جهينة نيوز
كشف مدير فرع اتصالات دمشق يونس حسن لصحيفة "الوطن" عن دراسة قدّمتها الشركة السورية للاتصالات لنقابة المهندسين، هدفها معالجة ظاهرة تشابكات الأسلاك التي تظهر على المنازل والأبنية والتي أثارت تساؤلات كثيرة للعديد من المواطنين، مشيراً إلى أنّ سببها الرئيس يعود إلى عدم وجود شبكة تمديدات داخلية للاتصالات بين مدخل البناء ومنزل المشترك في أغلب الأبنية القديمة، بينما تم تنفيذ هذه الشبكات مسبقاً بشكل لا يلبي الشروط الفنية في الأبنية الحديثة، علماً بأن تلك التحديدات ليست مسؤولية الاتصالات.
وبين أنّ عدم تنفيذ هذه التمديدات بشكل صحيح، يؤدي إلى تشابكات بين أسلاك الهاتف والكهرباء وتمديدات المياه، ما يسبب في تدني جودة خدمات الاتصالات والإنترنت، إضافة إلى تشوه المنظر الجمالي للأبنية.
لافتاً إلى أنّ ذلك يؤدي إلى زيادة الأعطال في خطوط المشتركين وصعوبة إجراء أعمال الصيانة وتأخر عمليات الإصلاح، معتبراً ذلك من أهم الأسباب التي تؤدي إلى بطء خدمة الإنترنت، منوهاً إلى أنّ فرع اتصالات دمشق يقوم بإجراء أعمال تنظيم لخطوط المشتركين ضمن الأبنية إلا أنّ ذلك لا يلبي المتطلبات الفنية لتأمين الخدمة بشكل جيد.
وعن الإجراءات التي تم اتخاذها لتلافي هذه المشكلة، قال حسن: «عمل فرع اتصالات دمشق على تلافي هذه المشكلة من خلال العمل على محورين، الأول كان من خلال وضع مواصفة تتضمن الشروط العامة الواجب توافرها في الأبنية لتأمين خدمات الاتصالات الحديثة عريضة الحزمة، تم إرسالها إلى نقابة المهندسين عام 2016 من أجل اعتمادها عند منح التراخيص لتشييد الأبنية الطابقية والبرجية الحديثة».
إضافة إلى ضرورة التزام شركات البناء والمتعهدين بها، مبيناً أنّ المواصفة المقدّمة تتضمن إنشاء غرفة خاصة بالاتصالات في كل بناء مع التمديدات إلى كل طابق وكل منزل، حيث تؤمن تخديم كل منزل بالكوابل النحاسية والكوابل الضوئية، منوهاً بضرورة مراعاة الالتزام بوجود مسافة لا تقل عن 5 سم بين التمديدات الداخلية للهاتف والكهرباء ضمن المنزل.
أمّا فيما يتعلق بالمحور الثاني، فأوضح أنّه تم من خلال التعميم على لجان البناء في محافظة دمشق بضرورة إنشاء شبكات تمديد داخلي للهاتف في الأبنية القائمة حالياً، وفق مواصفات الشركة السورية للاتصالات.
مبيناً أنّ تطبيق هذه المواصفات على الأبنية القديمة والحديثة سينعكس بشكل إيجابي على جودة خدمة الإنترنت والاتصالات، كما سيساهم في المحافظة على المنظر الجمالي لأبنية العاصمة. مشيراً إلى أنّ الشركة السورية للاتصالات ما زالت بانتظار اعتماد المواصفة من نقابة المهندسين، إلّا أنّ الغريب في الموضوع تجاهل نقابة المهندسين للدراسة المقدّمة لها منذ سنوات حسب معلومات الشركة، وخاصة أنّ نقابة المهندسين اليوم تعتمد مواصفات لعدد من الوزارات الخدمية الأخرى، وخاصة وزارة الكهرباء في ضرورة إلزام النقابة المتعهدين بضرورة التقيد بالمواصفات التي تطلبها الكهرباء فيما يتعلق بتغذية الأبنية بالطاقة، إضافة إلى المواصفات الأخرى التي ترتبط بخدمات المياه والصرف الصحي وغيرها.
كما إنّ موضوع المواصفات المقدّمة من الاتصالات إلى نقابة المهندسين، سوف يسهم بشكل كبير في معالجة مشكلة بطء الأنترنت، إضافة إلى فتح فرص عمل أمام شريحة كبيرة من المتخصصين في مجال هندسة الاتصالات، وكون ذلك أيضاً يشكل مصدراً مالياً إن أصبح ملزماً للنقابة، وخاصّة أننا حالياً مقبلون على مرحلة إعادة إعمار جديدة.