خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار في لاس فيغاس الذي قتل فيه ما لا يقل عن 50 شخصا, و أكثر من 400 جريح, و نفذه أمريكي يدعى ستيفن بادوك، 64 عاما، وكان يقيم في مدينة ميسكيت بولاية نيفادا الأمريكية.
وجاء في بيان للتنظيم "منفذ هجوم لاس فيغاس هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف", وكان داعش قد تبنى سابقاً هجوما على منتجع في مانيلا و تبين أن المهاجم لص لا علاقة له بداعش لا من قريب و لا من بعيد, و لكن بغض النظر عن علاقة داعش بالهجوم على لاس فيغاس و بالتالي علاقة المخابرات الامريكية بالهجوم, فإن تبني التنظيم الارهابي للهجوم ليس بعيداً عن القرار الأمريكي الذي أصبح من المسّلم بأنه هو الوحيد المستفيد من داعش.
واشنطن من المؤكد بأنها سوف تستثمر الهجوم الارهابي لغايات لا علاقة لها بمكافحة الارهاب, و خصوصاً أن داعش بعد أن تمت محاصرته تلقى دعم أمريكي و لازال يحاول شن هجمات عكسية في عدة مناطق في سورية و العراق, ولكن ماذا سيستفيد داعش و من خلفه الامريكي من هذا الهجوم.
يأتي هذه الهجوم بعد أربعه أيام على إعلان متزامن من التحالف الامريكي و من داعش بأن أبو بكر البغدادي على قيد الحياة و تلا الاعلان هجمات واسعه شنها التنظيم على القوات السورية بين تدمر و دير الزور و لاحقاً في القريتين, و هذا إن دل على شيء فإن يدل على الحاجة الى رفع معنويات التنظيم المنهارة و التي تنعكس سلباً على قدرة اجهزة الاستخبارات التي تدعم هذا التنظيم على تجنيد المزيد من المقاتلين و المرتزقة و خصوصاً أن الأخبار العالمية لا تنقل حالياً سوى أخبار تحرير المناطق من داعش و صور جثث مقاتليه.
الجانب الآخر للقصة هو علاقة داعش بالأمريكي التي أصبحت معروفة و كذلك علاقة داعش بالبرازني و قسد المستفيدين من داعش, و مع تهاوي مواقع داعش أصبح الامريكي في المنطقة بدون أوراق مما دفعه الى التورط المباشر في دعم داعش و يحتاج الى تبرئه نفسه من العلاقة مع داعش و إن كان الأمريكي لا يبالي كثيراً بهذا الجانب.
و لكن يبقى الأهم الآن هو ما بعد معركة الحويجة في العراق و التي تشرف على نهايتها و بالتالي يصبح داعش بدون قيمة و غير قادر على إنشاء منطقة عازلة بين قوات البرزاني في كركوك و الجيش العراقي, و هذا بدوره و بعد إستفتاء البرزاني قد يؤدي الى مواجهة يخسر فيها البرزاني و الامريكي كركوك و بالتالي سيخسرون مئات ملايين الدولارات التي صرفت على داعش لأجل السيطرة على كركوك و لهذا السبب فإن الأمريكي سيحاول قدر المستطاع أن يبقي داعش كخط فاصل بين كركوك و الجيش العراقي لإبقاء الجيش العراقي منشغلاً, و يذكر بأن البرزاني قد عزز مواقع قواته في كركوك تحسباً لإنهيار داعش.
و للمصادفة أيضاً جاء الهجوم على لاس فيغاس في يوم نشر مقال نهاية الإمبرطورية (The End of Empire ) و الذي يتحدث عن أن صناعه السلاح الامريكية قد لا تكون قادرة على الاستمرار في ضخ الحياه للإقتصاد الأمريكي, و بالتالي الأمريكي بحاجة الى مثل هذا الهجوم الإرهابي لتبرير شراء المزيد من الأسلحة و لمحاولة إنقاذ صناعه الأسلحة الأمريكية, فالأسلحة التي تشتريها الدول العربية في الخليج الفارسي قد تحرك الاقتصاد و لكنها غير كافية على تمويل متطلبات وزارة الدفاع الامريكية في ظل التحديات التي تواجهها مع تغير نوازين القوى العالمية, فضلاً عن ظهور منافسين أقوياء في سوق الأسلحة العالمية.
و مما سبق فإن الأمريكي بحاجة الى تبرئه نفسه و بحاجة الى اعادة ضخ الحياه في جثة داعش المتحللة, و بحاجة الى ضخ الحياه في صناعه السلاح الأمريكية, و بحاجة الى تكتيكات جديدة تحميه من نتائج إنهيار داعش و الآن سيجد حجته في هجمات لاس فيغاس لشن حرب جديدة على الارهاب في محاولة حماية الإرهاب في العراق بشكل خاص, و لكن يبقى السؤال هل يمكن لما تبقى من داعش أن ينوب عن ما خسره, و هل الامريكي وحده قادر على إستقدام المقاتلين, و من المؤكد بأن تفجيرات 11 أيلول التي لم تجني منها واشنطن سوى ديون بقيمة 20 الف مليار دولار حين حدثت كان حال الأمريكي أفضل بكثير بكثير من حاله الآن و أي حماقة سيرتكبها الأمريكي الآن يستحيل التكهن بنتائجها و خصوصاً أن الأمريكي يشهر أسلحته على الكثير من الجبهات و هو عاجز عن أي جبهة من تلك الجبهات.
02:49
04:15
09:29
10:03
18:22
15:40