جهينة نيوز:
عبر المعماري الهولندي العالمي رم كولهاس عن إعجابه الكبير بمدينة دمشق وغناها المعماري الذي يشكل تسلسلا زمنيا للحضارات التي تعاقبت عليه.
وقال المعماري العالمي في محاضرة له في مركز رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق مساء أمس: "إن ما شعرت به في دمشق لم أشعر به في أي مدينة أخرى .. وأنتم محظوظون لرؤية هذه الأشكال المعمارية التي تعبر عن مرور حضارات عدة على بلادكم".
ودعا كولهاس الحائز جائزة بريتزكر المعمارية لعام 2000 والذي شارك فى تأسيس مجلة فوليوم وصنفته التايمز فى عام 2008 من بين أهم مئة شخصية مؤثرة فى العالم، إلى توخي الحذر بشأن إدخال بعض الحداثة المعمارية إلى مدينة دمشق التي تتعايش الاشكال المعمارية فيها مع بعضها بشكل جميل.
وأشار إلى ضرورة المحافظة على البيئة المعمارية القديمة لدمشق بطريقة حساسة وعناية كبيرة واصفا إياها بالتحفة المعمارية التي يجب الحرص عليها والتعامل معها بشكل حذر لافتا إلى اهمية المواءمة بين الطرازين المعماريين القديم والحديث مع الحفاظ على خصوصية كل موقع وبناء قديم.
وعرض كولهاس مجموعة من الصور مأخوذة من أماكن مختلفة من دمشق تعكس بعض النماذج المعمارية القديمة والمخططات المعمارية لأبنية حديثة مبديا إعجابه بقسم منها الذي تقاطع في تصميمه مع نماذج لمشاريع مكتبات عالمية قام بوضعها لافتا في الوقت ذاته الأنظار إلى عدم الاهتمام الكافي بقسم آخر من المباني على الرغم مما تتميز به من عراقة.
وقال المعماري الهولندي العالمي إن وجودي في دمشق دليل على الاهتمام بالوطن العربي الذي يجب التحاور معه نظرا لما يتمتع به من حضارة جديرة بالتواصل وفهمه بطريقة افضل مشيرا إلى أن زيارته الحالية هي الثانية إلى سورية حيث لم يتمكن في الزيارة الأولى من الاطلاع الكافي على معالم دمشق .
واستعرض كولهاس نماذج من التصاميم المعمارية التي نفذها في دول مختلفة من العالم والتي تعكس الحداثة في فن العمارة التي قال انها ليست فنا للاساتذة فقط وانما هي لعبة طفولية وافكار غير متنبأ بها ومن تلك التصاميم مكتبة في العاصمة الفرنسية ومبنى لإقامة حفلات موسيقية في مدينة تورتو بالبرتغال ومبنى سفارة هولندا في برلين ومبنى ترانسفورمر في عاصمة كوريا الجنوبية الذي صممه لصالح شركة برادا العالمية للازياء الراقية ومبنى التلفزيون الصيني الذي انجزه بالتعاون مع 108 اساتذة عمارة صينيين اضافة إلى العديد من المشاريع في الوطن العربي مثل الامارات العربية المتحدة وقطر وليبيا وتونس .
ورأى المعماري العالمي ان فن العمارة اليوم هو مجموعة من القضايا المعقدة الذي يتطلب الجمع بين الهيكليات المختلفة مشيرا إلى انه خلال ربع قرن مضى وصل اقتصاد السوق إلى كل مكان واتاح للقطاع الخاص امكانية العمل على عكس صورة الفرد بان يكون مختلفا عن الآخرين معتبرا ان هذا الامر محير له كمعماري لانه لم يعد مرتبطا بقيم المجتمع لافتا إلى صعوبة تلبية المتطلبات المعمارية الخاصة بقوى اقتصاد السوق وضرورة شرح وتوضيح التصاميم الجديدة وما تحمله من معاني وانعكاسات رغم صعوبة ارضاء اذواق الجميع.
وأشار المعماري كولهاس إلى أهمية التعاون بين المصممين المعمارين والجامعات نظرا لما يمكن أن يقدمه طلبة الجامعات من أفكار خلاقة في مجال التصميم والاستفادة منها في احداث تغيير في تفكير الناس لجهة محبة الاشياء وجعل السياح يحبون ما هو قائم في أي بلد والحفاظ على ثقافته واحترام طرازه المعماري مبينا انه على المعماري وضع تصميم واحراز نتيجة غير متوقعة واستكشاف الامور وعدم تكرار نفسه ومعرفة ما يريده وما سيخترعه.
وتخللت المحاضرة اسئلة واستفسارات من الحضور تركزت حول فن العمارة واهمية ادخال الحداثة في المناطق المعمارية القديمة وكيفية الحفاظ على التراث و التعامل مع السياق والمضمون المعماري .
يشار إلى أن كولهاس هو أحد رواد الحداثة المعمارية ويعمل استاذا فى العمارة التطبيقية والتصميم الحضرى فى جامعة هارفارد وهو متخصص بالعمارة الحديثة وقد انجز العديد من المشاريع التى حظيت باشادة كبيرة من النقاد بينها القصر الكبير فى ليل بفرنسا واديوكيتوريوم وهو مبنى متعدد الوظائف لجامعة اوتريخت بهولندا وقاعتان للعرض فى لاس فيغاس.