نهاية القانون الدولي؟ بقلم : تيري ميسان

الأربعاء, 11 نيسان 2018 الساعة 03:35 | مواقف واراء, زوايا

 نهاية القانون الدولي؟     بقلم :  تيري ميسان

جهينة نيوز :

تساءل الوزير سيرغي لافروف في مؤتمر الأمن الدولي الذي انعقد في موسكو بالقول : هل يأمل الغربيون فعلا بالتخلص من القيود التي يفرضها عليهم القانون الدولي؟

لقد روجت واشنطن على مدى السنوات الأخيرة، لمفهوم "القطب الأوحد"، وضرورة تلاشي القانون الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة، أمام جبروت الولايات المتحدة.

وتأسيسا على ذلك، هاجم بيل كلينتون يوغسلافيا في انتهاك صارخ للقانون الدولي. ثم فعل جورج بوش الابن الشيء نفسه ضد العراق، واقتفى أثرهما باراك أوباما ضد ليبيا، وسوريا.

أما دونالد ترامب فلم يخف يوما ريبته تجاه القوانين فوق الوطنية.

ويقول لافروف في إشارة لنظرية سيبروفسكي : "لدينا انطباع واضح بأن الأمريكيين يحاولون الحفاظ على حالة من الفوضى، المُسيطر عليها في هذا الفضاء الجيوسياسي الشاسع، الشرق الأوسط، على أمل استخدامها لاحقا لتبرير الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة من دون حدود زمنية، والترويج لأجندتهم الخاصة".

كما أن المملكة المتحدة أخذت، هي الأخرى، راحتها مع القانون الدولي، حين قامت في الشهر الماضي باتهام موسكو في "قضية سكريبال" من دون أدنى دليل، ومحاولة جمع أغلبية حولها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف طرد روسيا من مجلس الأمن.

من الواضح أنه سيكون من الأسهل على الأنغلوسكسونيين صياغة القانون من جانب واحد، من دون الحاجة للأخذ بعين الاعتبار رأي مخالفيهم.

لا تعتقد موسكو أن لندن اتخذت مثل هذه المبادرة من تلقاء نفسها، لأنها تعتبر أن واشنطن هي التي تقود حلبة الرقص حتى الآن.

لقد أدت "عولمة القيم الأنغلو سكسونية" إلى نسيان فضيلة الشرف، وتمجيد الربح، بحيث أصبحت تُوزنٌ مقترحات أي دولة، بمكيال التقدم الاقتصادي في بلدها.

مع ذلك، شذًت ثلاث دول في السنوات الأخيرة عن تلك القاعدة، وتم الإستماع إليها على أساس مقترحاتها، وليس وفقا لتطور اقتصادها، ك إيران في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، وفنزويلا في ظل الرئيس هيغو شافيز، والكرسي الرسولي في الفاتيكان.

وهكذا قفز مصطلح "الاتصالات" كتسمية جديدة، وحل مكان كلمة " بروباغندا" في العلاقات الدولية.

ومن وزير خارجية أمريكا، الذي لوًح ذات يوم بأنبوبة تحتوي على سائل جمرة خبيثة مزيفة، إلى وزير خارجية بريطانيا الذي كذب مؤخرا في الحديث عن أصل وفصل نوفيتشوك سالزبوري.

حاولت الأمم المتحدة خلال السنوات الأولى من تأسيسها، حظر " بروباغندا الحرب"، لكنها تشهد اليوم على انخراط بعض أعضاء مجلس الأمن الدائمين فيها.

لكن الأسوأ، هو ما حصل عام 2012، حين تمكنت واشنطن من تعيين واحدا من أردأ صقور إدارتها، جيفري فيلتمان بوصفه الرجل الثاني في المنظمة الأممية، فصارت الحروب تنظم وتدار منذ ذلك التاريخ في نيويورك، من داخل المؤسسة، التي يفترض بها أن تبذل قصارى جهدها لمنع وقوعها.

تتساءل روسيا في الوقت الحالي عن الإرادة المحتملة للغربيين في الذهاب إلى تجميد الأمم المتحدة. وفي هذه الحال سيترتب عليهم خلق مؤسسة بديلة، غير أنه لن يكون هناك منتدى آخر يسمح للكتلتين بالحوار فيما بينهما.

وتماما حين يتحول المجتمع إلى فوضى، يصبح فيها الإنسان ذئبًا لأخيه الإنسان، وعندما يُحرم هذا المجتمع من الحقوق، سيتحول العالم برمته إلى ساحة قتال، فيما لو تخلى عن القانون الدولي.

شبكة فولتير الفرنسية


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    11/4/2018
    11:04
    هذه هي طبيعه النظام الراسمالي ..وهذا ليس بجديد
    لا اعتقد هذا اكتشاف جديد ؟ ولكن الفرق في الحقبة السابقه كانت هناك مدارس فلسفيه ، وفكريه وكان الصراع يبدوا ايدولوجيا وبعد خروج الاتحاد السوفيتي من دائره الصراع سيطرة اخلاقيه سياسه القطب الواحد واعادت قيم الصراع الدولي الي طبيعتها باخلاقيات الحقبه الاستعماريه التي بنيت علي اساسها الحضاره الغربيه وتستمرالى اليوم بنفس القيم وان تغيرت الظروف الموضوعيه والاساليب ، والغرب لديه نزعه مطروحه في فلسفه الحضارات التي يؤمنون بها بشعار (اما نحن او هم ) هذه الفلسفه التي تمثل شريعه الغاب ولامكان للفكر ، والدين ، والايديولوجيا ، ولا لمراكز الدرسات الاستراتيجيه بل الفلسفه البراغماتيه واخلاقيات المدرس الميكافيليه بشعار سنفعل ما نريد ودع الاخرين يحللون ما نفعل لذلك نقول المقال لم ياتي بجديد.
  2. 2 محمود
    2/6/2018
    09:25
    عصر العبد والعصا
    لم يكن الغرب في اوج جبروته ليهتم بنتائج عنصريته الجاثمة فوق صدورشعوب العالم الغير اوربي , حتى اتى رُّبك بالحرب الكبرى الأولى وكانت تمهيدا للحرب الثانية التي فاقت بوحشيتها الأولى , والمشكلة لدى الغرب المتوحش ليست في الوحشية بل في اتجاه هذه الوحشية , الذي اصاب الشعوب الاوربية "النخبوية المختارة", لذلك حاولوا قوننة العلاقات لإدارة الخلافات فأنشأوا عصبة الأمم وبعدها هيئة الأمم المتحدة التي كانت الغطاء للكثير من جرائم العصر اولّها اغتصاب فلسطين وارسال قوات اممية الى كوريا وتدمير كافة المدن هناك الى حروب الغرب على العرب والتى مهدوا لها تدريبا في غزو غرانادا وبنما ... لولا السلاح النووي الروسي تحديدا لعاد العالم الى عصر العبد والعصا وسياسة اميركا مع عبيد الخليج الفارسي مثال

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا