رسمياً أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن نيتها نشر نظام الدفاع الصاروخي متوسط المدى ثاد على الاراضي الفلسطينية المحتلة لحماية كيان الاحتلال الصهيوني من ضربة إيرانية مرتقبة في حال اعتدى كيان الاحتلال الصهيوني على إيران ويبقى السؤال لماذا هذا القرار.
أولاً:- ما يمكن فهمه من هذا القرار أن كيان الاحتلال الاسرائيلي غير قادر على الدفاع عن نفسه.
ثانيا:- يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت الحرب بشكل رسمي, فمحاولة إعتراض الصواريخ الايرانية من الاردن ومن البحر تختلف عن تأمين الحماية لكيان الاحتلال الصهيوني بشكل استباقي ليهاجم إيران.
ثالثا:- هذا إعتراف رسمي غير معلن بأن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة مؤلمة في مواقع الاحتلال.
رابعاً:- يعني أن الولايات المتحدة تشجع كيان الاحتلال الاسرائيلي على شن ضربة ضد إيران وتسعى لتوسيع الصراع في المنطقة.
خامساً وهو الأهم أن مشروع القضاء على الوجود الفلسطيني مشروع أمريكي فجميع ما تقوم به الولايات المتحدة من اليمن الى الاراضي الفلسطينية المحتلة له هدف واحد وهو منع وقف اطلاق النار في غزة ومنع نصرة أهل غزة والضفة.
حماية أصغر منطقة جغرافية بأعقد شبكة دفاع صاروخي
وجب التنويه الى أن نظام ثاد لن يكون الوحيد الذي سيحاول تصيد الصواريخ الإيرانية فهاك الدفاعاات الصاروخية الامريكية في الاردن وفي كيان الاحتلال الاسرائيلي يوجد نظام مقلاع داوود ونظام حيتس فضلا عن الدفاع الصاروخي الموجود على البوارج الامريكية شرق المتوسط, ويضاف اليها الطائرات الحربية الامريكية والاسرائيلية والفرنسية والبريطانية الموجودة في المنطقة والانذار المبكر المنتشر في جميع دول المنطقة , فما يحدث هو أعقد شبكة اصطياد صواريخ في العالم لأصغر منطقة جغرافية تمتد من حيفا الى يافا , فمن المؤكد أن نظام ثاد سيقوم بحماية وبل تعزيز حماية الاهداف الحيوية التي في حال قصفت ستنهار الدولة العبرية أو ستدفعها لوقف الحرب , ومن المستبعد ان تحمي القواعد الجوية في النقب بكون اصلاحها السريع أقل كلفة من حمايتها مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه في النقب يوجد دفاعات جوية أمريكية مسبقة.
ماذا يمكن ان تفعل ايران..؟
عمليا نجحت إيران مرتين بخرق الدفاعات الجوية والصاروخية لكيان الاحتلال الصهيوني ولقوات الناتو في الاردن معززة بإنذار مبكر في كامل دول المنطقة ودفاعات الاساطيل الامريكية مرتين وضربت أهدافها بدقة منعت الاحتلال من عرض صور من مكان الضربات الايرانية ومن المؤكد أن ما قامت به إيران ليس كل ما في جعبتها فخلال الضربة الاخيرة استعملت صواريخ رأسها ينفصل عن الصاروخ الناقل ولم تكشف عن جميع الرؤوس التي تملكها ولكنها ضربت دفاع صاروخي, وبغض النظر عن ما تخفي إيران فإن فإن ذات الضربة الأخيرة اذا تكررت واستبقتها إيران برشقة من الصواريخ القديمة فإنها سوف تستنزف الدفاعات الصاروخية وغالبا ستحقق ذات الأهداف, أو سيكون عليها مهاجة نظام ثاد الامريكي بصواريخ مثل فتاح-1 وخيبر شكن خلال توجيه الضربة الصاروخية.
هل يمكن أن يحصل توازن رعب مع إيران..؟
تكمن قوة إيران بمساحتها وعدد سكانها فتبادل الضربات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي مهما كان مؤذي لإيران لن يكون بمثابة الأذى الذي سيلحق بالكيان المحتل ولكن في حال خففت إسرائيل من تأثير الضربات الايرانية وحماية المواقع الاستراتيجية سيمكنها الرد على إيران وتوجيه ضربات شبه يومية وخصوصا ان الغرب زودها بصهاريج طائرة تكفي للهجوم بـ 100 طائرة حربية أي بحمولة تزيد عن 500 طن متفجرات واسلحة , ولكن وجب التنويه أن الكيان الصهيوني حتى الساعة لم يختبر الدفاعات الجوية الايرانية وعليه يمكن القول أن الخطوة الأمريكية خطوة يائس ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي الى خلق توازن على العكس من ذلك ستسدعي تدخل أطراف أخرى من خصوم واشنطن لدعم إيران.
ماذا لو لم يكن المستهدف إيران..؟
بكون التصعيد مع إيران إنتحاري من غير المستبعد أيضا أن يكون نشر نظام ثاد خوفا من صواريخ باليستية لحزب الله وصواريخ القوات اليمنية ايضاً, فبعد عدة ضربات من حزب الله توقف الاحتلال من طرف واحد عن استهداف الضاحية الجنوبية لثلاث أيام وربما نشر الصواريخ الاعتراضية قد يكون له علاقة بالتصعيد في لبنان ولكن العدو الذي فشل في غزة بعد عام من التدمير الهمجي لن ينجح في لبنان, وعليه يمكن القول أن لنشر منظومة ثاد ربما الكثير من الاهداف لكن الهدف الرئيسي هو توريط نتنياهو أكثر في الحرب والقتال حتى آخر يهودي كما يقاتلون في أوكرانيا حتى آخر أوكراني فقط لاجل المصالح الامريكية الضيقة.