جهينة نيوز:
هي معركة الوعي ، تفرض علينا وعليك أن نخوضها ، دون مواراة ، دون مراوغة لفظ، أو احتيال جملة .. ولسنا ـ أبدا ـ متخلين عنها ، خصوصا ومصائرنا جميعا كادت تصبح بضاعة على أرفف سوبر ماركت العولمة المتوحشة وآلياتها الرأسمالية وجيوشها الباطشة.
هي رسالتي إليك أيها العربي/ السوري ...
لعلك وأنت تحاول تبين موقعك تحرُّزا أو توقيِّا ، أو استبراءً للذات في ظل العواتم والسموم التي تبخها أجهزة متعددة في دكاكين صناعة الوعي العربي، أو هكذا يروج لها أصحابها.. لعلك لاتحتاج إن شئت الانتصاف لعروبتك ودينك وإنسانيتك ، إلى كثيرجهد لتنكشف حقيقتك أمام مرآتك الذاتية، وأن تواجه نفسك بكل صدق لم يعد لك من منجاة سواه، بعد أن عشت مُضلَّلا، ومُضلِّلا بكسر اللام وفتحها؛ فالمشهد السوري الذي ظل متابعوه يشكون من التباسات أصبح الآن عاريا من أي ساتر يحجب الحقيقة، وأولئك المتاجرون بصورة هنا وخبر هناك ، وصناعات هوليودية في إنتاج أفلام الدجل الدولي لإدانة نظام أو تبرير همجية الكاوبوي لم يعد لتجارتهم من فرص الرواج إلا في أسواق المعاتيه من أرباب العقل النفطي، سدنة فضائيات البورنو كليب، في ممالك العار أو على أسرة البيت الأبيض وصاحب الماخور السياسي الدولي وكيله الصهيوني وصبيانه من حملة أختام اتفاقيات السلام المزعوم.
ما لا يمكن لك أن تنكره هو أن عليك أيها العربي/ السوري الآن .. وليس بعد قليل، أن تختار لنفسك موقعا ، لااحتجاج لك بخفاء معلومة ولا بضبابية رؤية، ولا بالتباس حقيقة، فالكواشف اليومية تسطع أمام عينيك
حتى لا تقويا على مواجهة سطوعاتها، ومن ثم فلا سبيل لك من التنصل من الانحياز إلى خيارك ، فإما أن تكون في صفوف الوطن حرا كريما، تعرف مَنْ عدوك ، حق المعرفة ، وتقاوم اختراقاته صناديق الوعي في حروب الجيل الرابع وهي الأشد خطورة على إنسانيتك قبل وطنك، أو تكون من أولئك العارضين أوطانهم في مزادات السياسة الدولية وكأنها براميل نفط ، فتكون من "بني خوان" ، أو أن تحاول الارتكان إلى تنعسات من غلبه تثاؤب القلب والعقل ـ إن جاز التعبير ـ فآثر الخلود إلى نوم قصر أو طال، مخافة الانحياز الخطر ، وما " بنو نعسان" بناجين من زحف الوحوش على المخادع وقت المهلكة ، أو أن تستريح كـ "بني متواطئ" إلى موقف تظنه حيادا ، وأنت بين جلاد وضحية ، فتكون قد سلمت وعيك لحالة من التواطؤ الأعرافي، الذي لايحدد موقفا لا لقناعة وإنما انتظارا لمن تكون الغلبة فتنحاز لمن علت حربته .
هي لحظة الفصل، هو الحكم القاطع، وقيامة الذات، والاغتسال من أدران الصمت في موقف الصراخ، و النوم عند ضرورة التيقظ ، والهرب من المواجهة الحتمية، ورغم اعترافنا بحقك الكامل في أن تختار لنفسك ما تشاء، إلا أننا لا نزال نراهن على انتباهك، واثقين أن الفروق الحواسم بين الحق والباطل من الجلاء بما لم يعد بإمكانك أن تتعامى عنها .
الرسالة باختصار: إما أن تكون مع الوطن أو مع عدوه، فاختر لنفسك ما شئت.
21:18