جرمانا تغرق بالقمامة والحجة "الآليات والكوادر".. الحفر الترابية تملأ طرقات وحارات المزة!

السبت, 19 أيار 2018 الساعة 14:38 | اخبار الصحف, الصحف المحلية

جرمانا تغرق بالقمامة والحجة

جهينة نيوز

ركزت صحيفة تشرين في عددها الصادر اليوم السبت 19 ايار 2018 على مشكلة النظافة في مدينة جرمانا وقالت.. سألت رئيس بلدية جرمانا: ماهي مشكلة النظافة في جرمانا؟ فأجابني: تقصد ما مشكلة كارثة النظافة في جرمانا؟.

تلخص هذه الكلمة واقع حال النظافة في مدينة جرمانا التي هي في جميع المقاييس كارثة نظراً لعدد السكان الهائل فيها وحجم العمل المهول لترحيل القمامة منها, بالمقابل إمكانات البلدية أضعف من ضعيفة في ترحيل مئات الأطنان من القمامة (من 800 إلى 1000 طن قمامة يومياً) وقد تفاقم هذا الوضع بعد ترك متعهد ترحيل قمامة القطاع الثاني في جرمانا وهو من شارع القريات إلى شارع الفرن الآلي ولا ندري ما أسباب تركه وأصبحت البلدية بإمكاناتها المتواضعة تقوم مضطرة بترحيل قمامة القطاع الثاني إضافة إلى قمامة القطاع الثالث (من مفرق الفرن الآلي إلى بقية مناطق جرمانا المتبقية) الذي تقوم بترحيله من الأساس، بينما بقي متعهد القطاع الأول من شارع القريات إلى كشكول ملتزماً بتعهده وعمله مع بلدية جرمانا.

31 عامل نظافة بمن فيهم المفرزون إلى جرمانا من بقية مناطق الغوطة، منهم 17 عاملاً معوقاً أو من ذوي العاهات الدائمة، وعلى صعيد المعدات التي تعمل فقط ضاغطتان كبيرتان وضاغطتان صغيرتان و(قلابان كبيران) لترحيل القمامة، هذه الإمكانات الضعيفة مقارنة بما هو مطلوب جعلت القمامة تتكدس في الشوارع والحارات ما رفع وتيرة التساؤلات والمطالبات بحل هذه المعضلة.

مشاجرات يومية بسبب القمامة ونقص في الحاويات

المواطن جورج نمر يعيش في جرمانا منذ عشرين عاماً قال: ليس من المعقول أن تصبح جرمانا مزبلة بهذا الشكل، ولأن فيها كثافة سكانية كبيرة يجب أن يكون هناك نشاط للنظافة كبير، مشيراً إلى أن البلدية لا تقوم بدورها في نظافة المدينة وهناك حملات تنظيف مؤقتة لا تفي بالغرض لأنها غير مستدامة. وأضاف نمر: منذ فترة قريبة أحضرنا دورية شرطة للذين يرمون القمامة على الدرج أو أمام البناء وكانت النتيجة أن زالت القذارة من البناء مدة أسبوع واحد من ثم ذهبت هيبة السلطة وعاد أولئك الأشخاص ليرموا قمامتهم من جديد.

المواطن محمد علي الخش من سكان جرمانا منذ 18 عاماً قال: لا توجد نظافة في جرمانا على الاطلاق حيث الجيران يرمون القمامة من شبابيك منازلهم إلى حاراتنا ويرمون أكياس قمامتهم المنزلية في الحارة رغم أن الحاوية لا تبعد سوى بضعة أمتار. الآنسة رندا تعمل في صالون حلاقة للسيدات تقول: كثافة القمامة في حي المزارع في جرمانا أكثر من كثافة السكان ويومياً نتشاجر مع الجيران بسبب الزبالة ولا حياة لمن تنادي، لافتةً إلى ضرورة تغريم كل من لا يرمي قمامته في الحاوية.

