:مصر: خاص
من الخطأ أن نتجاهل تصريحات محمد بن سلمان - الأخيرة – التي أدلى بها للإخبارية السعودية، والتي يظنها غالبية المحللين تصريحات عنترية، خصوصا المتعلقة بإيران وسورية ومصر، وأنها مجرد – طق حنق - نظراً لأن الجميع يعتقد أنها تصدر عن كائن بلا خبرة ولا دراية سياسية! ولكنني أختلف مع هذه النظرة، وأراها قاصرة، لأنه من الطبيعي ألا تختلف آراء- ابن سلمان - عن النزق الذي تتسم به تصرفات أمراء مملكة الرمال، وهو ولي ولي عهدها كما يسمونه عندهم، بل إننا نرى أن تحركات المملكة منذ تولى حكمها سلمان ـــ الأب ـــ هي ذاتها التحركات الطائشة التي تتخبطها الريح وكأن بها من الشيطان مسّاً، بل إن هذا الشاب "الأرعن" هو قائد جيشهم ووزير دفاعهم، أي أنه في المنصب الأهم، الذي تكون الغلطة فيه قاتلة، ودليلنا في ذلك قرار حرب اليمن، وقد تحدث المأفون عنها بوصفها أحد إنجازات المهلكة، ولكن ما يلفت الانتباه هو المقارنة التي عقدها بين التحالف الذي يضرب اليمن والتحالف الذي حاصر واحتل العراق، ويحارب في سورية حتى الآن، وأنه يرى أن المدة الزمنية التي قضاها التحالف الغربي المكون من عشرات الدول لم يستطع أن ينتصر في العراق وسورية، ولم يستطع أن ينجز ما أنجزته المهلكة وتحالفها في ضرب اليمن وتحريره من شعبه، وهو ما يشير إلى حجم التنسيق بين التحالفين في تدمير الدول الوطنية الواحدة بعد الأخرى.
من هنا يجب أن نأخذ تصريحات هذا المأفون بجدية، نظرا لأنها لامست عدداً من القضايا، ليس فقط داخل المهلكة، ولكن خارجها أيضا، وفي أثناء تطرقه للحديث عن علاقة المهلكة بمصر، وجدا إشارة أخرى مخبوءة تحت لسانه، فقال: أولا إن العلاقة بين مصر والسعودية متينة، وإن الجزيرتين – تيران وصنافير – جزر سعودية مسجلة دوليا باسم المملكة، ولا خلاف بين الدولتين في هذا الأمر، في إشارة إلى أن مصر وقّعت على أحقية السعودية في الجزر، وبالتالي أصبح توقيع الحكومة المصرية قرينة ضدها، في حالة الذهاب إلى التحكيم الدولي بين البلدين، وهذا ما يجعل ابن سلمان يتحدث بثقة في أمر كهذا.
أما أخطر ما قاله هذا المأفون فهو ما قاله بشأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية, فقد قال: إن إيران دولة إرهابية، لا تكف عن التدخل في الدول العربية، وإن النظام الإيراني حرم شعبه من التنمية لمدة لا تقل عن ثلاثين سنة، وإن السعودية كانت دائما في حالة رد الفعل، ولكنها – وهذا هو الخطير في كلامه – ستنقل حربها مع إيران إلى داخل إيران ذاتها، في إشارة إلى أن إستراتيجية محاربة إيران لن تتوقف عند محاربة حزب الله أو سورية أو العراق أو اليمن، لأن هذا النوع من الحروب ــ من وجهة نظر وليّ عهدهم ــ لم تعد تجدي نفعا للمهلكة البغيضة، ولهذا فإن إستراتيجيتها الجديدة ستكون في الحرب المباشرة تجاه إيران دون مواربة، وهو كلام لا يمكن الاستهانة به، ليس خوفا من المهلكة ولكن خوفا ممن تأتمر بأمرهم من الأعداء، وهم كثر للأسف الشديد، فانتبهوا.
18:37
19:03
19:04
19:45
08:47
09:13