ما الجديد حول الغارة الإسرائيلية الصاروخية على مطار دمشق الدولي ؟ ..بقلم عبد الباري عطوان

الإثنين, 17 أيلول 2018 الساعة 01:33 | مواقف واراء, زوايا

  ما الجديد حول الغارة الإسرائيلية الصاروخية على مطار دمشق  الدولي ؟ ..بقلم عبد الباري عطوان

جهينة نيوز

بينما تلتقط معظم الأطراف أنفاسها انتظاراً لمعركة إدلب، تعلن وكالة الأنباء السورية (سانا) عن متحدث عسكري قوله إن عدواناً صاروخيا إسرائيلياً استهدف مطار دمشق الدولي، وتصدت له الدفاعات الأرضية، وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية.

هناك روايتان حول الأهداف التي قصفتها هذه الصواريخ:

ـ الأولى: تقول، وحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة ومقره في مدينة كوفنتري وسط بريطانيا، إن الصواريخ استهدفت مخزناً للأسلحة قرب المطار.

ـ الثانية: رواية إسرائيلية وردت في تقرير للقناة الثانية العبرية تؤكد أن الصواريخ دمرت طائرة شحن إيرانية من طراز "بوينغ" بعد ساعات من هبوطها في مطار دمشق، وكانت تقل أسلحة متطورة، إما تكون للجيش السوري أو "حزب الله".

***

بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يعترف بوقوف حكومته خلف هذه الغارة الصاروخية، ولكنه ألمح إلى ذلك بطريقة غير مباشرة عندما قال اليوم "إن إسرائيل تتحرك لمنع أعدائها من حيازة أسلحة متطورة" في إشارة إلى سوريا و"حزب الله".

اللافت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية لم تعد تستخدم سلاح الجو في غاراتها على سوريا منذ إسقاط طائرة "إف 16" قبل عام، وباتت تلجأ إلى الصواريخ الموجهة لتجنب سقوط طائرات أخرى مماثلة مما يؤكد أن الدفاعات الجوية السورية باتت أكثر تجهيزاً للتعاطي بفاعلية مع هذه الطائرات.

إسرائيل أقرت بأنها شنت أكثر من 200 غارة على أهداف معظمها إيرانية في العمق السوري في الأشهر الـ18 الماضية، ولا نملك دليلاً يشكك في صحة هذا الرقم أو يؤكده، ولكن ما نملكه أن معظم هذه الغارات على أكثرها فشلت في إنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا الذي ما زال على حاله ويزداد قوة، وهذا أولاً، أو من إضعاف قدرات الجيش العربي السوري الذي استعاد الغوطة كاملة، والجنوب السوري (درعا) في الفترة الأخيرة نفسها ثانياً، وأن ترسانة "حزب الله" اللبناني من الصواريخ والعتاد العسكري تتضاعف يوماً بعد يوم، ثالثاً.

موقع شركة الأخبار الإسرائيلي (MAKO) نقل اليوم (الأحد) عن مصادر استخبارية "أن القوة التي سيشغلها الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان المقبلة ستكون ثلاثة أضعاف تلك التي حشدها في حرب تموز (يوليو) عام 2006"، وأضاف أن حزب الله لم ينم على أمجاده في تلك الحرب بل واصل تعزيز قدراته الهجومية، وبات يملك أكثر من 150 ألف صاروخ، ويمكن أن يطلق المئات منها يوميا ودفعة واحدة".

ما يقلق القيادة العسكرية الإسرائيلية في رأينا ليست عدد هذه الصواريخ فقط، وإنما دقتها العالية أيضاً في إصابة أهدافها، فقد كشف السيد ناصر الدويلة، في تغريدة له على حسابه على "التويتر" (وهو ضابط سابق في الجيش الكويتي وعمل مستشاراً عسكريا لوزير الدفاع) "أن أربع صواريخ إيرانية قصيرة المدى (300 كلم) أصابت عمارة كانت المعارضة الإيرانية تتخذها مقرا لها في إقليم كردستان أصاب إحداها العمارة بشكل مباشر ودمرها، وآخر سقط على بعد أربعة أمتار منها، والاثنان الباقيان في محيطها، مما يحتم مراجعة الخطط العسكرية الخليجية وقدراتها الدفاعية"، وهو هنا كخبير عسكري لا يضخم هذه الصواريخ وفعاليتها، وإنما يحذر الدول الخليجية منها، ويطالب بخطة تسليحية متطورة لمواجهتها، أو هكذا فهمنا.

***

نعود إلى الغارة الصاروخية التي استهدفت مطار دمشق ونقول إنها "ضربة استفزازية يائسة"، هدفها دعائي بالدرجة الأولى، تعكس حالة من الارتباك الإسرائيلي بعد الفشل الذريع في منع الجيش السوري من استعادة مدينة درعا بدعم روسي وإعادتها إلى سيادة الدولة، والقضاء على الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر عليها، واعترفت القيادة الإسرائيلية بأنها دربت وسلحت 12 منها، وإخراج القوات العسكرية الإيرانية وأذرعها العسكرية من سوريا.

الأمر المؤكد، حسب آراء معظم الخبراء العسكريين أن هذه الغارة الصاروخية سيكون تأثيرها محدوداً على سوريا وإيران معاً، المنشغلين حاليا في التركيز على معركة إدلب، ولكن هذا لا يعني أن هذا العدوان السافر وكل الغارات الأخرى على سوريا ستظل بلا رد في قادم الأيام، الله جل وعلا "يمهل ولا يهمل".. والأيام بيننا.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عماد اشرف
    17/9/2018
    01:43
    الرد
    كتبت احدى صحفيات الصحف الاسرا ئيلية بأنه على رئيس حكومة العدو ألا ينام لكي لايقلق شعب اسرائيل وعندما يضع رأسه وينام فعندئذ على الشعب كله ان يقلق. نحن نقول وبعد العدوان الاسرائيلي الغادر على سورية : بقدر ما أحدثتم ياصهاينة من تخريب وأذى للشعوب العربية ؛سوف نرد لكم الصاع بألف ولن ننسى الالام التي سببتموها .
  2. 2 عدنان احسان- امريكا
    17/9/2018
    02:58
    استنتاجات استفزازيه لمقاله عبد الباري المحدودوه التاثير ..
    اذا في هذه الحاله يا عبد الباري - اسرائيل تعتبر اعداءها حزب الله وايران فقط - بينما الاسلحه المتطوره التي تصل سوريه معليش ..وبعدين وين المشكله اذا ضربوا مستودع - ولا ضربو طائره .. العدوان حصل - وطيب ؟ وين الصواريخ الروسيه .. وما بعرف ليسش قاعدين بحميم .. والله يبعثله الحمى انشا الله .. ..ولا الضربه جاءت بموافقه روسيه ( الله بيعلم ) ،.. وبعدين الاخ اكتشف ان الغاره استفزازيه .. وتاثيرها محدود ... طيب باقي الغارات ... شو تقيمها لديك يا ابو الفهم .... واخيرا ... لا تنسي يا ابو الفهم الاستفزاز والبعبوص للروس ... في ظل الزياره التي يقوم بها وزير الدفاع الاسرائيلي لموسكو ...
  3. 3 محمود
    19/9/2018
    22:11
    الثلاثي الأنجس
    يا سيد إحسان هذا العبد الباري , مفضوح , مشغليه قالوا له أكتب هذا ودع ذاك, من لندن تنظير قومي وهو من الكيانات الكرتونية الثلااااث , الثلاثي الأنجس يحلمون بإختفاء سوريا عن الخريطة ... سوريا الله حاميها ...

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا