العيون مصوبة نحو الجنوب بقلم: فاديا جبريل

الثلاثاء, 24 تموز 2018 الساعة 18:16 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

العيون مصوبة نحو الجنوب  بقلم: فاديا جبريل

جهينة نيوز:

مع نجاح قواتنا المسلحة في تطهير أكثر من 80% من أراضي محافظة درعا، والوصول إلى الحدود الأردنية المشتركة، وتأمين معبر نصيب الحدودي ورفع العلم السوري فوقه، بعد طرد فلول العصابات الإرهابية المندحرة منه، يكون الجيش العربي السوري قد حقق إنجازاً جديداً يُضاف إلى سلسلة الانتصارات الأخيرة، وتمثلت بتطهير ريف دمشق الجنوبي كاملاً، وعزل بؤر الإرهاب في كلّ من محافظتي درعا والقنيطرة وريف السويداء المتاخم للبادية السورية.

ولعلّ أهمية هذه المعركة المنتظرة منذ زمن بعيد، هو أنها كانت تهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب القادم من الكيان الصهيوني، ودك أركانه وحصونه، والقضاء على مجموعات تكفيرية قتلت ودمرت، ولم تخفِ ارتباطها بهذا الكيان، فضلاً عن فضح كواليس غرف "الموك" وقطع طرق الإمداد التي تمتد من الجنوب إلى الداخل السوري، بل إن العدو الصهيوني الذي استشعر مخاطر خسران حفنة من عملائه ومأجوريه، نفذ غارات فاشلة على بعض المواقع العسكرية السورية، بغية رفع الروح المعنويات لعصاباته المنهارة والتعويض عن الهزائم المتتالية التي لحقت بها تحت ضربات قواتنا المسلحة.

إن عيون العالم اليوم مصوبة نحو الجنوب، بعد أن أذهلت المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري لتطهير الغوطة الشرقية وباقي مدن وبلدات وقرى ريف دمشق، كما في كامل مساحة الجغرافية السورية، كبار المحلّلين العسكريين والباحثين الاستراتيجيين، إذ وقف كثير منهم عند سرعة الحركة والوسائط النارية والتكتيكات المستخدمة، وطرق الالتفاف والعزل وفتح الثغرات في الأراضي التي تسلّلت إليها قطعان الإرهابيين، وآلية السيطرة وتثبيت النقاط المحررة، وكثافة الانتشار والانتقال من موقع إلى آخر بثبات وقوة وعزيمة وثقة وإيمان بالنصر، وهو الأمر الذي أرعب أيضاً العدو الصهيوني والأنظمة العميلة التي سعت إلى إسقاط سورية في حرب أهلية وتفتيت وحدة المجتمع

السوري، وهي ترى بأم العين كيف تتهاوى الجماعات التي كانت تدعمها بالمال والسلاح والعتاد الحربي المتطور.

لقد نجح الجيش العربي السوري من خلال معاركه البطولية في الجنوب بإجهاض الحلم الصهيوني في إنشاء (جيش من العملاء) لحماية الحدود الشمالية لهذا الكيان، وتحصينها ضد أي فعل مقاوم قريب يهدف إلى طرد "إسرائيل" من باقي الأراضي العربية المحتلة. ولعلّ الاتصالات التي أجراها قادة العدو الصهيوني مع كل من موسكو وواشنطن تصبّ في توقعات إيجاد حلّ وتسوية توقف تقدم القوات السورية إلى الجولان، إذ إن العربدة الصهيونية وتنفيذ اعتداءات مختلفة على الأراضي السورية لن تبقى منفلتة إلى الأبد، ولن تفلح في إنقاذ أو إنعاش ما تبقى من فلول عصاباتها المهزومة في الجنوب. ونتنياهو وأركان حكومته باتوا يستشعرون مخاطر عودة الجيش العربي السوري وحلفائه إلى الجنوب، وهم الذين يعرفون جيداً أن الدائرة في النهاية ستدور على كيانهم الغاشم، وأن النيران التي غذّتها "إسرائيل" سترتد إليهم وتحرقهم يوماً ما.

العيون المصوبة اليوم نحو الجنوب تدرك أن إيقاع المعارك يضبطها فقط الجيش العربي السوري، الذي ما توجّه إلى منطقة إلا وحرّرها وطهرها من رجس الإرهاب، كما تعلم علم اليقين أن هذا الجيش المقدام بقادته وضباطه وجنوده قد اتخذ قراره النهائي بوأد الفتنة التي اشتعلت من هذه البقعة الأقرب إلى حدود العدو الصهيوني والمتاخمة لمشغلي غرف "الموك" وكواليسها الإجرامية السوداء، وأن الانتصار الذي سعى إلى تحقيقه بات أقرب من أوهام الذين أرادوا للجنوب أن يكون منصة لإيقاع سورية في شرك التناحر والانقسام والاقتتال الطويل.

المصدر: جهينة عدد 106 


أخبار ذات صلة

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    24/7/2018
    22:26
    سوريه افشلت مشروع لصهيوينه لعالميه وصهيانه اسرائل تحصيل حاصل
    يا سيدتي ما تم تصفيته في الازمه السوريه - هم ادوات المؤامره .. .حتي كلمه عميل خساره فيهم .. .وهم ليسوا الا مرتزقه ... وسوريه افشلت مشروع الصهيوينه العالميه ، من البيت الابيض ، للبيت الحرام .. و صهاينه اسرائيل تحصيل حاصل .. وليسوا قي الحسابات .عندما تحين الساعه . . واذا فشلوا في لبنان ... فكيف سينجحوا في سوريه ...؟ اليوم فليبدا تقويم جديد .. للمنطقه .. وماجرى في سوريه هو حرب الشمال والجنوب العالميه ... والتي ستجد لها حسابات وادوات وعادلات اخرى .. فهل يصمد الاخرين كما صمدنا .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا