الاغتيالات والجرائم ضد الانسانية وقتل الاطفال والجرائم الامريكية الاسرائيلية تثير الكثير الكثير من الغبار لاخفاء ما يحدث على الأرض ولكن رغم ذلك وفي غزة وهي منطقة محاصر براً وبحراً وجواً يتحدث الإعلام الاسرائيلي وجيش العدو تارة عن القضاء على كتائب حماس (تسمية العدو لـ كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية) ثم تارة أخرى يقول حماس أعادت بناء نفسها من جديد في مناطق مدمرة خالية من السكان فكيف حدث ذلك..؟ وهل تحققت اسطورة طائرة الفينيق (العنقاء) الذي يخرج من الرماد أم أن المصطلح ليس أكثر من جزء من الحرب النفسية و البروباغندا الإسرائيلية لتبرير الفشل..؟
وإذا كان نتنياهو قضى على ما يسميه كتائب حماس لماذا هو نفسه الذي يقول حربنا حرب وجودية وحرب مصير أي انه يدرك ان كيان الاحتلال إذا خسر الحرب هذه المرة مصيره الزوال وبل ترك مصير عشرات الاسرى مجهولاً و قتل بعض اسراه في سابقة تاريخية وبل أصبح يضحي بالجنود في لبنان كي لا يخسر دبابات بعد ان كان الجندي لعشرات السنوات اهم من عشرات الدبابات.
وأكثر من ذلك في تصريحات مسؤوليين أمريكيين قالوا لوسائل إعلام أمريكية انه لولا الدعم الامريكي لانهارت اسرائيل من الأشهر الأولى للحرب (قدمت واشنطن أكثر من 107 سفن سلاح وذخائر و500 طائرة اسلحة بشكل عاجل لم تحتمل ايصالها بالبحر فنقلت جواً) وطبعا هذا الامر تحقيقه صعب اذا توسعت الحرب.
ويشار إلى انه ورغم التدمير وقصف غزة بما يعادل خمس قنابل ذرية لاتزال غزة صامدة ولايزال الجزء المتعلق من طوفان الاقصى في غزة لم ينتهي بعد ودليل ذلك هو الصواريخ التي أطلقت من غزة اليوم على تل أبيب في ذكرى طوفان الاقصى السنوية رغم العمليات الاسرائيلية الاستباقية ورغم أن طيران التجسس لم يغادر سماء القطاع لإفشال مثل هذه الضربة منذ ثلاث ايام تحسبا لهذا اليوم, والتي تؤكد أن جل ما حققه قاتل الاطفال الاسرائيلي هو صفر انجاز عسكري والانجاز العسكري الوحيد الذي حققه الصهيوني في غزة نفذه الامريكي وقام بتركيب رصيف عائم بحجة مساعدات انسانية لاجله وهو تحرير عدة اسرى ولكن لايزال أكثر من 100 اسير بيد المقاومة و لاتزال المقاومة هي المسيطرة على الارض وهي النقطة الاخيرة في نهاية السطر, ولكن لماذا يقول نتنياهو إن المعركة معركة وجود..؟
ومن الجدير ذكره ان ايصال المتطرفين الصهاينة الى الحكم في الكيان الصهيوني هو مشروع أمريكي وعودة الحديث عن دولة اسرائيل من الفرات الى النيل (رغم اتفاق كامب ديفيد) خلال السنوات الاخيرة الفائتة ليس لاسباب دينية توراتية بل لحاجة أمريكية ملحة و لاسيما بعد انهيار داعش فمصلحة واشنطن تقضي بالسيطرة على المنطقة من قناة السويس الى حدود الناتو في تركيا وفشل داعش أعاد الاحتلال للواجهة كي يقوم بالعملية بنفسه بعد ان كان يراد ان يدير الحروب لتحقيق غايته ومن غير ذلك لن تتمكن واشنطن من محاصرة طريق الحرير الصيني والنفوذ الصيني في منطقة الخليج و لاسيما ان غالبية الصادرات النفطية الى الصين والسيطرة على غاز المنطقة الغير مستخرج حتى الآن, وما يؤكد ذلك ان الحرب على سورية لم تنتهي بعد من الجانب الأمريكي والغربي من خلفه رغم القضاء على داعش وتحرير غالبية الاراضي السورية ورغم فشل المشروع الأمريكي في سورية, فما يحدث بالنسبة للامريكي استراحة محارب في سورية ولم يكن نهاية حرب, والحروب القائمة كانت مقررة مسبقاً ولم يكن طوفان الاقصى سوى استباق للحرب, وبعد عام على الطوفان ونسبة لما سبق أمام العدو ثلاث خيارات فقط :
اما قبول الواقع الحالي وحرب الاستنزاف اللانهائية حتى ينهار من الداخل
أو تصعيد الحرب الى حرب اقليمية وعندها سيكون طوفان غزة جزء صغير جداً من الطوفان القادم ومن الذي قد يحدث على باقي الجبهات وقد لا تكون واشنطن قادرة على تزويد الكيان بالسلاح كما حدث سابقاً إذا توسعت الحرب.
او طلب وقف اطلاق النار وبالتالي لن يتم الحديث مرة أخرى عن تطبيع سعودي اسرائيلي او ناتو عربي اسرائيلي ولن تكون إسرائيل هي اليد العليا في المنطقة وسيبدأ الانحسار الأمريكي من المنطقة في ظل تغيرات اقتصادية وسياسية ومالية عالمية غير مسبوقة وحينها سينقطع الدعم الامريكي عن هذا الكيان ويزول تدريجيا لانه فشل في تحقيق المصالح الامريكية ولكن المؤكد ان خيارات بقاء الكيان انتهت.
ويوما ما سنكتشف أن ما حدث هو استغلال للتغيرات التاريخية في العالم والطريقة الوحيدة للقضاء على كيان يملك السلاح النووي, بانتظار الاحداث القائمة ولكن الشئ المؤكد والكلمة الوحيدة الصادقة التي قالها نتنياهو أن معركة الكيان هي معركة وجود وسيخسرها.