منذ العدوان على العراق في العام 2003 والكيان الصهيوني يهدد بإستهداف البرنامج النووي السلمي الايراني, ومنذ ما قبل الاتفاق النووي يهدد ومنذ ما بعد الاتفاق النووي وحتى الامس القريب قبيل طوفان الاقصى.
وكل عام عشرات التهديدات بضرب المفاعل الايراني وكانت الفرصة سانحة لكيان الاحتلال الاسرائيلي بعد الرشقة الصاروخية الايرانية الاولى ولكن لم يستهدف أي منشأة إيرانية وجاءت الفرصة السنحة الثانية بعد الضربة الصاروخية الايرانية المذلة التي حدث أمام أعين سكان المنطقة أجمع, ولم يفعل ذلك علماً بأنه يملك الوسائل والحديث عن عجز (اسرائيل) عن تدمير منشأة نووية في إيران كذب فهي قصفت اهداف في اليمن ابعد من المنشآت الإيرانية وخلال إغتيال سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله كشفت عن سلاح أمريكي خارق لتدمير التحصينات, فلماذا تفوت الفرصة..؟ هل الامر أخلاقي من المؤكد أنه لا أخلاق لمن قتل 12 الف طفل بدم بارد في غزة وقصف المشافي والمدارس والجوامع وتجمعات النازحين فلا شئ يمنعه من ضرب منشأة نووية سوى الردع العسكري فقط ولا غير..؟
واما الولايات المتحدة التي لا تكف عن الصراخ بخصوص ما تسميه فائض الانتاج الصيني فقد وصلت فرصة ليدها لقطع البترول عن الصين حيث أن إيران أكبر مورد نفطي للصين من منطقة الخليج وغالبية البترول المصدر من الخليج يذهب للصين والصراع بين إيران والكيان الصهيوني يخدم تماما الاهداف الامريكية وأكثر من ذلك يخدم صناعة النفط في الداخل الامريكي فالولايات المتحدة تعتبر حاليا مصدر للنفط وليست مستورد, فلماذا لم تدفع الكيان الصهيوني لاستهداف البنية التحتية للطاقة في إيران..؟
في الحقيقة لو أن الضربة الايرانية الأولى لم تصب اهدافها وتؤلم العدو بشدة لكان الرد الاسرائيلي بعد الضربة بدقائق قليلة ولو أن الضربة الثانية لم تكن أكثر من مؤلمة لما تحمل الاسرائيلي الاذلال الذي حدث حيث شاهد سكان الشرق الاوسط الصواريخ الايرانية تنهال على مواقع العدو وشاهدو أيضاً فشل الدفاعات الامريكية في الاردن وفي كيان الاحتلال الاسرائيلي بإعتراض الصواريخ والاهم كانت الاهداف في مناطق يمكن رصدها ولا يمكن لأي وسيلة إعلامية تكذيب الانفجارات داخل القواعد العسكرية الاسرائيلية ويبقى السؤال ماذا حدث ..؟
الضربة الايرانية الأولى كانت رسالة حيث تم فتح ثغرة في الدفاعات الجوية لاسرائيل والناتو الاردن والاسطول الامريكي معا بواسطة الطيران المسير لتصل الصواريخ الايرانية القديمة نسبياً الى أهدافها في أكثر منطقة محصنة جويا في العالم وهي محيط مفاعل ديمونة وتم رصد الصواريخ الايرانية تنهمر على قاعدتين عسكريتين على الاقل ولكن شن الامريكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة للتقليل من شأن الضربة الايرانية وتم اصلاح مدرجات الطيران بزمن قياسي ولم ترد اسرائيل بضرب الاراضي الايرانية فالكواد كبتر التي زعم الاحتلال انها رده اطلقت من قبل عميل داخل إيران وحمولة مثل هذه المسيرة لا تتجاوز قنبلة يدوية, فهل الرد على الصواريخ التي دمرت قاعدة عسكرية بقنبلة يدوية.؟ من المؤكد ان الرسالة الايرانية وصلت ولم يتم الرد على إيران لان الصواريخ اصابت اهدافها.
الضربة الايرانية الثانية تم فتح طريق للصواريخ الايرانية بصواريخ إيرانية متطورة تنفجر في السماء وتطلق رؤوس عنقودية متشضية, وتعتبر الضربة الايرانية ضربة مذلة استهدفت النفوذ الامريكي في المنطقة قبل الاحتلال الاسرائيلي وعدم الرد عليها انتحار مثل الرد عليها, وكانت ضربة ذكية جدا , ففي حال انكر الاسرائيلي ان الضربة تم صدها سيكون مثار للسخرية لان كامل المنطقة شاهدتها, ولهذا وللتقليل من شأن الضربة تم عرض اثار مباني تضررت اما بفعل صاروخ إيران تكتيكي اطلق حممه من السماء لاستهداف الدفاعات الجوية الاسرائيلية او بفعل صواريخ الدفاع الجوي الاسرائيلي وثم تحدث وزير الحرب بان ايا من طائراته لم تصاب, ولكن لم يتم عرض اي صورة للفوهات البركانية التي يتسبب بها الصاروخ الايراني في مكان سقوطه فأي عسكري يدرك ان صواريخ بحجم الصواريخ التي اطلقت وهي متوسطة المدى والتي شاهدها العالم تدك القواعد العسكرية الاسرائيلية حتى لو كانت بدون رأس حربي لتركت فوهة بركانية هائلة نتيجة حجم الصاروخ فكيف الامر وشاهدنا بأم العين الانفجارات الهائلة..؟ من المؤكد أن الاسرائيلي يخفي خسائره ليقلل من حجم الرد فقط لا غير وهو ما يؤكد أن الضربة الثانية أكثر شدة من الأولى.
ولكن يبقى السؤال ماذا لو تجرأت إسرائيل وشنت ضربة ضد إيران وردت إيران بعملية الوعد الصادق-3 بضربة مزدوجة أي تفتح طريق للصواريخ بالصواريخ ثم تطلق الصواريخ الاقل حداثة والمسيرات في الضربة الثانية..؟ أو ماذا لو أطلقت رشقة من صواريخ فتاح-1 الصاروخ الذي اذهل المراقبين حين انقض على هدفه بسرعة فائقة, من المؤكد ان النتيجة ستكون كارثة للاحتلال ولهذا السبب فقط تتريث اسرائيل بالرد بعد أن اطلقت عشرات التصريحات بان اي قصف ايراني الرد سيكون عليه فوري.
في النهاية وجب التذكير بان الضربة الايرانية الاخيرة أكثر من مذلة للاسرائيلي والامريكي والمصالح الامريكية وعدم الرد عليها إنتحار ويبقى السؤال هل سيتجرأ الامريكي قبل الاسرائيلي على الرد..؟.