طبّاخ السمّ..! بقلم: فاديا جبريل

الخميس, 6 كانون الأول 2018 الساعة 15:29 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

طبّاخ السمّ..! بقلم: فاديا جبريل

جهينة نيوز

حتّى أشدّ المتفائلين بقرب انفراط عَقْد وانهيار الحلف الشيطاني "الأمريكي- السعودي" ومن لفّ لفيفهما، لم يكنْ يتوقعُ أنْ تتسارعَ بوادر التفكّك والانهيار إلى هذا الحدّ، مع ظهور مملكة الرمال بهذا الوهن والضعف والانحطاط، والموقف الدولي رسمياً وشعبياً الرافض لمبدأ التعامل معها، وقد افتُضحت أُسْرتها الحاكمة إثر جريمة استدراج الصحفي جمال خاشقجي وقتله وتقطيع جثته وإخفائها وربما تذويبها بالأسيد، كما ترى بعض التحقيقات، في أبشع جريمةٍ شهدَها التاريخُ المعاصرُ، وبما يشي بأنّ هذا الكيان لا يعدو أن يكون وكراً لعصابةٍ من القتلة والمُجرمين الذين يُصدّرون إرهابهم التكفيري إلى أصقاع العالَم، ويسعون ما استطاعوا إلى تعميم الخراب والفساد في أربع جهات الأرض!.

في بداية الحرب على سورية حذّرنا من أنّ كرة اللّهب التي قذَفَها الأتراك والسعوديون والصهاينة إلى وطننا لا بدّ أنْ ترتدَ إليهم يوماً ما، وأنّ طبّاخ السمّ سيتذوقه بالتأكيد، كما حذّر السيد الرئيس بشار الأسد الدول الراعية للإرهاب من أنها ستدفعُ الثمن وسيرتدُ الإرهاب إليها، مضيفاً: إنّ من يضع العقربَ في جيبه لا بدّ أن يلدغه. و«اليوم» نحن أمام معركةٍ مشتعلةٍ تدورُ بين أقطاب الحلف الشيطاني الذي دعمَ طوال ثماني سنوات الجماعات الإرهابية والعصابات التكفيرية في سورية، ولاسيما أنّ الأيام القليلة الماضية شهدتْ تطوراتٍ متسارعةً ومثيرةً بعد اغتيال خاشقجي، وتصريحاتٍ رسميةً أمريكيةً وتركيةً تُلمحُ إلى احتمال تورّط محمد بن سلمان في قتل الصحفي السعودي في اسطنبول، ونَشْرِ وسائل إعلام تركية تفاصيل عن أجزاء من تسجيلاتٍ صوتيةٍ لما جرى في القنصلية السعودية بعد دخول خاشقجي إليها، فيما ذهبت وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" إلى اتهامه مباشرةً، وأن ولي العهد السعودي أمَرَ شخصياً باغتيال خاشقجي، فضلاً عن حملات الضغط والابتزاز التي تتعرّضُ لها المملكة، وخاصةً من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه

انتقاداتٍ حادةً وردودَ فعلٍ عنيفةً في «الكونغرس» بسبب موقفه المُهادن للسعودية واستماتته لإنقاذ ولي العهد لأسباب تتعلّق بـ«إسرائيل»، وضرورة تمرير ما يسمى "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تتزايدُ المطالب بفرضِ عقوباتٍ إضافيةٍ على الرياض وإجراء المزيد من التحقيقات، مقابل انحياز ترامب إلى ما سمّاه "العلاقات الأمريكية– السعودية" ومئات المليارات من الدولارات التي تجنيها واشنطن من الصفقات مع المملكة.

إنّ النظام السعودي، يحصدُ ما جَنَتْ يداه، ويشربُ «اليوم» من الكأسِ المرّة نفسها، والسمّ الذي طَبخَه ونَفثَه عبر آلاف الإرهابيين إلى بلدان المنطقة يُوهن أمراءه بعد أن ارتدّ إليهم لعناتٍ لا تنتهي، إذ لم ينسَ السوريون بعدُ مَنْ صنَعَ الإرهاب ومَنْ رَعاه ومَنْ أقامَ المعسكرات، وقدّم المال والسلاح، وسخّر قنواته الفضائية ووسائل إعلامه لحملات الافتراء والتضليل، وشجّع جرائم التفجيرات الانتحارية وعمليات الذبح وتقطيع الأوصال التي كانت تقومُ بها عصابات "داعش" و"جبهة النصرة" وباقي الجماعات المسلحة، بل تزدادُ المطالب والدعوات لتنحية محمد بن سلمان، وربما يصلُ التغيير إلى الملك نفسه، بعدَ أن تبيّن للعالم أجمع أنّ هؤلاء الحمقى هم الوجه الآخر لعصابات "داعش" التي اعتمدت الذبح وتقطيع الأوصال من أجل فرضِ سياساتها وأفكارها التكفيرية المتطرفة.

لقد أمعنَ آل سعود في جرائمهم في سورية والعراق وليبيا واليمن.. وسواها، وهُم بعد اغتيال خاشقجي باتوا عراةً حتّى من ورقة التوت، وفي ظنّهم أنّ مُهادنة ترامب ستنقذُهم من الحساب والثمن الباهظ الذي سيدفعونه عاجلاً أم آجلاً، متناسين أنّ الرئيس الأمريكي نفسه قال أثناء حملته الانتخابية إنّ السعودية بقرةٌ حلوبٌ تدرّ ذهباً ودولاراتٍ ومتى ما جفّ ضِرعُها سنأمرُ بذبْحِها أو نطلبُ من غيرنا ذبْحَها، مطالباً بدفع ثلاثة أرباع ثروة آل سعود كبدَلٍ عن الحماية التي تقدّمها القوات الأمريكية لهم داخلياً وخارجياً، بل خاطبَهُم بالقول: "لا تعتقدوا أنّ مجموعات الوهابية، التي خلَقتمُوها في بلدان العالم وطلَبتُم منها نَشْرَ الظلام والوحشية وذبْحَ الإنسان وتدميرَ الحياة، ستقفُ إلى جانبكم وتحميكم، فهؤلاء لا مكانَ لهم في كل مكانٍ من الأرض إلا في حضنكُم وتحت ظلِّ حكمكُم، لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها يقومون بأكلكم".. فهل وَعى هؤلاء الحمقى معنى وأسباب مُهادنة ترامب وتلكؤه في اتهامهم بجريمة خاشقجي؟!.

المصدر:مجلة جهينةالعدد109


أخبار ذات صلة

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 مواطنة
    6/12/2018
    20:14
    الرحمة لشهداء جيشنا العقائدي
    صحيح ان السعودية شجعت الاجرام المتأصل في نفسية حكامها من منشأ الوهابية البغيضة لكن المغدور الخاشقجي كان متأثرا بالفكر الوهابي والاخواني. فالفكر الاخواني لايقل اجراما عن الفكر الوهابي ويوميا يوجد مسلحون اخوانيون ووهابيون يتسللون الى نقاط الجيش العربي السوري ويقتلون جنودا سوريين ولاأحد يتحدث عن شهداء الجيش العربي السوري ولا المدنيين بفعل قذائف الحقد الاخواني والوهابي والقاعدي ... كل الرحمة والإجلال لشهداء الجيش العربي السوري والمدنيين العزل الأبرياء....
  2. 2 عدنان احسان- امريكا
    7/12/2018
    01:44
    مثل عربي : من كثره الطباخين احترقت الطبخه وهذه قصه الخاشقجي
    يا سيدتي الالاف يقتلون يوميا ولكن بدون تقطيع وهذا ليست اول جريمه للنظام السعودي والانظمه الاخرى في المنطقه والاحتجاج علي طريقه القتل التي شارك بها الجميع / اوعلى الاقل كانوا يستطيعون منعها / من الدور التركي الذي نجح بالابتزاز وفشل في حصد الغنائم /للبريطانيون الذين ينتقمون من خساره مواقعهم في الخليج لصالح النفود الامريكي / والدور الاسرائيلي الذي يرغب باستمرا الفوَضي الخلاقه / والامريكي الذي يعيش ازمته العميقه والجميع كان يعلم ان الخاشقجي مطلوب وفجآة اصبح بطلو استغل الجميع القضيه لتصفيه حساباته / والتعليق الاخير ان سوريه ليست معركتها مع الشيطان الاكبر فقط بل مع الشيطان الاصغر الذي وجد بالازمه سببا للاستمرار والشيطان الاصغر هو الداء والبلاء والجوله القادمه معه لكي لا تتكررجريمه الخاشقجي
  3. 3 عدنان احسان- امريكا
    7/12/2018
    01:51
    ســـــؤال .. لهيئـــه التحرير المحترمين
    ماعلاقه صوره السيده الاولي / اسماء الاسد / ... بالموضوع ... ولا خطا مطبعي كالعاده .. لفلفــو الموضوع قبل ..فوات الاوان ... ومن غير صوفتكم حـمـــره .. ...لازلتم الافضل ...
  4. 4 محمود
    7/12/2018
    07:08
    عصفورين بحجر
    المقال مصيب في كثير من النقاط التي تطرق إليها.مع التأكيد أن التمايز بين الكنغرس وإدارة طرمب ما هو إلاّ توزيع أدوار حتى يتبين أي السبل أنسب للمصالح الأميركية , فالقتيل والقاتل عيال أميركا وما تسرب عن نية القتيل بإنشاء جيش الكتروني معارض لسلطة آل سعود, وهو معارض لللمعارضة فقط ولم يكن يسعى لتغيير جوهري في الوضع العام للملكة لا داخليا و لا خارجيا. بل لكان تهديد جدي لأستقرار البقرة وهذا ليس في مصلحة اميركا ...من هنا تركوا القتيل يمشي بقدميه لحتفه بل من المحتمل أنهم ساقوه إليه... تخلصوا من المتاعب المحتمل قدومها من نشاط القتيل بقتله , وزادوا لفة حبل على عنق البقرة الحلوب وهو زيادة في ادرار الحليب...عصفورين بحجر, حبكة اميركية ذكية ولكن قديمة
  5. 5 محمود
    7/12/2018
    07:29
    لا نريد رؤيتهم
    ولم يتطرق المقال عن تأثير ماجرى على الشخصية السورية قومياً و وطنياً. من الناحية المادية فالدمار ظاهر للعيان وهو هيّن بما يمكن توقعه من عوامل تؤثر في تصرفات المواطن والحكومة نفسياً و فعلياً ... فكيف لكلمة دولة شقيقة أن تستمر بنفس المعنى الذي كنا نفهمه ؟ الشقيقة اليوم في اللاوعي تعني الغدر والخيانة والولغ في دماء الشقيق الغافل المطمئن لأشقاءه الفجرة اصحاب جهاد النكاح والسفاح بالذكور والإناث حتى وصلوا للأموات...هل من سبب يجمعنا بهؤلاء غير الإشمئزاز و الإنكار , ونحن نعلم تربّصهم بنا حتى قيام الساعة... لا نريد رؤيتهم لا في سوريا و لا حتى على الشاشات ..
  6. 6 إدارة جهينة
    9/12/2018
    05:55
    القراء الكرام
    القراء الكرام .. نفلت عنايتكم إلى أن الصورة المرفقة مع مقال، طباخ السم هي صورة رئيسة التحرير السيدة فاديا جبريل وليست صورة السيدة الأولى أسماء الأسد، وجب التنويه لورود تعليقات حول خطأ وارد بنشر صورة المقال.. مع الشكر

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا