جهينة نيوز:
افتتح مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة في الإسكندرية فدرانيك أرزومانيان، معرضاً فنياً لفنانين روس وعرب مكفوفين بعنوان «لمسات الفن». والمعرض يعتبر تجربة فنية معاصرة تقدم للمكفوفين والمبصرين معاً للمرة الأولى في محاولة لكسر الحواجز النفسية بينهما.
والملفت في المعرض أن بطاقة الدعوة للحضور كتب على أحد وجهيها بطريقة «برايل»، وهناك معلومات وإرشادات كتبت بالبرايل، اضافة الى كتالوغ المعروضات.
تقول منسقة المعرض يلينا بريماشيتوفا: «تؤكد هذه التجربة وجود أنـــواع جديدة من الفنون يمكن أن تخاطب الكفيف والمبصر معاً من دون أي تفرقـــة بينهما، وهذه هي المرة الأولى التــي يتم فيها دمج ذوي الاحتياجات الخاصــة مع الأسوياء في معرض فني تشكيلي». وتضيف: «لم نكن نتوقع هذا الإقبــــال الكبير للزوار من الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة معـــاً، ولاحظنا التعاون والتفاعل الواضح، حيث قدم التشكيليـــون المبصرون شروحاً فنية تفصيلية للمكفوفين من الزوار».
ويقول الفنان التشكيلي الكفيف محمد عبدالحميد: «لا بد من أعمال متخصصة أكثر من حيث البروز للمكفوفين، وكنا ننادي من قبل بأهمية دمج الكفيف في المجتمع وهذه بداية جيدة، وهي محاولة غير مسبوقة في إدخال المكفوفين في مجال الفنون التشكيلية». ويوضح: «أعجبني صورة البلياتشو للفنانة الروسية أوليغا وصورة خطوط القرآن للفنانة السعودية هيفاء مدني».
السيدة نادية وابنتاها مها ومروة (كفيفتان) توضح: «لم أتردد وابنتي في الحضور إلى المعرض فقد كانت فرحة كبيرة لي في دمجهما وسط الأسوياء، وأتمنى أن تستمر مثل هذه المعارض، لأن عزل المكفوف عن المجتمع شيء قاسٍ».
وفي سياق متصل يرى علي محمد (مدرس كفيف) أن لكل علم ثقافته وفي هذا النوع من الفن ليس لدى الكفيف الخلفية الثقافية الكافية لكي يحس بالأبعاد الموجودة باللوحة، لأن العمل غير موجه إلى الكفيف ويقترح أن يكون لدى الكفيف ثقافة مسبوقة للوصول لهذا الفن. ويضيف: «الأدوات الموجودة غير متعارف عليها، ولكن أؤكد أن الاتجاه الذي يتبع في المعرض اتجاه جديد، ولا بد أن يعمق ويوظف من أجل الوصول إلى الكفيف».
وعبّرت الفنانة الروسية مليسيتونيفانا عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، وتعرفها الى فنانين جدد من بيئة وثقافة مختلفتين. وتقول عن أعمالها: « أنا أنفذ لوحاتي بالألوان المائية، ولكنني للمرة الأولى أرسم ليس بالفرشاة فقط وإنما بالسكين أيضاً لكي يستطيع المكفوف أن يتحسس بحركة يده، أنا فخورة بخوض هذه التجربة مع ضعاف البصر».
وتستعد مليسيتونيفانا لعمل ورشة عمل ودورات بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي لتنمية المواهب الفنية عند المكفوفين، كذلك تتمنى أن تنجح هذه التجربة.
والمميز في المعرض أنه استقطب عشرات المتذوقين للفن التجريدي من فاقدي البصر وأسرهم وعدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين والمهتمين بذوي الاحتياجات الخاصة من المصريين والعرب والروس. ويستمر المعرض حتى 15 الشهر الجاري.