبية، ليتأهل إلى نصف النهائي، ما يعني أنه سيتمتع بتناول شطيرة أخرى إثر فوزه).
لا يقع أي لاعب أوليمبي تحت تأثير انطباع أن وجبات ماكدونالدز هي من الأطعمة التي تمد الجسم بالقوة. كان عداء برتغالي على وشك طلب طعامه المفضل من ماكدونالدز حين أوقفه أحد زملاء فريقه خشية من غضب طاقم التدريب.
واعترفت نيكولا موسكات، وهي سباحة من مالطا، أنها تناولت شطيرة ماك تشيكن قبل سباقها الأول بثلاثة أيام (جاءت في المركز السابع في سباق الخمسين متراً الإحمائي) ووصفت الأمر أنه أشبه باعتراف الذنب للقسيس.
وقال أودانيي ريتشاردز -لاعب الكرة الحديدية الجامايكي، والفائز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للعام السابق، الذي سيبدأ في الرمي الخميس المقبل- إن السر وراء التحكم في عادة تناول الماك ناجتس والماك فلوري هو الاعتدال. فيقول ريتشاردز “يتعلق الأمر بمقدار ما تتناوله، لو لم تبالغ في تناول الأطعمة السريعة، ستبقى الأمور على ما يرام”.
يقول أخصائي التغذية دان بيناردوت أنه ليس مخطئاً بالكامل، فيشرح بيناردوت، أستاذ التغذية في جامعة ولاية جورجيا الأميركية الذي عمل مع لاعبي الجمباز الأولمبيين، والعدائين، ومتزلجي الجليد “إن الأولمبيين لديهم القدرة على استقلاب الدهون بطريقة أفضل بكثير من باقي الناس، لكن هذا لا يغير من حقيقة أنه ليس أفضل طعام للرياضيين قبل التنافس”.
يقول الرياضيون الآخرون إن ماكدونالدز هو خيار أفضل من باقي المأكولات التي يتم تقديمها لهم. كما يقول مُهاد إسحاق، وهو غواص 10 متر من مصر سيبدأ بالتنافس يوم الجمعة “ما يتم تقديمه في قاعة الطعام ليس طيب المذاق”، وأضاف “يجب أن آكل شيئاً”.
كما يظن أنه من الأفضل له أن يأكل شطيرتي بيج ماك من ألا يأكل شيئاً على الإطلاق. ويقول إسحاق “لن يزيد وزني من تناول اثنين بيج ماك فقط”، مضيفاً أن مدربه يوافق وكثيراً ما يطلب منه أن يحضر له البطاطا المقلية.
ولعل الرياضي الأبرز في الترويج لقوة ماكدونالدز هو العداء البارز، الجامايكي يوسين بولت، الذي قال جملته الشهيرة أنه تزوّد بالماك ناجتس قبل أن يحطم الرقم القياسي العالمي (100 متر) في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008. لكن هناك شكوى في القرية من أن ماكدونالدز قد أصبح محبوباً أكثر من اللازم.
فتصف لاعبة الجودو كايلا هاريسون الصفوف بأنها “تصيبها بالجنون”.
حاولت كايلا بعد يومين من فوزها بذهبية الجودو، أن ترضي رغبتها المكبوتة في تناول بيج ماك وماك فلوري، تقول هاريسون “ذهبنا ووقفنا في الصف لعشر دقائق، ثم سئمنا وعدنا من حيث أتينا. كنت أرى أناساً يمسكون بثلاثة أكياس، ما يعني أن كلاً منهم قد قرر تناول نحو 24 شطيرة جبن!”