جهينة نيوز:
اكشفت ثلاثة مستودعات متجاورة في القطاع الشرقي من التل تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد في تل دبة بريكة بمحافظة السويداء.
وقال الباحث الآثاري باسل غرز الدين الذي أشرف على أعمال التنقيب إن المستودع الأول يأخذ شكل نصف دائري مكون من ثلاثة مداميك من الحجارة البازلتية غير المنتظمة فيما يأخذ الثاني شكلاً شبه دائري مكون من ثلاثة مداميك من الحجارة نفسها بينما يتكون الثالث من طبقتين من الحجارة وهو الأصغر حجما.
وأوضح غرز الدين أن عملية الكشف في الجهة الشرقية للتل أظهرت وجود أساسات حجرة مكونة من صف واحد وعدد من اللقى الأثرية من القدور والصحون والقصاع والجرار والأباريق والقوارير وكسر الرخام والصوان والقطع المعدنية والخرز منها ما هو مستورد لاسيما تلك التي تعود للآنية القبرصية ذات العجينة الناعمة والزخارف المكونة من الخطوط البنية إلى جانب الكسر الفخارية التي تعود لآنية محلية الصنع وتحمل تجسيداً بشرياً غير متقن الشكل وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.
وأضاف غرز الدين أن البعثة الوطنية العاملة في التل عثرت خلال مواسم التنقيب السابقة على مجموعة جيدة وفريدة من اللقى الفخارية المتنوعة ما بين دنان وجرار وقصعات وقدور وقوارير صغيرة وأباريق زيت من النوع الفاخر التي اختصت بها مناطق جنوب سورية و كانت تصدر إلى مصر مشيرا إلى أن جميع هذه الأباريق ذات بطن منتفخ وعنق ضيق ينتهي بفوهة مستديرة لها عروة واحدة مزدوجة المظهر وتدل على وجود علاقة تجارية وثيقة للمنطقة بشكل عام ولتل دبة بريكة بشكل خاص مع مصر.
ولفت غرز الدين إلى أن تلك الأواني تعود حسب المقارنات إلى عصر البرونز القديم والوسيط حيث عثر على مثيلات لها في خربة لبوة جنوب سورية إلى جانب العثور على عجينة زجاجية عليها إشارات هيروغليفية موضحاً أن الدراسات في الموقع بينت أنه يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد واستمر حتى العصر النبطي وربما الغساني.
وبين غرز الدين أن تل الدبة والمواقع المحيطة به تشكل وحدة إدارية مركزها التل الذي ورد اسمه في حوليات تحوتمس 1504-1450 قبل الميلاد ويمتاز الموقع بأسوار كبيرة ترتفع إلى أكثر من ثلاثة أمتار في بعض المواقع وأبراج ومحارس وآثار متعددة مثل المذابح والتماثيل البازلتية.
يذكر أن تل دبة بريكة الأثري يقع جنوبي قرية بريكة في محافظة السويداء بحوالي 1 كيلو متر وكان محاطا بسور كبير ووجدت فيه لقى أثرية تعود لعهود مختلفة آرامية يونانية رومانية نبطية ويعتقد إن اسمه كان سابقا دوبوو كان يسيطر على طرق التجارة في تلك المنطقة.