التهويل والتضليل شمال سورية وجنوبها  بقلم : نذير جعفر

الأحد, 2 نيسان 2017 الساعة 01:15 | مواقف واراء, كتاب جهينة

التهويل والتضليل شمال سورية وجنوبها  بقلم : نذير جعفر

دمشق-خاص:

لم تكن الحرب العدوانية لتتوقف في الشمال أو في الجنوب, في الساحل أو الداخل, في السهل أو البادية, فسورية كل سورية مستهدفة أرضاً وشعباً وقيادةً وتاريخاً وحضارةً.  تلك الحقيقة لا تغيب عن عيون أي مواطن سوري غيور على وطنه وأمنه وسلامته. وما يتم الترويج له والتهويل بآثاره والتعويل على نتائجه من مشاريع تقسيم و«كانتونات» إثنية أو جهوية, أو تغييرات ديموغرافية, عبر الغرف السوداء من «الموك» جنوباً, إلى إنجرليك شمالا, ليس سوى صرفٍ للنظر عن المخطط الجهنمي الكليّ الذي يستهدف في المقام الأول إحباط الروح المعنوية للسوريين, وكسر إرادة الصمود, والالتفاف على الانتصارات الميدانية المتتاليه التي يحققها الجيش العربي السوري في مختلف الميادين من القامشلي شمالا إلى درعا جنوباً.

  لا شك أن هناك خطرا على الشمال والجنوب, كما هو تماما على الشرق والغرب, ولكن من يعتقد أن الأكراد في الشمال يمثلون كتلة واحدة في مواقفها وخياراتها السياسية وتوجهاتها المرحلية بالانفصال عن الوطن السوري فهو واهم وبعيد عن معرفة حقيقة الميل الشعبي العام, كما هو بعيد عن معرفة حقيقة  القوى السياسية المتعددة صاحبة القرار في الوسط الكردي, التي تتباين رؤاها الاستراتيجية وتكتيكاتها ومواقفها الحالية ما بين تيار وطني يعمل بالتنسيق مع القيادة السياسية والعسكرية السورية ووفق توجهاتها في الحفاظ على سورية واحدة موحدة,  وتيار ثان يرى أن الهم السوري واحد, والمشكلات والآمال والطموحات واحدة أيضا, وهي تشمل مختلف مكونات السوريين أيّا كانت قومياتهم ومذاهبهم وعقائدهم, وهو يعول على التغيير الديمقراطي الذي يضمن المشاركة الواسعة للقوى السياسية في إدارة الحكم. وتيار ثالث له مطالب محددة تتعلق بالحقوق الثقافية والتمثيل السياسي في المجالس والمنظمات الشعبية بما لا يتعارض مع الدستور السوري الذي ستتم مناقشته ويصبح نافذاً بعد التصويت عليه وإقراراه. وتيار رابع يطالب بالصيغة الفيدرالية بدعوى أن هذه الصيغة تُبقي على علاقة بالدولة السورية من جهة وتخطو خطوة متقدمة في تحقيق مطالب وطموحات الأكراد القومية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية, بما يحفّز أكراد الجنوب في تركيا على مواصلة كفاحهم في الاستقلال عن الحكومة التركية أيضا, والتمهيد عمليا على الأرض لتوحيد كردستان مستقبلا.

    إن توزع الأكراد على كامل الجغرافية السورية, وتعدد قواهم السياسية وخياراتهم سيحول موضوعيا دون تحقيق أي انفصال عن الدولة السورية في المدى المنظور, وسيدفع إلى الواجهة القبول بدستور وطني يشمل كل السوريين ويعزّز حقوقهم, بما فيهم الأكراد. ومن هنا فإن التهويل في الإعلام المعادي عن خطوة انفصالية للأكراد يأتي كما سبق وذكرت من باب إحباط الروح المعنوية في التوصل إلى حل سياسي شامل يضع السوريين جميعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية في الحفاظ على سورية الواحدة الموحدة, كما يتناغم هذا التهويل مع المشروع الأمريكي الصهيوني في العزف على الأوتار الإثنية والطائفية بما يحقق الهدف الرئيس من هذه الحرب الظالمة في عزل سورية وتفتيتها وتعطيل دورها في المعالات الدولية والإقليمية, والهيمنة على قرارها الوطني والسيادي.

  أما ما يجري في الجنوب السوري من محاولات قوى التكفير والظلام في جمع صفوفها والتقاط أنفاسها بعد هزائمها المتكررة على يد أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه, فليس سوى الصيحات الأخيرة لغرقى الوهم بالانطلاق من الجنوب للسيطرة على دمشق! فتلك القوى ومشغلوها لم تستطع خلال السنوات الأخيرة بكل ما قدمته إليها غرفة «الموك» في الأردن من دعم لوجستي ومن مال وسلاح أن تخطو خطوة واحدة تجاه العاصمة دمشق, فعلى ماذا يراهنون الآن وقد اكتشف أبناء درعا والجنوب السوري عمالة تلك القوى لإسرائيل, وهو ما لا يرضى به أي مواطن سوري لديه شرف الانتماء لوطنه سواء في درعا الصامدة أم في أي مكان كان على الأرض السورية.

    ذلك كله لا يعني أن نغض الطرف عما يجري في الشمال أو في الجنوب ونستسلم مطمئنين, فالحلف الأسود ما زال يحاول بشتى الوسائل تنفيذ مشروعه على الأرض, ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي الخوف والتهويل ونشر الشائعات والأراجيف للنيل من صمود شعبنا وجيشنا في معركة المصير والوجود التي تقترب من إعلان النصر ورفع العلم الوطني على كامل التراب السوري من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب.     


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان - امريكا
    2/4/2017
    22:11
    الاكراد اول من حافظ علي العروبه ووحد العرب ولا احد يشك بذلك
    لا احد يشك بالدور الكردي الحضاري في سوريه ،عبر التاريخ وهم كانوا الحاضره المدنيه ، والثقافيه والسياسيه ، والفنيه ، في كل سوريه وكذلك حافظوا علي التراث ، وعلي العروبه وكانوا المرجعيه الفقهيه ، واكراد سوريه عاشوا اسياد بها قبل ان ينتقل المهاجرين الكرد الي سوريه بعد انهيار الخلافه العثمانيه من تركيا ، وهؤلاء هم اصحاب مشاريع الكانتوت والفدراليات الذين ورطوا بعض اكرارد سوريه بها بسبب ضغوطات الازمه الصعبه ووجدوا من يتعاون معهم نتيجه الحاجه من كل المكونات الوطن السوري وليس الاكراد فقط واسسوا المليشيات الماجوره ادخلوا مبنج وفي اليوم التالي امرهم جان كيري بالخروج منها وهذا ماسيحصل في معركه الرقه قبل اختراع تسويه وستنتهي هذه المليشيات بقرار مثلما اتخذ قرار تصفيه داعش واخواتها

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا