عرض مسرحي "حق المرأة بالعمل" بالتعاون مع "UNDP" دريباتي: المسرح التفاعلي يساهم في كسر الجدار الرابع لدى الجمهور

الإثنين, 20 آب 2018 الساعة 16:01 | ثقافة وفن, فن وتشكيل

عرض مسرحي

جهينة نيوز –عاطف عفيف

لا جدل أبداً على أهمية المسرح وتأثيره في الحياة الاجتماعية، وكان هناك اهتمام كبير لكثير من الحضارات على مر التاريخ ببناء المسارح والتي ما تزال شاهداً حتى الآن، وما نود التركيز عليه في هذه المادة حول المسرح التفاعلي الذي يحمل الكثير من الرسائل التي تقدم فائدة كبيرة للمجتمع.

حق المرأة

حيث أقامت فرقة مسرحية من البيت العربي للموسيقى ورشة عمل مسرحي تفاعلي تحت عنوان " حق المرأة في العمل" على مدى أكثر من شهرين بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" وذلك بالتعاون مع كنيسة سيدة اللاذقية المارونية و وتوجت الورشة بعرض العمل مؤخرا في ثلاث مناطق من اللاذقية وهي شريفا ، الحفة وعرامو.

وقبل العرض بأكثر من شهرين ذهب فريق العمل إلى المناطق الثلاث المذكورة آنفاً، وتم اللقاء مع مجموعة من السيدات والاستماع إلى حكايتهن، كما تم تقديم مشاهد حية تحريضية محورها حق المرأة في العمل، وهذا ما شجع السيدات للبوح عما يرغبن قوله عن مشاريعهن سواء أكانت فاشلة أو ناجحة وكذلك عن مشاريع لم تولد أصلا.

المستوى الأول من التجربة هو إعطاء السيدات الفرصة في الحديث عن أنفسهن في رواية حكايات لم يعتدن روايتها، أو لم يتاح لهن الفرصة للتعبير عنها ، فكانت البروفات كما يقول مخرج العمل الفنان ياسر دريباتي: أن البروفات الأولى شكلت حافزاً للسيدات للتواصل والتعبير عن أنفسهن ومشاريعهن بجرأة وقوة واللافت على المستوى أن السيدات المشاركات امتلكن الجرأة والقوة والخبرة في مهن مختلفة .

حكايات

أما المستوى الثاني تضمن توثيق تلك الحكايات عبر الفديو وتسليط الضوء على أماكن العمل والمهن المختلفة لدى النساء،ويقول دريباتي أردنا من ذلك إعطاء قيمة لهذه المهن التي تملك قيمة حقيقية لكن بحاجة إلى تظهيرها عبر الأدوات الفنية المختلفة، واللافت في هذه الخطو تفاعل السيدات مع كاميرا الفديو وجرأتهن في التعبير عن أنفسهن على المستويين الشخصي والمهني .

أما المستوى الثالث كان له علاقة بغربلة تلك الحكايات التي سمعناها والاستفادة منها لبناء نص مسرحي تفاعلي مفتوح ، بمعنى أن الحكاية ليست منجزة وهناك خطوط لحكايات مختلفة تتقاطع هذه الحكايات مع ما روته السيدات في المناطق الثلاث.

المسرح البديل

وفي نهاية المطاف والمميز في هذه التجربة أن هناك نص تشاركي منجز من الممثلين والسيدات العاملات اللواتي تم الالتقاء معهن على مدى شهرين يمكن توصيفه بأنه نص" ركحي " أي نص مكتوب للأداء المسرحي وكتب هذا النص على مراحل الورشة الثلاث التي أقيمت في المناطق الثلاث ، وتم تقديم هذه النص في المناطق الثلاث ضمن صيغة المسرح التفاعلي، أي بمعنى تقديم مشهديات مسرحية يتخللها حوار مع الجمهور وتدخل آراء الجمهور العفوية في تقديم الحكاية وفي التعاطف أو عدم التعاطف مع ما يقدم .

ويقول المخرج دريباتي بأن العرض التفاعلي هو جزء من البحث الفني عن المسرح البديل ، أي أن كل مكان يمكن أن يصبح خشبة مسرح ، وبذلك نحقق حضور اجتماعي أكثر للمسرح وهو أمر يطمح إليه المسرح عبر تاريخه ، أي عندما تذهب إلى الجمهور حيث هو، هذا يعني خلق علاقة طازجة مع الجمهور، وهذا يعني كسر الجدار الرابع .

