جولة وزير الدفاع الأمريكي والتحالف الأسود ضد سورية بقلم:محمد الدسوقي

الأربعاء, 26 نيسان 2017 الساعة 15:51 | مواقف واراء, كتاب جهينة

 جولة وزير الدفاع الأمريكي والتحالف الأسود ضد سورية  بقلم:محمد الدسوقي

خاص: مصر

يتابع وزير الدفاع الأمريكي جولته الإقليمية ، التي بدأت بالرياض كحليف شر طبيعي للولايات المتحدة ، وهو أول تحرك عملي أمريكي، بعد الحصول على المئتي مليار دولار، فقد رهن الأمريكي دفاعه عن عرش «المهلكة» على قدر ما ستدفعه من أموال، ثم توجه الوزير الأمريكي إلى القاهرة كشريك استراتيجي، مرهون أمنها بأمن الخليج، لا لأن الخليج يمدها نفطياً كما نتصور ، بل لأن اتفاقية كامب ديفيد ما زالت قائمة وفاعلة ومؤثرة. ثم هبط الوزير في تل أبيب بوصفها عاصمة ثانية للولايات المتحدة الأمريكية لتقديم صورة كاملة للمباحثات والاتفاقات التي تمت في القاهرة والرياض، وليرى إن كان نتنياهو سيرضى عنها أم لا، ثم سيعرج في زيارته بدويلة «قطر العظمى» ، باعتبارها رأس حربة طبيعي لأمريكا في المنطقة، والتي عاد وزير خارجيتها من موسكو قبل أيام، ومن المؤكد أن لديه ما ينقله إلى الإدارة الأمريكية. ورغم أن مثل هذه الزيارة ربما تجيء في ظروف دولية بالغة التعقيد، إلا أن الغريب فيها، ليست الدول المحددة التي التقاها الوزير الأمريكي، فكلها شريكة في التوجه والهدف منذ وقت بعيد، ولكن الغريب في الأمر أن يكون وزير الدفاع هو القائم بالجولة الميمونة، وليس وزير الخارجية كما يحدث غالبا في الظروف العادية، وهذا يشير إلى دلالة أخرى، لعلها كما قيل من قبل أن هذه الدول تشكل النواة الرئيسة لما يسّمى بالمعسكر «السُنّي» ، في مواجهة المعسكر «الشيعي» ، وهذا واضح جدا ، ولا غرابة في أن تقوم به أمريكا وإسرائيل وقطر والسعودية، ولكن الغريب هو وجود مصر في هذا المعسكر الطائفي، مع أنها على دراية بأن الصراع الدائر في المنطقة ليس مذهبيا بل سياسيا لكنه يلبس لبوسا طائفيا لتسهيل الاصطفاف بين هذه الدول من ناحية، ولأن التجييش المذهبي أسرع من السياسي بسبب انقياد العامة غرائزيا إليه, ولهذا فالرئيس المصري مطمئن جدا أن الشعب لن يخرج عليه في أمر كهذا. ولا أظن أيضا أن الضغوط الاقتصادية هي الدافع الأول للانخراط في هذا التحالف البغيض، فهو لم يأخذ منهم سوى الفتات، كما أنني أخشي أن تكون رؤية مصر للقيادة في سورية، متسقة ومتفقة مع رؤية أهل الخليج، ولما لا ، فمصر التي تّدعي أنها على الحياد ، وتقف على مسافة واحدة من الأطراف السورية ، نجدها تجتمع مع المعارضة

في القاهرة ، ولا تجرؤ على دعوة ممثلي الحكومة السورية، كأمر طبيعي للوسيط عندما يقرر أن يكون وسيطا، لكن القاهرة التي كانت تأبى أن تكون ألعوبة في يد الصغار والكبار، تنجرُّ اليوم إلى ذلك الموقف الذي يتفق مع حسابات هذا الحلف المعادي لسورية، وليس مع حساباتها هي ، ولو كان الأمر غير ما نقول ، فليقل لنا جهابذة السياسة في مصر – ما هو مبرر ما يفعلون تجاه الأوضاع في المنطقة، إلا أن يكونوا مجرد تابعين أمناء لأمريكا ، ثم للخليج راهنين حياة مصر ووجودها به ، ولله في حكام مصر شؤون !

المصدر: جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا