جهينة نيوز
حتّى أشدّ المتفائلين بقرب انفراط عَقْد وانهيار الحلف الشيطاني "الأمريكي- السعودي" ومن لفّ لفيفهما، لم يكنْ يتوقعُ أنْ تتسارعَ بوادر التفكّك والانهيار إلى هذا الحدّ، مع ظهور مملكة الرمال بهذا الوهن والضعف والانحطاط، والموقف الدولي رسمياً وشعبياً الرافض لمبدأ التعامل معها، وقد افتُضحت أُسْرتها الحاكمة إثر جريمة استدراج الصحفي جمال خاشقجي وقتله وتقطيع جثته وإخفائها وربما تذويبها بالأسيد، كما ترى بعض التحقيقات، في أبشع جريمةٍ شهدَها التاريخُ المعاصرُ، وبما يشي بأنّ هذا الكيان لا يعدو أن يكون وكراً لعصابةٍ من القتلة والمُجرمين الذين يُصدّرون إرهابهم التكفيري إلى أصقاع العالَم، ويسعون ما استطاعوا إلى تعميم الخراب والفساد في أربع جهات الأرض!.
في بداية الحرب على سورية حذّرنا من أنّ كرة اللّهب التي قذَفَها الأتراك والسعوديون والصهاينة إلى وطننا لا بدّ أنْ ترتدَ إليهم يوماً ما، وأنّ طبّاخ السمّ سيتذوقه بالتأكيد، كما حذّر السيد الرئيس بشار الأسد الدول الراعية للإرهاب من أنها ستدفعُ الثمن وسيرتدُ الإرهاب إليها، مضيفاً: إنّ من يضع العقربَ في جيبه لا بدّ أن يلدغه. و«اليوم» نحن أمام معركةٍ مشتعلةٍ تدورُ بين أقطاب الحلف الشيطاني الذي دعمَ طوال ثماني سنوات الجماعات الإرهابية والعصابات التكفيرية في سورية، ولاسيما أنّ الأيام القليلة الماضية شهدتْ تطوراتٍ متسارعةً ومثيرةً بعد اغتيال خاشقجي، وتصريحاتٍ رسميةً أمريكيةً وتركيةً تُلمحُ إلى احتمال تورّط محمد بن سلمان في قتل الصحفي السعودي في اسطنبول، ونَشْرِ وسائل إعلام تركية تفاصيل عن أجزاء من تسجيلاتٍ صوتيةٍ لما جرى في القنصلية السعودية بعد دخول خاشقجي إليها، فيما ذهبت وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" إلى اتهامه مباشرةً، وأن ولي العهد السعودي أمَرَ شخصياً باغتيال خاشقجي، فضلاً عن حملات الضغط والابتزاز التي تتعرّضُ لها المملكة، وخاصةً من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه
انتقاداتٍ حادةً وردودَ فعلٍ عنيفةً في «الكونغرس» بسبب موقفه المُهادن للسعودية واستماتته لإنقاذ ولي العهد لأسباب تتعلّق بـ«إسرائيل»، وضرورة تمرير ما يسمى "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تتزايدُ المطالب بفرضِ عقوباتٍ إضافيةٍ على الرياض وإجراء المزيد من التحقيقات، مقابل انحياز ترامب إلى ما سمّاه "العلاقات الأمريكية– السعودية" ومئات المليارات من الدولارات التي تجنيها واشنطن من الصفقات مع المملكة.
إنّ النظام السعودي، يحصدُ ما جَنَتْ يداه، ويشربُ «اليوم» من الكأسِ المرّة نفسها، والسمّ الذي طَبخَه ونَفثَه عبر آلاف الإرهابيين إلى بلدان المنطقة يُوهن أمراءه بعد أن ارتدّ إليهم لعناتٍ لا تنتهي، إذ لم ينسَ السوريون بعدُ مَنْ صنَعَ الإرهاب ومَنْ رَعاه ومَنْ أقامَ المعسكرات، وقدّم المال والسلاح، وسخّر قنواته الفضائية ووسائل إعلامه لحملات الافتراء والتضليل، وشجّع جرائم التفجيرات الانتحارية وعمليات الذبح وتقطيع الأوصال التي كانت تقومُ بها عصابات "داعش" و"جبهة النصرة" وباقي الجماعات المسلحة، بل تزدادُ المطالب والدعوات لتنحية محمد بن سلمان، وربما يصلُ التغيير إلى الملك نفسه، بعدَ أن تبيّن للعالم أجمع أنّ هؤلاء الحمقى هم الوجه الآخر لعصابات "داعش" التي اعتمدت الذبح وتقطيع الأوصال من أجل فرضِ سياساتها وأفكارها التكفيرية المتطرفة.
لقد أمعنَ آل سعود في جرائمهم في سورية والعراق وليبيا واليمن.. وسواها، وهُم بعد اغتيال خاشقجي باتوا عراةً حتّى من ورقة التوت، وفي ظنّهم أنّ مُهادنة ترامب ستنقذُهم من الحساب والثمن الباهظ الذي سيدفعونه عاجلاً أم آجلاً، متناسين أنّ الرئيس الأمريكي نفسه قال أثناء حملته الانتخابية إنّ السعودية بقرةٌ حلوبٌ تدرّ ذهباً ودولاراتٍ ومتى ما جفّ ضِرعُها سنأمرُ بذبْحِها أو نطلبُ من غيرنا ذبْحَها، مطالباً بدفع ثلاثة أرباع ثروة آل سعود كبدَلٍ عن الحماية التي تقدّمها القوات الأمريكية لهم داخلياً وخارجياً، بل خاطبَهُم بالقول: "لا تعتقدوا أنّ مجموعات الوهابية، التي خلَقتمُوها في بلدان العالم وطلَبتُم منها نَشْرَ الظلام والوحشية وذبْحَ الإنسان وتدميرَ الحياة، ستقفُ إلى جانبكم وتحميكم، فهؤلاء لا مكانَ لهم في كل مكانٍ من الأرض إلا في حضنكُم وتحت ظلِّ حكمكُم، لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها يقومون بأكلكم".. فهل وَعى هؤلاء الحمقى معنى وأسباب مُهادنة ترامب وتلكؤه في اتهامهم بجريمة خاشقجي؟!.
المصدر:مجلة جهينةالعدد109
20:14
01:44
01:51
07:08
07:29
05:55