وقال دريباتي بأن العرض المسرحي التفاعلي قدم في ساحة البلدية في شريفا، وباحة كنيسة الحفة ،وأرض الديار في بيت حجري قديم في عراموا ، لقد تحولت الأماكن الثلاث إلى مكان مسرحي أقبل عليه الجمهور بشغف وحب وتفاعل مع الحكايات المقدمة وكان شريكاً فعالاً في بناءها وربما تكون المرة الأولى لهذه الجمهور الذي يشاهد فيها عرضاً مسرحياً بهذا الشكل، وبذلك يحقق العرض أحد أهداف المسرح النبيلة وهو توسيع ساحة التواصل الاجتماعي وخلق فرصة فرجة يحتاجها المجتمع في كل زمان ومكان، إضافة إلى أن العرض أعطى السيدات المشاركات فرصة فنية ثمينة لتقديم حكاياتهن لجمهور يعرفونه جيداً، وهو بدوره يعرف هذه الحكايات ، وبالتالي نقل الحكاية من مهني يومي إلى مستوى فني.

توريط الجمهور

ويتابع دريباتي بأن المنظمة العالمية "UNDP" والتي تعنى بالتنمية البشرية ربما يشكل المسرح التفاعلي بالنسبة لها ركن أساسي في التنمية ،والتجربة التي قدمناه تعد التجربة الأولى في هذا المجال ، هذا المسرح

التفاعلي والذي يمكن توصيفه بأنه مسرح المضطهدين بمعنى أنه يعنى بحكايات راهنة تأخذه المشاكل اليومية وبذلك يكتسب حرارة المشاكل اليومية للناس .

المسرح التفاعلي في بنيته الفنية يذهب إلى الجمهور حيث هو الجمهور ليس عبر الصياغة المسرحية وإنما عبر إضافة عناصر تورط الجمهور في المشاهدة والاستماع والمشاركة، ومن خلال توظيف المكان البديل والموسيقى والأغاني والاستخدام الشرطي للديكور .

ويقول دريباتي في العرض التفاعلي الذي عرضناه وظفنا هذه العناصر في تقديم فرجة فنية يألفها الجمهور وهي ليست بعيدة عن زائقته الفكرية أو الفنية ، ربما كانت الصعوبة الكبرى في الفهم الخاص للمسرح التفاعلي الرائج الذي يقدم المسرح التفاعلي بشكل وعظي لا يحمل مقومات المسرح ، ويتعاطى مع اللعبة الفنية بخفة.

فمهمات الممثلين لم تكن تقليدية بمعنى لم تكن مجرد أداء مسرحي على خشبة مسرح على أهمية خفة الأداء ، وإنما كان لهم مهمات في جميع خطوات العمل من البروفة الأولى وحتى العرض الأخير

المرة الأولى

وفي لقاء مع الممثل نضال سليمان : المسرح التفاعلي بدأ ينتشر بالبرازيل عام 1965 مع المخرج أوغوستو بوال ، ومع عرضنا يمكن القول أنه المرة الأولى التي يقام فيها مسرح تفاعلي حقيقي في اللاذقية ، ودوري كان أب لأبنه لديها طموح أن تقرأ الموسيقى والباليه بالمعهد العالي بدمشق ، لكن كرجل موسيقي شرقي سابق وعازف عود تخيلت أن ابنتي ستعيش تجربة قاسية كالتجربة التي عشتها مع الفن ، وكان همي إبعاد نظرها عن الموسيقى والباليه ، وكانت أنظارنا أنا وأمها تتجه لتعليمها مهنة أو مصلحة تكون موجودة أمام أعيننا ، وتقوم على تربية أولادها الثلاثة وخاصة أن زوجها اختفى وتركها بظروف غامضة.

طبعً الأهل كان لهم دور كبير في تعاسة البنت وظروفها الصعبة كونهم أجبروها على الزواج بسن مبكرة وحرومها من طموحها على أساس أن البنيت ليس لها غير بيتها وزوجها.

وأضاف بأن التجربة غنية وكسرت لديه حاجز الرهبة من الجمهور، و الشيء الجميل أنك تحصل مباشرة على صدى العمل لدى الجمهور وتأثيرك كممثل مع المسرح التفاعلي.

ويتألف فريق العمل من الممثلين نيرمين علي ، شروق البني ، نضال سليمان، وموسيقا مروان ديباتي مؤلفاً ومغنياً والعازفين بهاء فضة على الدف وأوس عثمان على الغيتار ، ودراما تورجيا وإخراج الفنان ياسر دريباتي


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا