أغلب الكهربائيات في الأسواق «مغشوشة».. من المسؤول عن التهابات باطن العين المتزايدة في مشفى العيون الجراحي بدمشق!

الأربعاء, 20 كانون الأول 2017 الساعة 15:39 | اخبار الصحف, الصحف المحلية

أغلب الكهربائيات في الأسواق «مغشوشة».. من المسؤول عن التهابات باطن العين المتزايدة في مشفى العيون الجراحي بدمشق!

جهينة نيوز

اهتمت صحيفة الوطن في عددها الصادر اليوم بمجال وصالات بيع الأدوات الكهربائية في دمشق وغيرها من المدن السورية غير نظامية والمغشوشة هذا ما اقره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق ومدير حماية المستهلك ومسؤولون آخرون في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كانوا أجمعوا على ما ذهبت إليه جمعية حماية المستهلك من أن جزءاً كبيراً من أسواق وصالات ومحال بيع الأدوات الكهربائية في دمشق وغيرها من المدن السورية غير نظامية و«مغشوشة» بمعنى عدم مطابقتها بشكل دقيق للمواصفات والمقاييس المطلوب توافرها، وبالتالي تدني مستوى جودتها، وذلك خلال ندوة الأربعاء التجاري الماضية.

لمتابعة الموضوع تواصلت «الوطن» مع عدد من التجار إضافة إلى أصحاب الشأن من طرف الحكومة، إذ بيّن المستورد عصام البرغلي أن جزءاً مهماً من المستوردين وأصحاب الوكالات الخاصة ببيع التجهيزات الكهربائية ومن يعمل في هذا المجال توقفوا عن الأعمال منذ العام 2013، وبعد صدور عدة قرارات اقتصادية من الحكومة صنفت الكثير من تلك المواد ضمن خانة المواد الكمالية، لذا منع استيرادها، إضافة إلى قضية حماية الإنتاج المحلي وتشجيع المعامل والمصانع المحلية على الإقلاع لإنتاج السلع المشابهة.

وساهمت مشاكل أخرى بحسب البرغلي في هجرة هؤلاء لأعمالهم أبرزها صعوبة تحويل الأموال وأسعار الصرف المتقلبة وغير المستقرة خلال السنوات الأخيرة وعزوفهم عن ممارسة نشاطاتهم التجارية وسفر آخرين إلى خارج سورية وعودة البعض منهم خلال الأشهر القليلة الماضية، متوقعاً أن تتغير النظرة الحكومية تجاه مثل هذه المواد مع مطلع العام القادم (2018) وأن البعض بدأ التفكير بتقديم طلبات استيراد إلى وزارة الاقتصاد وتفعيل استيراد مثل هذه المواد بالطرق النظامية وعبر تفعيل الوكالات للماركات الأجنبية الشهيرة التي توقفت منذ نحو ثلاث سنوات.

بدوره أقر المستورد والوكيل للبعض الأسماء التجارية في عالم الكهربائيات فراس سعيد بأن جزءاً مهماً من المواد الموجودة في الأسواق حالياً «مغشوشة وبلا مواصفات ولا تحمل أي كفالات ولا أي بيانات نظامية». وعزا رواج هذه المواد في الأسواق إلى منظومة وسلسلة متكاملة من الإجراءات والسياسات الاقتصادية وعبر معظم الجهات الحكومية «وبروز أشخاص متنفذين استفادوا واستثمروا في هذه الإجراءات وأدخلوا بضائع هي عبارة عن مواد غير نظامية ومغشوشة وبلا مواصفات بل هي تصافي معامل خارجية».

من الجانب الحكومي، بين مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة في وزارة الكهرباء يونس علي لـ«الوطن» أن التجهيزات الكهربائية المنزلية من غسالات وبرادات ومكيفات وأجهزة إنارة لا تدخل السوق إلا بشهادة مطابقة من مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية أو من مركز اختبارات معتمد في بلد المنشأ، موضحاً أن دور المركز يأتي قبل منح أي إجازة استيراد، وبمجرد وصول البضاعة إلى الأسواق هي من مسؤولية وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

من جانبه معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب أكد لـ«الوطن» أن هناك تعاوناً مع المركز الوطني لبحوث الطاقة في الكشف ومعاينة الأجهزة الكهربائية التي يتم استيرادها أو التي يتم إنتاجها محلياً، والتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة، وأن تكون اللصاقة الموضوعة على المنتج صحيحة.

وأكد شعيب أن الوزارة تقوم بسحب عينات بشكل عشوائي وإرسالها إلى المخابر المختصة لفحصها وفي حال ورود أي شكوى يتم متابعتها وسحب المنتج وإجراء الفحوص عليه وفي حال كان مخالفاً للمواصفات تتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالف.

وفيما يخص الكهربائيات المصنعة محلياً أكد مدير مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية في وزارة الصناعة نضال الحمدان لـ«الوطن» أن المركز لا يتهاون في أي نسبة مخالفة لأي مصنّع في أي ترخيص، مشيراً إلى أن أي موافقة لا تمنح إلا بعد سحب عينات ليتم فحصها لتكون مطابقة للمواصفات القياسية السورية، مؤكداً أن المركز ملتزم بالفحص قبل التصنيع وفقاً للنموذج المقدم من الصناعيين وبعده، موضحاً أنه تم رفض بعض العينات التي يتم تقديمها بسبب مخالفتها للمواصفات القياسية السورية المعتمدة.

لافتاً إلى أن جولات ضبط جودة الأدوات الكهربائية المصنعة تتم من خلال دوريات المركز أو عن طريق جولات الضابطة العدلية في مديريات حماية المستهلك «التموين» بالمحافظات، موضحاً أن محاولات بعض التجار الصناعيين التلاعب بجودة المنتج المصنع من خلال تقديم نموذج مطابق وبالمقابل تكون الكميات المصنعة الأخرى منه غير مطابقة للمواصفات، «أمر لا يمر علينا، ما يدفعنا إلى المراقبة بشكل مستمر وخاصة خلال الفترة الحالية».

بدورها صحيفة تشرين ركزت على الالتهاب مجهول السبب حتى الآن في مستشفى العيون الجراحي في دمشق حيث قالت .. لم يتوقع محمد اللحام الرجل السبعيني الذي دخل إلى المستشفى لإجراء عملية سحب المياه البيضاء، أن الأمر سيفضي به إلى تورّم في العين، ولزوم المستشفى لأكثر من أسبوع.

دخل محمد إلى المستشفى يوم الاثنين الماضي، وأجرى عملية سحب المياه البيضاء، وتمت العملية بنجاح، وبعد الفحص الذي تم في اليوم التالي استطاع محمد أن يرى بعينه قليلاً، كما هو المفروض لمن أجرى هذه العملية البسيطة، ليفاجأ في مساء اليوم ذاته بتورّم عينه إلى درجة كبيرة استدعت مراجعة المستشفى صباح يوم الأربعاء ليكتشف أن عينه التقطت إنتاناً وأصيب بالتهاب باطن العين.

ابن المريض تحدّث لـ«تشرين» عن وضع والده فقال: إن وضعه الصحي الآن أفضل بنسبة 75%، ففي بادئ الأمر كان التورّم كبيراً وبعد مراجعة المستشفى وتلقى عدداً من الحقن والقطرات التي وصفت له من الأطباء، استطاع الوصول إلى ماهو عليه الآن.

الأمر ذاته حصل مع إنعام رستم التي دخلت إلى المستشفى للسبب ذاته، وعادت إليه يوم الخميس بعدما لاحظت احمراراً كبيراً في الجفن، وعند وصولها إلى المستشفى صباح الخميس، أدخلت إلى غرفة العملية وأجريت لها عملية قطع زجاجي، لسحب الالتهاب من العين.

لم تكن حالة مزينة بأفضل من سابقيها، بل على العكس، فالمريضة التي تبلغ من العمر 72 عاماً وتعاني مرض السكري والضغط، كانت مقاومتها للمرض أقل من غيرها بسبب الأمراض المذكورة.

