جهينة نيوز:
كشفت صحيفة "الاخبار" انه وفي اليوم السابق لسفر الرئيس سعد الحريري وإعلان إقالته، في الرابع من الشهر الجاري، كانت فرنسا في مواجهة أول اختبار سلبي في علاقتها مع المملكة العربية السعودية؛ فقد جرى اتصال بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. أقفل الرجل الخط مع موجة سخط على الامير السعودي الذي قرر وضع كل بيضه في سلة الرئيس الاميركي دونالد ترامب
واضافت الصحيفة ان ما صدم ماكرون، ليس لهجة ابن سلمان فقط، بل تبلغه من المسؤول السعودي أن الرياض لا تنوي الدخول في أي صفقات اقتصادية أو تسليحية مع فرنسا.
واوضحت الصحيفة في مقال للكاتب ابراهيم الامين ان القرار كان صادماً، خصوصاً أن فرنسا عملت على مراضاة السعوديين ودول الخليج منذ عقدين من الزمن، وجارتهم في مخططاتهم لتدمير العراق وسوريا وليبيا. كذلك تجاهلت باريس مجازر آل سعود في اليمن، وتغاضت عن دور المدرسة الوهابية في تغذية التطرف في أوساط جاليات عربية وإسلامية في فرنسا وأوروبا. لكن ذلك كله لم يشفع، لأن "الكارثة الكبرى"، بالنسبة إلى ابن سلمان، كانت في رفض باريس تلبية مطالبه المثلثة، وهي:
ــــ المصادقة على توجّه الرئيس دونالد ترامب بتعطيل الاتفاق النووي مع إيران.
ــــ التخلي عن أي دور حاضن لقطر في أزمتها الخليجية.
ــــ رفض اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً وعدم قبول إدراج هذا البند على جدول أعمال الاتحاد الاوروبي.
ولفت الكاتب الى ان الإجابات الفرنسية السلبية على طلبات السعودية كفيلة بنشوء أزمة ثقة بين باريس والرياض. وعندما قرر ماكرون زيارة أبو ظبي، لم يكن في وارد زيارة الرياض، لكن محمد بن زايد حاول تخفيف التوتر بين حليفيه، وعمل على إقناعهما بلقاء ولو سريع في المطار، علماً بأن أزمة الحريري كانت قد صارت على جدول أعمال ماكرون. لكن لقاء المطار كان سيّئاً أيضاً. وما أثار غضب ماكرون أكثر، كان التقرير الذي بعث به سفيره في السعودية فرانسوا غويات بعد زيارته الحريري، إذ كتب السفير أنه تعرض للإهانة، وأن السعوديين تجاوزوا الأصول الدبلوماسية وقاموا بتفتيش سيارته لدى دخوله مجمع منزل الحريري، وأن "ملائكتهم" كانت حاضرة في اللقاء السريع. وهو ما دفعه الى كتابة خلاصة واضحة: "الحريري ليس حراً".
بعد ذلك، رفع الفرنسيون من مستوى تدخلهم في الملف، فأجروا اتصالات مع حلفائهم الأوروبيين ومع الولايات المتحدة التي ظلت حتى مساء أمس خارج الاتصالات المباشرة، رغم صدور بيانات عن البيت الابيض ووزارة الخارجية تدعم عودة الحريري.
15:35