خاص: مصر
للتوهل الأول قد يبدوالعنوان صادما، ورفضه واجبا؛ استبراء للذمة من طعن في ثابت، أو خرق لمحرم ؛ خصوصا وعباءة التدين الشكلي أصبحت سلعة كل التجار في أسواق الفكر العربي .
لكن ، وبمنطق المحاججة الواجبة أيضا ، يمكن الاستدلال على صحة " الحديث " الصادم من قراءات الأحداث والمواقف،لاسيما تلك التي يتبناها أمراء الإسلام العصري، الذين لا يرون في الدين إلا كوابل للحرية إذا ما اختلفت مع رغبة الشيخ، وتكاريس للخضوع لأصحاب السلطان ولو انتهكوا كل مواثيق الدين، في ممالك وإمارات، وجمهوريات تلبس العباءة ذاتها في الصور التذكارية، وتمارس تعهرها في مواخير أوروبا وأمريكا وتل أبيب بتوهم أن الكاميرات الرواصد لاتصل إلى الغرف المغلقة، مع أن واضعها هو صاحب الماخور السياسي الأعظم في واشنطن وهم ماهرون في ضمان بقائه؛ يمولونه بأرصدتهم ويدعمونه باستجلاب الزبائن بدعوم وتأجيرات قرارات سياسية لجيرانهم وأشقائهم من فقراء المنطقة حسب خرائط رغباته السادية .
الخضوع المذل من قادة عرب للكاوبوي القذر الذي لاتوجد في تاريخه الدموى إشارة واحدة، بعيدا عن البروباغندا مدفوعة الثمن ، إلى إعلائه حقوق الإنسان، ودفاعه عن حق الشعوب في تقرير مصائرها بأنفسها، يثير هذا الخضوع لدى من لا تزال في عروقه قطرة دم خالية من فيروسات التضليل غضبا يكاد يوقف القلب من تأليه هذا الكاوبوي، وجعله وبيته الأبيض جدا كعبة يحجون إليها، كلما أرادوا حل قضية عربية، أو مناقشة مذهبية، وكأن السيد الترامب ومن سبقه من سكان البيت (العتيق) شيخ الإسلام أو خليفة المسلمين، أجمع عليه علماء الأمة وفقهاؤها، وبايعته الممالك والأقطار على كتاب الله وسنة نبيه؛ فأصبح ما يقوله الإمام/ الخليفة/ الكاوبوي " متفقا عليه " لايجوز الخروج عنه، ولا مناقشته ولو من باب التفكر المفروض على كل ذي عقل منحه الله له لاستخدامه فيما يخصه ويخص دينه ووطنه، لا أن يؤجره أو يضعه على رف النجاء بحيادية مرذولة لا تفرق بين جلاد وضحية، وتساوي بين خائن ومعارض، وبين وطن، وشراذم مرتزقة.
الأخرق الذي نصبه خرقاء على اتحاد عالمي للمسلمين يسلم إرادة المسلمين للعنصري الدموي، في واشنطن؛ استجابة لراعيته في دويلة الحقارة، ويطالب باستمرار ضرب سورية حتى قيادتها السياسية، ورأسها المقاوم ، ليس إلا صورة مرذولة من فقهاء السلاطين الذين تحفل كتب الفقه بفتاواهم الشاذة، وإعلائهم مصالح رعاتهم على مصالح العامة، وصناعتهم الرأي حسب ما يثقل أكياس الدنانير، وأولئك الملوك الذين يتربعون أو يتوهمون أنهم يتربعون على عروش الهواء حينما يخضعون كإناث رقيقات لرغبات القاتل القذر الذي ما إن تسقط بلد بكذبة حتى يخترع أخرى ليسقط غيرها، و لا بأس أن يعتذر فيما بعد، ففقهاؤنا أهل سماحة وعفو، وما جرى من تمرير فرية أسلحة الدمار الشامل العراقية لإسقاط بغداد، يتكرر بالسيناريو ذاته في محاولة لإسقاط دمشق، وسط تهليل من هللوا لسقوط العراق بخيانات المعارضة أو ما روج له باسمها، وهي منهم براء، وهاهم أولاء رعاة البقر، وهاهي ذي البقر تساق إلى مذبحة جديدة، باسم علماء الأمة، وباسم رئيس اتحادهم ، مفتي الناتو، ورعاته، وداعميه، والشاربين من حوضه المسموم باسم الانتصار للإسلام، وهو الذي ينقل كعبة المسلمين إلى واشنطن، حاجا إليها ومن معه من أصحاب الآبار، مروجين لحديث الخرافة الذي وضعه الخونة أن أوراق اللعبة كلها في يد أمريكا، وكأنه " متفق عليه "!
ذهب من وضع حديث الخرافة ، ومن آمن به ، وسيذهب كل من ينقل قرار العرب من بلاد العرب.
ستبقى سورية، ومصر، وسيعود العراق، وليبيا واليمن، سننتصر؛ لأن كعبتنا لا تزال حيث وضعها الله، وستذهبون ورعاتكم إلى حيث تستحقون في أحط مزابل التاريخ!
خاص جهينة نيوز