مزينة بدأت اليوم تقترب من طريق الشفاء بعد ستة أيام قضتها في المستشفى تتلقى العلاج وكذلك الأمر مع ثماني حالات أخرى، بعضها الآن تماثل للشفاء، والبعض الآخر في طور الشفاء والتحسن، أما القسم الثالث فهو في حالة سيئة بانتظار بعض التحاليل التي ستحدد مصير عينيه وبصره، ولكن المتضرر الأكبر مما حصل كانت الطفلة آية ابنة الأشهر الأربعة، التي فقدت بصرها بالكامل كما أكد الكادر الطبي في المستشفى، فأين الخطأ؟ وما السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذه الإصابات؟؟

مديرة مستشفى العيون الجراحي الدكتورة رنا عمران بيّنت في تصريح خاص لـ«تشرين» أن الحالات بدأت ترد إلى المستشفى تباعاً منذ يوم الثلاثاء 12-12، وعند وصول العدد إلى أربع قامت إدارة المستشفى على الفور بإيقاف العمليات، والتواصل مع المرضى الذين أجريت لهم عمليات في الأيام الثلاثة التي سبقت اكتشاف الالتهاب.

وبحسب عمران: خلال ثلاثة أيام أجريت 71 عملية، كان من بينها 11 حالة التهاب باطن العين، أكثرها خطراً هما حالتان لسيدة وطفلة وكلتاهما أجريت لهما العملية في اليوم ذاته.

وتتابع مديرة المستشفى: بعد اكتشاف الحالات مباشرة عزلنا العيادات العامة عن مبنى المشفى لكيلا تصبح بؤرة تنقل التلوث، و قمنا بمسحات لتحديد السبب، كما تم رفع جاهزية التعقيم، وطبقنا البروتوكولات المعتمدة في معالجة هذه الحالات، وقمنا بعزل المرضى، كما أخلينا المستشفى بشكل كامل من كل مرضى الحالات الباردة والدراسات.

وأضافت د. عمران: إن خمسة من المرضى حالتهم مقبولة طبياً، حيث استطعنا أن نجري لهم عمليات قطع زجاجي، وحتى الساعة كل المسحات التي قمنا بها سلبية ( أي لم يوجد أي جرثومة)، ومازلنا حتى اليوم بانتظار نتائج البحث والمسحات التي ستحدد سبب الجرثومة وأصلها، كما استعنا بمخابر غير مخبرنا لنكون دقيقين ومتيقنين أكثر في النتائج، ولنقارن نتائج المسحات التي قمنا بها مع نتائج المسحات الأخرى، وتضيف: تمت الاستعانة بطبيب اختصاص إنتانية ورئيس قسم الإنتانية في مشفى المواساة وقام بفحص المرضى كلهم، وتقييم وضعهم ومن ثم وضع خطة لعلاجهم.

وأضافت د.عمران: إن وزارة الصحة لم تهمل الموضوع، فقد أبدت اهتماماً وتجاوباً كبيرين، وقامت بتأمين الأدوية اللازمة باهظة الثمن خلال فترة قصيرة، مع متابعتها اليومية والمستمرة لحالة المرضى.

الدكتور جوزيف سلوم نائب مدير المستشفى والطبيب المشرف على المرضى أوضح أن إنتانات المشافي موجودة في أي مشفى في العالم، وهي تحدث بنسبة حالتين لكل مئة عملية، ولكن الذي يتلقاها بشكل أكبر من كان لديه ضعف ما في جسمه أي الذين أجريت لهم عمليات حديثاً، وأضاف الدكتور جوزيف: إن النسبة الأكبر من المرضى بدأوا يتماثلون للشفاء، ولكنْ هناك حالتان قمنا اليوم بإرسالهما إلى مستشفى المواساة لإجراء بعض التحاليل، ومعاينة طبيب إنتانية من أجل تحديد ما إذا كنا سنقوم باستئصال العين لهم أم تفريغها فقط.

الدكتور عبد القادر الحسن نقيب أطباء دمشق بيّن أنهم بانتظار النتائج من الرقابة الداخلية في الوزارة التي تحدد من المسؤول عما يحصل!

وأضاف الحسن: الوزارة لديها كادر للتحقيق والرقابة ولديها مخبر لإجراء التحاليل مؤلف من 200 شخص، ولكننا ننتظر ما ستوجهه لنا الوزارة بخصوص تحديد سبب الإصابات والمسؤول عنها، وفي حال كان الخطأ من أحد الأطباء فهناك مجلس مسلكي يخضع له هذا الطبيب لتحديد العقوبات التي ستتخذ بحقه.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا