جهينة نيوز
يتجه الجيش السوري نحو إمساك كامل الحدود الشرقية لجيب «جيش خالد بن الوليد» في وادي اليرموك، مع قرب دخوله كامل بلدات ريف درعا الغربي، عبر اتفاقات «تسوية» تأخر إقرار مثيلتها عن الريف الشرقي، ولكنها باتت منجزة.
بلدة طفس التي رفضت «المصالحات» في البداية، وشهدت معارك واسعة، انضوت تحت جناح التسويات، ودخلتها أمس في مرحلة أولية، قوات من الشرطة العسكرية الروسية، وفق ما تم التفاهم عليه في اجتماع جرى أول من أمس في بلدة بصرى الشام. وبخروج طفس واليادودة من حسابات المعارك، دخلت وحدات من الجيش أمس باتجاه تل الأشعري (غرب طفس)، ووصلت إلى أطراف بلدة جلّين، الخاضعة لسيطرة «جيش خالد»، كخطوة أولى نحو الدخول إلى جسر الأشعري والشيخ سعد، شمالاً، وإلى مزيريب ومحيطها الغربي، جنوباً.
هذا التقدم إلى حدود سيطرة التنظيم، استجلب مناوشات على أطراف بلدة حيط، التي ما زالت تضم مسلحين من فصائل الجنوب، أبدوا استعداداً للتعاون مع الجيش والجانب الروسي في أي معركة مقبلة ضد «جيش خالد». وشهد أمس قصفاً جوياً، سوريا وروسياً، على مواقع التنظيم في بلدات وادي اليرموك، وتركزت الغارات في شكل كبير على مناطق تتبع بلدة سحم الجولان وغرب جلّين. وفي المقابل، رد مسلحو «جيش خالد» بقصف على بلدة زيزون ومنطقة «معسكر الطلائع» المجاور.
المشاركة الجوية الأولى من نوعها، من حيث الكثافة، في العمليات في وادي اليرموك، أفرزت تصعيداً مع العدو الإسرائيلي، بعد إسقاطه طائرة استطلاع عبرت حدود الجولان المحتل، خلال قيامها بعمل استطلاعي فوق مناطق سيطرة «جيش خالد». وأشارت تصريحات جيش العدو إلى أن الطائرة لم تكن مزودة بأسلحة، بل بمعدات تصوير فقط، موضحة أنه تم التواصل مع الجانب الروسي، قبل إسقاطها، للتأكد من عدم تبعيتها لسلاح الجو الروسي، الذي كان ناشطاً أمس في محيط الجولان ووادي اليرموك.
وبينما ينذر التصعيد بين الجيش وتنظيم «جيش خالد» باحتمال نشوب معارك قبل أوانها المفترض، ينحى أغلب ريف درعا الشمالي الغربي نحو التوقيع على اتفاقات «تسوية» تجنبه احتمالات المعارك. وذلك بالتوازي مع المعلومات التي تفيد بإتمام الاتفاق الخاص بأحياء مدينة درعا الجنوبية ومحيطها، والتي تضم درعا البلد وطريق السد والمخيم وسخنة والمنشية، إلى جانب منطقة غرز. وخلال جولة المحادثات الأخيرة التي حضرها ممثلون مدنيون عن أبرز بلدات الريف الشمالي الغربي، تم التفاهم على بنود اتفاق على غرار ما جرى في الريف الشرقي والمدينة. وبعد دخول بلدات كفرشمس وكفرناسج وسملين وعقربا، طريق «المصالحات»، تتجه بلدات إنخل وجاسم والحارة، بدورها نحو هذا التوجه.
وشهد أمس خروج عدد من المسلحين إلى نقاط الجيش، بمبادرة من بعض الوجهاء، وسلموا سلاحهم. غير أن الخلاف الرئيس الذي لا يزال يعيق إنجاز الاتفاق وتوقيعه، رفض عناصر «هيئة تحرير الشام» حتى الآن، لطرح «المصالحات»، وعزمهم مع مجموعات صغيرة من فصائل أخرى على خوض معارك مع الجيش. ويبدو أن ملف ترحيل المسلحين الرافضين «التسوية» إلى الشمال السوري، لا يزال مؤجلاً، لسبب غير معلن، في وقت تتحدث أوساط معارضة، عن رغبة في حصر كامل الراغبين في المغادرة، في كامل المنطقة الجنوبية، قبيل انطلاق العملية. وبالتوازي مع استمرار الفصائل المسلحة في ريف درعا الشرقي، في تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى الجيش، انتقل جزء كبير من وحدات الجيش التي ساهمت في معارك الريف الشرقي، والسيطرة على الحدود، إلى خطوط التماس القريبة من ريف القنيطرة، الذي قد يشهد جولة تصعيد عسكري، إن فشلت جهود التسويات.
وفي موازاة هذه التطورات، يواصل الجيش وحلفاؤه معارك ضد «داعش» في بادية السويداء الشرقية، وسط محاولات التنظيم استعادة عدد من النقاط التي دخلها الجيش خلال هجومه الأخير، وشنه «غارات» على خطوط الإمداد هناك. ويأتي نشاط التنظيم بالتوازي مع انعقاد اجتماع جديد، اليوم، لأعضاء «التحالف الدولي» في بروكسيل، تزامناً مع انعقاد قمة «حلف شمال الأطلسي»، وبعد يوم واحد على اجتماع «المجموعة المصغرة» الخاصة بسوريا، والتي ضمت للمرة الأولى، وزير الخارجية المصري سامح شكري. وكان لافتاً في البيان الختامي لقادة «الحلف»، التنوية إلى أنه يجري «مراقبة وتقييم تهديدات الصواريخ البالستية، المحتملة من سوريا»، لكون الأخيرة تملك صواريخ «قد تصل إلى أراضي أعضاء «الحلف» وشركائه، على حد تعبير البيان.