خاص جهينة نيوز
بدء ينجلي الغبار عن ما زعم الاعلام الأمريكي بأنه رد إسرائيلي على الضربة الإيرانية القاسية على قواعد الاحتلال الصهيوني, وتبين أن الاحتلال الاسرائيلي قصف رادارات في سورية تكشف الاجواء الاردنية بواسطة صواريخ من الجولان السوري المحتل.
وتسللت طائرة على علو منخفض الى الاراضي العراقية لتطلق صاروخ واحد من طراز بوباي مداه 80 كلم (صناعة تركية اسرائيلية) ليسقط على بعد 100 كلم من الحدود الإيرانية أي انه لم يكن يستهدف حتى الحدود الايرانية بل قربها ,ليصار لاحقا الى تحليق مسيرات صغيرة يعتقد أنها أطلقت من داخل إيران عبر عملاء للاحتلال فمن المستبعد أن تكون أطلقت من إقليم كردستان العراق (وهو ما سيتم اكتشافه حين ينتهي فحص هذه المسيرات وتعلن إيران عن ذلك رسمياً) ولكن المدهش في الأمر هو أن كيان الاحتلال الاسرائيلي لم يعلق مطلقاً على الامر ولم يتجرأ على تبني ما حدث وبل عمم على سفاراته حول العالم بعد التعليق على الحادث.
في قراءة للأحداث يبدو أن الإسرائيلي كان ينوي إحداث انفجار قرب الحدود الايرانية بالتوازي مع اطلاق المسيرات التي سترغم الايراني على اطلاق النار وسماع دوي انفجارات داخل إيران ليتم بعدها البدء بحملة اعلامية بان هناك رد اسرائيلي قادر على إقناع عملاء الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة بهذا الأمر بأن سيدتهم اسرائيل تملك زمام مبادرة في الصراع مع إيران إن حدث, والطريف في الأمر أن وزير خارجية إيطاليا كان عراب الحملة الاعلامية فقد حدد موعد الرد الإسرائيلي بنهاية الأسبوع أي يوم الجمعة, ولاحقا أعلن أن الاسرائيلي أبلغ الامريكي قبل ساعة من الضربة أي أن وزير خارجية إيطاليا علم بالرد الامريكي قبل الأمريكي نفسه المعني بالأمر, وبغض النظر عن تبادل الأدوار المكشوف يبقى السؤال لماذا لم يتبنى الاحتلال الاسرائيلي الهجوم المزعوم ..؟ هل يخاف الاسرائيلي من استفزاز إيران إعلاميا ما يدفعها للرد على الاحتلال الإسرائيلي بضربة على ضربة لم تحدث أصلاً..؟ ولماذا لم يرد الاسرائيلي بضربة توازي الضربة الإيرانية أي عشرات المسيرات والصواريخ ..؟
هل يملك العدو الصهيوني إمكانية الرد ..؟
في الحقيقية يملك الكيان الصهيوني القدرة على الرد بشكل مباشر من فلسطين المحتلة عبر الطيران المقاتل المرفق بصهريج طائر وقصف أهداف عن بعد دون دخول الاراضي الإيرانية أو عبر صواريخ اريحا-2 وربما يمكن اختبار صواريخ أريحا-3 الجديدة وكذلك من الممكن الرد عبر طيران مسير وستقدم واشنطن للاحتلال مثل هذه الأداة كما قدمتها للأوكران ببطاريات مركبات المريخ الفضائية, فضلا عن إمكانية الرد على إيران انطلاقا من حليفها في آسيا الوسطى أذربيجان, وبالتالي لا شئ يمنع الاحتلال من الرد سوى (( الخوف )) فكيان الاحتلال الاسرائيلي يملك جميع مقومات الرد التقنية والتكنولوجية و جميع وسائل الرد وجميعنا يدرك أن اسرائيل قصفت سورية عبر الاجواء الاردنية عدة مرات وكذلك قصفت الحدود السورية العراقية عدة مرات عبر الاردن دون أي احتجاج أردني فالأجواء الأردنية مفتوحة للإسرائيلي على عكس ما يزعم الاردن والأجواء العراقية تحت السيطرة الامريكية وحتى أذربيجان المزود الرئيسي للاحتلال بالوقود عبر تركيا أراضيها تحت خدمة الاسرائيلي فلا يمكن للإسرائيلي أن يقول أنه غير قادر على الرد علماً بأن مسؤوليه وقادته ومنذ عشرين عاماً يهددون بقصف إيران وضرب المفاعل النووي الإيراني ويناطحون طواحين الهواء في الإعلام ولكن ها هي إيران ضربتهم فأين تهديداتهم.
معوقات الرد في حال تبادل الضربات
الكلفة المالية بالحد الادنى نسبتها 1 من إيران أكثر من 50 من كيان الاحتلال الاسرائيلي وبل أكثر بكثير جداً, فكلفة ليلة دفاع جوي للاحتلال كانت 1.3 مليار دولار في مقابل مبالغ زهيدة جداً من إيران خلال الضربة الايرانية للاحتلال علماً بأن الدفاع الجوي الإيراني وإن كان ضمنه اس-300 الروسي ولكن غالبية وسائل الدفاع الجوي الإيرانية ذاتية الصنع وكلفتها لا تقارن بالسلاح الأمريكي.
المساحة الجغرافية وعدد السكان تجعل الضربات بغض النظر عن الهدف (بنية تحتية – مفاعل نووي – هدف عسكري) لصالح إيران فتدمير محطة كهرباء في إيران أو منشأة نفط لا تؤثر على إيران بقدر تأثير تدمير محطة غاز أو محطة كهرباء للاحتلال فإيران دولة مصدرة للكهرباء والوقود والبترول.
نجاح العملية: نسبة للضربة الإيرانية السابقة فالنجاح الإيراني مضمون وبل الضربة الثانية أكثر مضمونية في حين من غير المعلوم نسبة نجاح الضربة الاسرائيلية نسبة لبعد المسافة فضرب هدف بواسطة الطيران قد يواجه كمين جوي يوقع الاحتلال في ورطة وأما الضربة الصاروخية تحتاج الى فتح ثغرة في الدفاع الجوي كما فعلت إيران بالطائرات المسيرة وبالتالي سيكون هناك كلفة عالية لأي رد إسرائيلي نسبة لبعد المسافة ولضمان الحصول على نتيجة يجب توجيه ضربة واسعة توازي الضربة الإيرانية أو أكبر منها.
الجانب الإعلامي: في حال توجيه ضربة إيرانية ثانية وبحسب مسؤولين إيرانيين لن تكون كسابقتها التي كان الهدف منها إفهام الاحتلال بعدم وجود مكان لا يمكن الوصول اليه في فلسطين المحتلة وبالتالي الرد الإيراني الثاني قد يكون بسلاح أكثر حداثة وفي مكان يمكن تصويره ورصده ودون إنذار مسبق وهو ما سيمنع الاحتلال من القيام بحرب إعلامية للتقليل من شأنه و بل سيحرج حلفاء الاحتلال الإسرائيلي ويصبح الجانب الإعلامي لصالح إيران وحلفائها و يوقع الامريكي والاسرائيلي معا في ورطة لا يمكن الخروج منها.
في نتائج ما حدث
كما فعلت إيران سابقاً أثبتت انه لا وكلاء لها في المنطقة وهي من يرد على من يستهدفها أو يستهدف مصالحها وهي لا تقاتل أي طرف في المنطقة عبر حلفائها علماً بأن الاسرائيلي والامريكي نفسه يدركون ذلك فحجز ناقلة نفط تنقل النفط الإيراني إلى سورية في اليونان قوبلت بحجز ناقلتين واستهداف ناقلات نفط إيرانية في البحر الاحمر قوبلت باصابة سفن اسرائيلية في المحيط الهندي والخليج واستهداف مصالح إيرانية في سورية قوبل باستهداف مواقع إسرائيلية في كردستان العراق, ولكن يبدو أن ما حدث مؤخرا محاولة لاختبار قدرات الصواريخ الايرانية بهدف تبادل ضربات يمكن لاسرائيل صدها عبر تحالف اقليمي ولكن فشل الاستفزاز وفشل المشروع وبل بدأت معادلة ردع جديدة في المنطقة تؤسس لمرحلة جديدة تماما.