17 عاملاً من أصل 31 معوقاً والبلدية تفتح المجال لتوظيف عاملات للنظافة

«تشرين» التقت رئيس بلدية جرمانا خلدون عفوف وعضو المكتب التنفيذي المكلف بمتابعة ملف النظافة نزيه الجرماني.

عفوف قال: مشكلة كارثة النظافة في جرمانا أن هناك كثافة سكانية كبيرة (أكثر من مليون ونصف المليون نسمة) وإمكانات ضعيفة لتنظيف الشوارع وترحيل القمامة ونرحل من جرمانا يومياً ما بين 800 إلى 1000 طن قمامة وفي بعض الأيام نرحل 1100 طن.

وأضاف عفوف: ينص القانون السوري للنظافة على أن كل ألف شخص بحاجة إلى ضاغطة و6 عمال وإذا ماطبقنا هذا على أرض الواقع في جرمانا فسيعني أننا بحاجة إلى آلاف العمال ومئات الضواغط، نحن نطالب فقط بـ 100 ضاغطة و400 عامل، بينما اليوم لدينا في بلدية جرمانا 31 عامل نظافة بمن فيهم السائقون الذين لا يمكن عدّهم عمال نظافة وكذلك العمال الاربعة الذين يعملون مع الضاغطة لا يمكن عدهم عمال نظافة لأنهم لا يقومون بكنس الشوارع وتالياً يتبقى فقط ما بين الأربعة والخمسة عمال الذين هم عمال نظافة في كامل المدينة لأن أغلبية الذين تبقوا لديهم أمراض معينة(17 منهم معوق أو لديه عاهة). وأضاف عفوف: المشكلة الأخرى التي نواجهها أن المحافظة طالبت بعودة العمال المفرزين لدينا وآلياتهم وستعيدهم إلى مناطقهم، وأضاف: عندئذٍ لن يتبقى إلا أن نصعد نحن أعضاء المجلس البلدي على تلك الآليات.

وبيّن عفوف أن البلدية لديها مشكلة في تأمين العمال، وقال: حصلنا على موافقة عقود لـ 25 عاملاً وربما يمر شهر ولا يقبل أحد من العمال لأن هناك أوراقاً مطلوبة قد لا يستطيع العامل تأمينها كورقة لا حكم عليه وغيرها أو أن يتقدم ممن هم فوق الستين عاماً وهذا غير مقبول ولهذا تبنّينا في جرمانا فكرة جديدة وهي (عاملات النظافة) للكناسة فقط ولكن إلى الآن لم يتقدم أي منهن وهي تشكل 50% من المشكلة، مشيراً إلى ان السبب هو ضعف الأجور مقابل حجم العمل الكبير.

ولفت عفوف إلى أن هناك سلبية كبيرة تعانيها البلدية مع الكثير من المواطنين، منها التنوع الثقافي في جرمانا حيث إن كل من أتى إليها يحاول أن يفرض ثقافته في النظافة فهناك على سبيل المثال من يريد أن يضع قمامته على باب منزله ويريد من البلدية أن تقوم بترحيلها ويجد صعوبة في حملها والذهاب بها إلى الحاوية لأنه لم يعتد على هذا في قريته.

وبالنسبة للغرامات أفاد عفوف أنه منذ شهر ونصف الشهر تم تفعيل قانون النظافة في جرمانا وبدأت البلدية بفرض ضبوط نظافة وإشغالات أرصفة وقد تجاوز عدد الضبوط 500 ضبط خلال شهر ونصف الشهر، موضحاً أن الغرامة تصل إلى 5 آلاف ليرة ومن لا يسدد الغرامة في البلدية يحال ضبطه إلى القضاء.

وأشار عفوف إلى المشكلة الأخرى التي تعانيها البلدية هي مشكلة قمامة المعامل والورش الصناعية المنتشرة بشكل كبير جداً في جرمانا، لافتاً إلى أن ضبط هؤلاء تصل قيمته إلى خمسين ألف ليرة لأن مخلفات معمل واحد قد تعبئ عشر حاويات والقانون نص على أن يرمي أصحابها مخلفات معاملهم في المكب وليس في الحاويات وخصوصاً معامل الأقمشة.

القطاع الثاني بلا متعهد منذ أكثر من شهرين

عضو المكتب التنفيذي نزيه الجرماني قال: القطاع الثاني في جرمانا منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر بلا متعهد والبلدية هي التي تقوم بترحيل قمامته، موضحاً أن عدد الضواغط التي تعمل حالياً ثلاث فقط وهناك 6 معطلة كما لدى البلدية قلاب(مارسيدس) معطل وجرار معطل وكانسة(ايسوزو) معطلة وتركس صغير معطل.

وأضاف الجرماني: يتم ترحيل القمامة مرة واحدة كل يوم وفي بعض الأماكن لا يتم ترحيلها لعدة أيام، وضعنا المحافظة بالصورة وهناك كتب نظامية بهذا الخصوص ولم يجيبونا بعد ولكن في مرحلة سابقة قدموا لنا ضاغطتين صغيرتين كما بعثوا لنا في السنة الماضية (قلابين) كبيرين لكننا بحاجة إلى عدد أكبر بكثير من هذا، مفيداً أن جرمانا بحاجة أقل ما يمكن إلى عشر ضواغط كبيرة جديدة و6(قلابات) ضمن الأحياء وموافقة على عمل 100 عامل بعقد سنوي لأن عقود الثلاثة أشهر المؤقتة لا تجذب العمال والسبب ضعف الراتب الشهري الذي لا يتجاوز العشرين ألف ليرة فقط.

وأضاف الجرماني: عملنا دراسة لمعرفة سبب عدم تقدم أي متعهد للقطاع الثاني فوجدنا أن الكثافة السكانية هي السبب، الحسابات النظرية وعدد الحاويات لا يتناسب مع الحجم الحقيقي لكمية القمامة المطلوب ترحيلها، نقول للمتعهدين: لدينا مساحة جغرافية كذا وعدد حاويات كذا وعندما يعمل يكتشف أن ما يرحله من قمامة خارج الحاويات يساوي أضعاف ما بداخلها.

مطالبات بتفعيل دور لجان البناء

المواطن جورج نمر أكد أهمية تفعيل سلطة لجان البناء المسجلة رسمياً وأن تكون لديها صلاحيات في تغريم وقمع المخالفين عبر الاستعانة بشرطة البلدية، وأضاف: يجب على البلدية أن تفرض على كل بناء تشكيل لجنة بناء وفي الشوارع العامة الكبيرة على كل 15محل تشكيل لجنة للنظافة. من جانبه رئيس البلدية قال: فعّلنا هذا الموضوع وبدأنا بتطبيقه في حي الوحدة وحي الروضة كتجربة وهي مسؤولة عن الكثير من الأمور فيما يخص البناء ومنها النظافة وتقوم بالتنسيق معنا وسوف نعمّم هذه التجربة على بقية أحياء جرمانا وسندعو إلى اجتماع ثان من أجل هذا الأمر.

من المدهش أن مدينة جرمانا التي يجبى منها ضرائب بعشرات ملايين الليرات سنوياً بين ضريبة دخل مقطوع وضريبة ترابية وضرائب غير مباشرة ويستوفى 10% من هذه الضرائب لمصلحة الادارة المحلية كما يستوفى من كل فاتورة كهرباء وماء وغيره 10% لمصلحة الإدارة المحلية هذا غير المئة ليرة رسم النظافة المضاف على كل فاتورة كهرباء في كل دورة وللعلم, في جرمانا أكثر من 80 ألف عداد كهرباء، وهذا غير رسم النظافة الذي تأخذه البلدية من أصحاب المحال التجارية، ومع ذلك واقع النظافة في المدينة النشطة اقتصادياً مزرٍ جداً.

ماهر الجمل مستثمر سوبر ماركت على يقول: أدفع رسماً سنوياً للبلدية 3200 ليرة كي يكون الشارع نظيف ولكن يومياً أكنس أمام محلي.

الحاويات لا تفي بالغرض

معظم الأسر في جرمانا تبعث بأطفالها لرمي القمامة، والأطفال يرمون بها هنا وهناك.

إذاً لابد من اعادة النظر في توزيع الحاويات لأن بعض الأماكن توجد فيها مجموعة حاويات في حين منطقة أخرى تتطلب من المواطن أن يمشي 500 متر حتى يجد حاوية.

المواطنة رندا أشارت إلى أن هناك نقصاً في عدد الحاويات، وأضافت: يجب أن تكون هناك حاوية صغيرة كل 15 متراً على أقل تقدير، موضحة أنه لو كانت الحاويات قريبة من البيوت وعددها كبير لخفف ذلك من المشكلة.

رئيس المجلس البلدي، قال: بالنسبة لتوزيع الحاويات لدينا خريطة مدروسة ويجب ألا تتجاوز أبعد نقطة بين حاوية وأخرى الـ 300 متر، ولكن ما يتحكم في توزيع الحاويات بنسبة 60% هو موضوع وصول الضاغطة لها، وأضاف عفوف: لدينا أيضاً مشكلة مع الأهالي في توزيع الحاويات حيث نواجه يومياً خلافات مع الأهالي لمكان وضع الحاوية أو مشكلة اختفاء الحاوية، مشيراً إلى أن هناك نقصاً شديداً بعدد الحاويات وحاجة المدينة إلى ضعف ما هو موجود حالياً على أقل تقدير.

اقتراح

بقي أن نقول: ترحل قمامة من دمشق يومياً حوالي 3 آلاف طن ويرحل من جرمانا حوالي ألف طن يومياً أي إن جرمانا يرحل منها يومياً ثلث ما يرحل من كامل محافظة دمشق التي فيها مديرية خاصة بالنظافة لديها أسطول ضخم من آليات جمع ونقل القمامة وشتان بين إمكانات المدينتين، ألا يمكن أن تستعين وزارة الإدارة المحلية أو تفرز جزءاً من هذا الأسطول لمساعدة مدينة جرمانا في حل مشكلة النظافة فيها.

وبنفس السياق يعاني حي المزه 86 من كثرة الحفر والمطبات فالجهات المعنية -حسب قولهم- تحفر للصيانة ولا تعيد التزفيت, بل تبقي الحفر على حالها والترائب, وتالياً يصح الحال إلى مزرياً لدى أي رشقة مطر, فمن أوحال إلى برك مياه إلى مصائد للسيارات, حيث جميع السيارات تقع في الحفر وتتعطل إضافة إلى أن هذه الحفر متنوعة القياسات والأعماق وتالياً عند امتلائها بمياه المطر تكون مصائد للمارة والأطفال بشكل خاص, حيث قد يغرقون ويتزحلقون إضافة إلى الغبار والتلوث اللذين تحدثهما صيفاً عند كل نسمة هواء لتتحول النسمة صيفاً رغم روعتها إلى نقمة, مشيرين إلى أن هذا الحال منذ أكثر من أربع سنوات والجهات المعنية تهمله وتغض الطرف عنه رغم أنهم تقدموا بشكاوى عديدة للجهات المعنية لكن من دون جدوى على الرغم من الكثافة السكانية الكبيرة التي يضمها الحي, لافتين إلى أن عدد الحفر نتيجة الإهمال وصل إلى حدود خمسين حفرة في الشارع الواحد إضافة إلى وجود طرق ترابية إلى الآن حول البنايات الجديدة بمنطقة المزة 86 مدرسة لم يتم تزفيتها.

حسين الصالح مدير الخدمات الفنية في منطقة المزة أشار إلى أن ورشات المحافظة ستقوم بالكشف الحسي على المنطقة وسنقوم بعمليات ردم ورص للحفر الموجودة ريثما يتم تأمين الزفت لمد بساط كامل للشوارع فهي بحاجة لبساط كامل لعدم توافر الزفت بكميات كبيرة حالياً لدى المحافظة كما سنقوم بمعالجة كل حالة حسبما تتطلب. ونحن بانتظار ابرام عقد مع إحدى الشركات أيضاً حتى يتم التزفيت بشكل كامل.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا