لهذا السبب واشنطن توقف دعم كل شي غير كردي وتغدر بتركيا في إدلب

الخميس, 20 تموز 2017 الساعة 22:10 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

لهذا السبب واشنطن توقف دعم كل شي غير كردي وتغدر بتركيا في إدلب

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر الى وكالة المخابرات الأمريكية بوقف دعم جميع الفصائل الإرهابية المسلحة التي تعتبرها واشنطن مجموعات ارهابية معتدلة, بما فيها المجموعات التي دربتها قبل فترة قريبة في الأردن وكذلك المجموعات في الغوطة الشرقية و ادلب و شمال حلب وما تبقى من ريف حمص الشمالي, و قد استثنى قرار دونالد ترامب القوات الكردية, و تزامن القرار مع قرار أمريكي آخر بموجبه تم طرد كل المقاتلين العرب من مدينة الرقة بعد أن كانوا على الخطوط الأمامية يقاتلون لتسليم المدينة للأمريكي و قوات سورية الديمقراطية, و توحي قرارات الادارة الامريكية من جانب إظهار حسن نية للاتفاق الأمريكي الروسي بأن واشنطن تخلت مطلقاً و رسمياً عن محاولات إسقاط الدولة السورية و محاربة الدولة و من جانب آخر تؤكد أنها لم تتخلى عن محاولات تحقيق المكاسب في سورية و بالتالي ما حدث هو عملية تغير في الخطط , وعنوانه التفاوض بالإرهاب مع الدولة السورية و التخلي عن مشاريع إسقاط الدولة السورية عبر الإرهاب.

حيث أن القرارات الأمريكية تشير الى سقوط الخطوط الحمراء الأمريكية في التنف رسمياً دون الأخذ بعين الإعتبار ما كان يقول عنه النظام الأردني هواجس اردنية من إقتراب حزب الله من حدوده  و محاولة أمريكية لرسم خطوط حمراء جديدة شمال سورية, مع الأخذ بعين الإعتبار أن القرارات الأمريكية كذلك تزامنت مع هجمات مكثفة لداعش على القوات السورية و بشكل خاص جنوب دير الزور, و الأهم بعد تمكن جبهة النصرة من السيطرة على مفاصل مدينة إدلب و معابرها و بالتالي عزل تركيا عن المشهد السوري مما يهدد نتائج مؤتمر استانا, و بحسب المصادر فإن واشنطن في إدلب إستعملت أدوات تركيا و بشكل خاص الحزب التركستاني لاخراج تركيا من المشهد السوري و ذلك بحجة أن اتفاق أستانا سينتهي بأن يدفع الأجانب ثمن التسويات و بهذه الخطوة إنتفض الأجانب و يمكن القول أن إدلب بصدد أن تصبح تحت إحتلال خارجي مباشر من المرتزقة و أول الضحايا هم من رفع السلاح في وجه الدولة و من وصلها من السوريين بالباصات الخضراء حيث تشير المعلومات الى مخطط تصفية كل قيادي سوري في ادلب, كما تم تصفية كل قيادي عراقي في تلعفر, و الهدف الرئيسي النهائي من هذه العملية خرق وقف اطلاق النار شمال حماه وتسليم إدلب لاحقاً الى قوات سورية الديمقراطية في محاولة نقل سيناريو الرقة الى إدلب و للإيحاء للأكراد بأنه سيتم ربطهم بالبحر المتوسط .

 القرار الأمريكي سببه الرئيسي جاء بعد تمكن الجيش العربي السوري من التقدم بقوة في شرق حماه و جنوب الرقة و بحسب الخبراء العسكرين أصبحت مسألة أيام قد لا تزيد عن شهر الا قليلاً في أبعد تقدير حتى تخلوا البادية السورية من داعش الذي فقد كل مواقعه  حيث لا يوجد له ثقل عسكري حالياً وسط سورية سوى في عقيربات بريف حماه و السخنة جنوب الرقة شرق حمص, و كذلك بعد العملية العسكرية المفاجئة للجيش العربي السوري شرق السويداء و التي نتج عنها دحر العصابات المدعومة من المخابرات الأمريكية و التي تم تدريبها في الاردن بحجة قتال داعش وثم  ارسلتها واشنطن لقتال الجيش العربي السوري الذي بدوره صد هجماتها و تمكن لاحقاً من سحق قوتها و التقدم في عمق البادية بإتجاه التنف, وبالتالي أفشال المخططات الأمريكية باعادة ربط الغوطة الشرقية لدمشق بالحدود الأردنية, علماً بأن العصابات الموجودة في شرق دمشق بدأت تحتضر على اثر تقدم القوات السورية, فقررت واشنطن التخلي عنهم.

و من هنا فإن تغيرات الميدان و بشكل خاص في البادية السورية ووصول الجيش السوري للحدود العراقية و إنعكاسها على محيط دمشق و إقتراب الجيش العربي السوري من معركته الكبرى في دير الزور  و بالتالي رفع الحصار عن المطار والذي سيتسبب بـ خروج قوات النخبة السورية من مواقع الدفاع الى الهجوم أرغمت الإدارة الأمريكية الى تغير إستراتيجيتها حيث أن خسارتها للحدود العراقية السورية سيجعل خط الغاز الإيراني خط قابل للحياه و بالتالي إزالة المخاوف الآوروبية من الفشل الأمريكي و هذا سيعطي الأمريكي المزيد من الدعم لتحالف داعش, و إطالة عمر هذا التحالف ما بعد داعش.

و في حين القوات الأمريكية في التنف أصبحت محاصرة ولا نفع لها لأن أي تصعيد ضد سورية سينتهي بمواجهة مع موسكو فجاء الإنسحاب الامريكي التكتيكي عبر إعادة خلط الأوراق, و بحسب المتوقع فإن واشنطن الآن ستسحب قواتها من التنف و تريد إعادة فتح جبهات القتال في إدلب لجهة حماه , و طرد تركيا من منطقة الباب لاعادة جر قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على إدلب, و ما تنحية النفوذ التركي في إدلب الا مقدمة لنسف مؤتمر أستانة و محاولة يائسة لإنشاء كيان كردي شمال سورية و محاولة ربطه بالبحر المتوسط, و بحسب التوقعات فإن الهدف الأمريكي خلق ورقة تفاوض جديدة للضغط على موسكو و إيران و كذلك الصين لتقديم تنازلات للأمريكي في أفغانستان, و لعزل سورية عن القضية الفلسطينية و إشغالها شمالاً ومنعها من إستعادة دورها السياسي في المنطقة ريثما يتم تصفية القضية كما رسم لها مؤتمر ترامب في الرياض, و ما يؤكد ذلك أن كردستان العراق أو حتى مناطق أكراد سورية لا تخدم خط غاز نابوكو الذي سقط الى الأبد مع وصول القوات الروسية الى سورية و سقوط أحلام مد خط غاز شرق المتوسط, وما خط الغاز الصهيوني الى آوروبا سوى دليل على سقوط نابوكو و خط شرق المتوسط, و بالتالي لم يعد هناك أي حاجة أمريكية إقتصادية لتقسيم شمال العراق ,و من هنا فإن واشنطن تريد إستثمار القوات الكردية كآخر ورقة لها في سورية لتتخلى عنهم لاحقاً كما تخلت اليوم عن كل شيء عربي في سورية, و لكن يبقى هناك خطر محاولة واشنطن تشديد الضغط و ذلك عبر ارتكاب مجازر تطهير عرقي بحق العرب في الجزيرة السورية علماً بأن القوات الأمريكية قامت مسبقاً بعدة مجازر جنوب الحسكة, فضلاً عن محاولة نقل سيناريو الرقة الى إدلب و هو الأمر المتوقع بشدة.

و من هنا أصبح السؤال المطروح ما هي آفق المشروع الأمريكي الجديد في سورية, علماً بأن محور المقاومة يملك من الآوراق ما يمكنه من إسقاط المخطط الأمريكي, و خصوصاً في العراق حيث أن هناك قرار عراقي بأن حدود كردستان العراق رسمت عام 2003 ولن يسمح للبرزاني بأي متر إضافي و بالتالي التصعيد الأمريكي سيهدد الشركات الأمريكية و يقطع الطريق على أكراد سورية, و في سورية و شمالاً لازالت سورية تملك أوراق قوية جداً و بالتالي يمكن الجزم بأن الإستراتيجية الجديدة للأمريكي لها عنوان واحد و هو ضمان التدخل الأمريكي في سورية في مرحلة ما بعد القضاء على داعش و بالتحديد في إدلب و ذلك بهدف إمتصاص إنتصارات الجيش العربي السوري لتتمكن واشنطن من إطالة عمر الحرب في سورية قدر المستطاع و الهدف الرئيسي هو تصفية القضية الفلسطينية التي تخلى عنها كل العرب و المسلمون في مؤتمر ترامب في الرياض من جهة و محاولة تحقيق مكاسب في أفغانستان على حساب الأكراد في العراق و سورية, و لكن كما كانت هبة الشعب الفلسطيني يوم أمس لنصرة الأقصى وأسقطت مؤامرة النظم العربية لفرض واقع جديد للأقصى ستسقط جميع المؤامرات وما يملكه محور المقاومة من أوراق لازال مرعب بإعتراف العدو, و ما أنجزه الجيش العربي السوري أصعب بكثير من الذي بقي أمامه, و التغير التكتيكي الأمريكي هو أصلا نتيجة إنتصارات الجيش العربي السوري و كما اليوم تغير التكتيك الأمريكي قريبا سيتغير مرة أخرى و لن يبقى أي شبر من الأراضي السورية خارج سيطرة الدولة السورية و بما فيها الجولان المحتل, و بغض النظر عن كل شيء فإن ما حدث هو تراجع أمريكي بإمتياز عنوانه الإعتراف بإنتصار سورية و حلفائها.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا