نشرت ثلاث وسائل إعلام غربية مساء يوم أمس تسريبات متزامنة من شأنها دفع العالم الى الحرب النووية الحقيقية , والبداية كانت من نيويورك تايمز التي قالت إن بايدن وافق على قيام نظام كييف بضرب العمق الروسي بصواريخ اتاكماز لتتلوها وكالة وكالة رويترز بنبأ إن أوكرانيا تستعد لضرب العمق الروسي خلال الايام القادمة , ولم تمض ثوان حتى كان الخبر الثالث على صحيفة لوفيغارو بأن لندن وباريس وافقتا على قيام نظام كييف بضرب العمق الروسي بصواريخ ستورم شادو وسكالب, علماً بأن مثل هذه الخطوة فيما لو نفذت لا يمكن إعتبارها سوى تمهيد للضرب النووي..؟
ماذا يعني ضرب العمق الروسي ولماذا هو خطير ؟
تمتلك روسيا ما يسمى بالثالوث النووي واي ضربات على العمق الروسي قد تؤذي الثالوث النووي وبالتالي تؤذي الدرع النووي الروسي الذي يمنع الحرب العالمية أو نظام الدفاع الصاروخي الروسي او الانذار المبكر الروسي, وبالتالي مثل هذه الضربات على العمق الروسي هي مقدمة لشن هجوم نووي واسع على روسيا وهو ما لا يمكن لروسيا أن تقبل به علماً بأن شن مثل هذه الهجمات تحتاج الى تدخل مباشر من الادارة الامريكية لتوجيه الصواريخ وإعدادها فمثل هذا الامر هو إعلان حرب ضد روسيا من قبل ثلاث دول نووية وبكون هناك دول على قائمة أعداء واشنطن فهو أيضا تمهيد لهجوم على الصين وكوريا الديمقراطية وإيران فضرب العمق الروسي عمليا ارغام خصوم واشنطن على التنسيق المباشر وبل التحالف وإن كان غير معلن.
هل تملك واشنطن القدرة على شن هجمات واسعة ضد روسيا إنطلاقا من أوكرانيا..؟
عمليا قبل أيام تم شن هجوم واسع النطاق بالطيران المسير بعيد المدى ضد روسيا واسقط الدفاع الروسي في محيط موسكو أكثر من 30 طائرة مسيرة ولكن لا يمكن المراهنة على نجاعة الدفاع الجوي فقد يكون الهجوم لاختبار الدفاعات الجوية الروسية وإغراقها لاحقا بالطيران المسير والصواريخ المجنحة وبالتالي الهجوم على العمق الروسي مهما كان يجب أن يؤخذ على انه هجوم واسع حتى لو شارك به خمس طائرات فقط اي ان وسائل الهجوم متاحة.
هل واشنطن جادة بتهديد موسكو..؟
من المؤكد ان الجيش الاوكراني بحاجة الى شد عصبه ولاسيما ان معنويات الجيش في الحضيض على اثر تداعي الجبهة وهزيمة كورسك وانتخاب ترامب الذي يريد قطع الدعم العسكري عن أوكرانيا وطرح مثل هذه التسريبات لاهداف الحرب النفسية امر ممكن ولكن من المرجح أن الامر أكبر من ذلك ففي كورسك القوات الاوكرانية محاصرة ويتم التخلص منها وعلى محاور القتال الجبهة تتداعى بشكل واسع ومهددة بالانهيار القريب والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بعد ضربات يوم أمس أصبحت في حكم المنهارة أو التي على وشك الانهيار حيث اعلن رسميا عن قطع التيار الكهربائي في عموم أوكرانيا أكثر من 12 ساعة اليوم وعليه فإن قطاع الطاقة يتداعى وقد يحتاج الى ضربة واحدة فقط حتى ينهار وتنهار الدولة الاوكرانية وعلى واشنطن الاختيار اما الاعتراف بالهزيمة او التدخل المباشر, وكذلك في أوروبا نهاية العام الحالي ينتهي عقد امداد الغاز الطبيعي الروسي عبر أوكرانيا على ابواب الشتاء وفرضت موسكو قيود على تصدير الوقود النووي الى الولايات المتحدة وعليه فإن هذه التسريبات يجب أن تؤخذ على محمل الجد ولا يمكن الاستهانة بها.
ماهو رد الفعل الروسي..؟
من الجدير ذكره ان موسكو تدرك بانها ستصل الى هذا التحدي وقد طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاث نقاط رئيسية لمثل هذا التحدي:
تعديل العقيدة النووية الروسية وقد أصبحت أمر واقع وإن لم تنشر حتى الآن رسميا ولكن تم تسريب بعض منها
ضرب اهداف للناتو بشكل مباشر ولن تتجرأ واشنطن على الرد وهو خيار مرتقب
المعاملة بالمثل عبر تزويد طرف ثالث بسلاح نوعي لاستهداف المصالح الأمريكية وهناك الكثير من الاطراف المستعدة لضرب المصالح الامريكية وفعليا اعلنت موسكو انها سلمت شيئا ما لجهة خارجية لم تكشف طبيعته, ولكن في جميع الاحوال فإن ما تم تسريبه بشكل متزامن هو قرار سياسي فلايوجد إعلام حر في الغرب بل جميع وسائل الإعلام هي عبارة عن أدوات حرب ونحن في سورية ندرك ذلك تماما وهذه التسريبات تمت بقرار من اصحاب القرار