الذئاب المنفردة .. شياطين تهدد العالم

الثلاثاء, 3 كانون الثاني 2017 الساعة 23:54 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 الذئاب المنفردة .. شياطين تهدد العالم

جهينة نيوز:

بدأت ظاهرة الذئاب المنفردة تتزايد في أنحاء العالم كتكتيك جديد من قِبَل الجماعات الإرهابية التي تربطها علاقات بعيدة أو قريبة مع التنظيميين الإرهابيين " داعش " و " جبهة النصرة ".

العملية الإرهابية التي حدثت في ملهى ليلي وأودت بحياة 39 قتيلًا بإسطنبول، ولا يزال البحث مستمرًّا فيها عن " القاتل "، سبقتها عملية اغتيال السفير الروسي بأنقرة، لكن لم يتمكن الفاعل من الفرار، وتم تصفيته في موقع الجريمة، وفي برلين لا يختلف الحال عن أنقرة، فالإرهابي الذي دهس أشخاصًا في ألمانيا مازال هاربًا حتى الآن.

المخاوف الأمنية من أسلوب الذئاب المنفردة لا يقتصر على سهولة انتشارها وتنوعها، لكن هناك صعوبة في تعقب منفذيها.

ما هو سبب استخدام أسلوب الذئاب المنفردة ؟

أدى انحسار البقعة الجغرافية التي يستولي عليها إرهابيو " تنظيم داعش " في سوريا والعراق منذ بدء العمليات العسكرية ضده, وتداعي إمبراطوريته النفطية إلى إحداث تغيير كبير في استراتيجيات المواجهة وتكتيكات القتال لدى " التنظيم ". كان من بين تلك التغيرات دعوة " التنظيم " في مايو الماضي اتباعه بالقيام بعمليات فردية ضد الدول التي تشارك في الحملات والتحالفات العسكرية ضده. وردّا على تلك الدعوة شن أفراد موالون أو متأثرون بفكر " التنظيم " هجمات فردية في عدة دول وهو ما يُعرف بنمط " الذئاب المنفردة ".

إذاً من هم الذئاب المنفردة ؟

كانت بداية هذه الخلايا عام 2009 في ساحة التايمز سكوير في نيويورك عندما قام فيصل شاه زاد الباكستاني المولد  البريطاني الجنسية بمحاولة تفجير سيارة مفخخة , وكذلك في محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بتفجير عبوة على متن طائرة اميركية متجهة من امستردام الى الولايات المتحدة عشية اعياد الميلاد, وعملية المجند الاميركي من اصل عربي نضال حسن الذي اطلق النار على زملائه في قاعدة فورد العسكرية في الولايات المتحدة في نفس العام.

وعليه فالذئاب المنفردة ... هم أفراد ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، وقد يكونون ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قِبَل قيادة أي تنظيم إرهابي، لكن غالبًا ما تخضع العمليات الكبيرة والمؤثرة لـ " الذئاب المنفردة " لتخطيط وتوجيه من " تنظيم داعش ". حيث استغل " داعش " استراتيجية " الذئاب المنفردة " لينفذ عددًا من العمليات الكبرى في قلب الدول الغربية والعربية؛ كان من أبرزها :

1ـ تفجيرات بروكسل :

نفذ موالون لـ«داعش» سلسلة من الهجمات في العاصمة البلجيكية، استهدفت مطار بروكسل ومحطات للقطار يوم 22 آذار مارس 2016، وأدت إلى مقتل حوالي 34 فردًا وإصابة العشرات.

2 – سلسلة هجمات باريس :

 في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2015، التي راح ضحيتها 130 فردًا، ثم الاعتداء على ضابط شرطة ورفيقته على يد شخص مؤيد لـ " داعش " في 14 حزيران يونيو 2016، بينما يعد هجوم شاحنة " نيس " ، الذي تبناه " تنظيم داعش "، يوم 14 تموز يوليو 2016، الأعنف بعد تفجيرات باريس، حيث استخدم المهاجم وهو من أصل تونسي تكتيكًا جديدًا وهو الدهس بشاحنة ضخمة مع إطلاق النار، وأدى ذلك إلى مقتل نحو 84 شخصًا وإصابة العشرات.

3 – قطار ألمانيا :

نفذ طالب لجوء أفغاني، 17 عامًا، موالٍ لـ " داعش " عملية طعن من خلال مهاجمته إحدى القطارات الألمانية يوم 18 آيار مايو 2016؛ مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص.

4- هجوم باردو :

استهدف ثلاثة تونسيين موالون لـ " داعش "، متحفًا " باردو " في تونس يوم 18 آذار مارس 2015؛ مما أدى إلى مصرع أكثر من 20 فردًا وإصابة 50 آخرين؛ مما وجه ضربة قوية للقطاع السياحي التونسي.

5 - مسجد الصادق في الكويت :

وقع الهجوم في 26 حزيران يونيو 2015 وتبناه " تنظيم داعش "، وقتل فيه 28 شخصًا وأصيب أكثر من 200 معظمهم مواطنون كويتيون. نفذ الهجوم مقاتل سعودي الجنسية بمساعدة أفراد آخرين كويتيين تابعين للتنظيم.

6 - تفجيرات السعودية :

فجر أحد أتباع " داعش " نفسه في مسجد قوات الطوارئ بمدينة " أبها " السعودية يوم 6 آب أغسطس 2015، ونتج عنه مقتل 15 فردًا وإصابة آخرين، وقبل ذلك تبنى " التنظيم " تفجيرًا انتحاريًّا استهدف في آيار مايو 2015 مسجدًا في بلدة " القديح " شرقي المملكة، وأوقع 21 قتيلًا و123 جريحًا.

من المُلاحظ في ما سبق, أن أوروبا كانت مسرحًا لعمليات " الذئاب المنفردة "، إذ تُشارك غالبية حكوماتها في التكتلات العسكرية لمواجهته بسوريا والعراق وليبيا، ومنه لجأ " تنظيم داعش " إلى إرباك تلك الحكومات ومحاولة الضغط عليها للانكفاء على ذاتها وفكّ ارتباطها الاستراتيجي المرحلي بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أو الدفع بتعزيز حالة التخوف من المهاجرين والإسلاموفوبيا، ما يدفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفًا تزيد من حوادث العنصرية وخلق بيئة تقذف بالعديد من الناقمين على هذه السياسات، ومن ثم تتسع الحاضنة الشعبوية لمثل تلك العمليات الإرهابية، بوجود منفذين جدد لم يخضعوا قبل لذلك لرقابة أجهزة الأمن والاستخبارات بالعواصم الأوروبية.

وبتشريح عمليات " الذئاب المنفردة "، نجد أنها توزعت على عواصم عدة، هدفت في خطها الاستراتيجي معاقبة التكتلات السياسية؛ كالاتحاد الأوروبي في بروكسيل، وكذلك الدول كلٌّ على حدة، وهو ما يتضح في هجمات فرنسا وألمانيا. ومن هذا الخط الاستراتيجي تعاظم بنك أهداف " تنظيم داعش " وذئابه المنفردة ليشمل دولًا إضافية، احتلت تركيا المراتب الأولى لأهداف " التنظيم ".

يرى مراقبون, إن التغيير في نوعية المواجهة والصراع مابين " القاعدة " وخصومها، تحول الى مواجهات إستخباراتية غير تقليدية، تستخدم فيها التكنولوجيا والتقنية الحديثة. لذا شهد جيل القاعدة الثالث سرعة بالحركة ومرونة بالتنقل بعد استغلاله التكنولوجيا الحديثة وعولمة الاتصالات.

حيث أن الذئاب المنفردة تمثل تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن والأستخبارات خاصة في الولايات المتحدة واوربا، لانها خلايا غير هرمية وغير تقليدية يمكن التوصل اليها من خلال تورط احد عناصرها. ويجمع الباحثون بأن الخطب والمنشورات والصور المروعة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وشبكات الإنترنت عن الضحايا او انتهاكات حقوق الانسان تمثل مادة جيدة لشحن مثل هذه الخلايا، بأتجاه تنفيذ عمليات انتقامية وانتحارية فردية في مجتمعاتهم.

خاص جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا